الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا تركت اللحظة السياسية وحيدة ؟.

مصطفى اسماعيل
(Mustafa Ismail)

2011 / 10 / 12
مواضيع وابحاث سياسية


أكثر اصطلاح كان يكرره الشهيد مشعل تمو كان " اللحظة السياسية ", إضافة إلى العديد من المقولات المتعالية المنتمية إلى حقل الحداثة السياسية والليبرالية السياسية والتنوير الأوروبي, فالانطلاقة الأساس له سورياً كانت في بداية هذه الألفية حيث بدأت فئة من النخبة السورية ( كان من بينهم ) باعتماد نسق مفاهيمي جديد مختلف عن أنساق الخطاب الموجودة في الشارع السياسي السوري.

الحراك السياسي لدى مشعل تمو كان يقتضي روح المبادرة ومحايثة الوقائع السياسية والتقاط اللحظة السياسية بعد قراءتها بإمعان, وأظنه نجح إلى حد بعيد في التقاط اللحظات السياسية, آخر هذه اللحظات التي عايشها كانت الثورة السورية ضد النظام في إطار ربيع شعوب الشرق الأوسط, وإذا كان الشهيد تمو إبان الربيع التونسي والمصري قيد السجن ( سجن عدرا المركزي ) بريف دمشق, بعد أن أجزلت له محكمة الجنايات الأولى بدمشق في العطاء وحكمت عليه بالسجن لثلاث سنوات ونصف, ورفضت هيئة المحكمة مراراً الموافقة على منحه الحق في ربع المدة القانونية للحكم وبالتالي إخلاء سبيله إلا بعد صدور العفو الرئاسي بتاريخ 31 مايو / أيار 2011, إلا أنه بمجرد خروجه إلى فضاء الحرية النسبي وانطلاقاً من واقعة استقباله الجماهيري في قامشلو حدد خياره في الانضمام إلى الثورة الشعبية السورية, منادياً بإسقاط النظام من دون عمليات تجميل أو رتوش أو إكسسوارات أو تمييع سياسي, متصدراً حراك الشارع الكوردي في قامشلو حتى يوم اغتياله.

التقط الرجل اللحظات السياسية مراراً, التقطها مرة في بداية حقبة الأسد الإبن وكان الحراك المدني السوري في أوجه بتأسيس منتدى جلادت بدرخان, والتقط اللحظة السياسية المتولدة عن الانتفاضة الكوردية في 2004 حين انفرط عقد ( مجموع الأحزاب الكوردية ) وعاد كل منها إلى سالف العصر والأوان والميني ماركت ليؤسس مع نشطاء آخرين تيار المستقبل الكوردي في سوريا, والتقطها في 2005 عقب صدور وثيقة إعلان دمشق للتغيير الديمقراطي وبقائهم خارج الإطار المعارض الوليد, منخرطاً مع أحزاب ومنظمات حقوقية سورية في جلسات تشاورية بمدينة حلب لإطلاق إعلان حلب, الذي لم ير النور لأسباب عديدة تجاوزها الشارع السوري الثائر اليوم, وإن لم يتجاوزها بعض بطاركة المعارضة السورية.

اللحظة السياسية الوحيدة التي لم يلتقطها الشهيد مشعل تمو منذ 2000 وإلى تاريخه كانت لحظة اغتياله, وقد تركها لأبناء وبنات شعبه ليلتقطوها ولكن خارج فورة الغضب الآنية, سيتم التقاطها عبر فهم أن الحقيقة ما قبل اغتياله ليست كما بعدها, وهذا يقتضي إعادة النظر من لدن الأحزاب الكوردية والفعاليات الكوردية الأخرى في عاملهم الموقفي الرمادي منذ 15 مارس / آذار وإلى الآن, وهنالك محطات متاحة للكورد ( الأحزاب تحديداً ) لالتقاط اللحظة, رغم التأخر الفاضح عنها, فهنالك مؤتمر وطني كوردي ينتظر أن ينعقد قريباً ولكن بإخضاعه إلى مراجعة تتوائم مع المعطى المستجد في الساحة, وهنالك مؤتمر كوردي آخر في الخارج يعول عليه, ويحكى عن مؤتمر كوردي آخر قريباً في عاصمة إقليم كوردستان العراق الفيدرالي, أما الاكتفاء بالبيانات اللاحقة لواقعة الاغتيال والتي بقيت فيها النقاط بعيداً عن الأحرف إلى درجة استشهاد التلفزيون السوري والمرتزقة الإعلاميين الأمنيين ( الكورد والعرب ) بها فلا أظنها سوى إمعاناً في اغتيال مشعل تمو مجدداً, وإهالة المزيد من التراب على جثته الطاهرة وروحه الطاهرة ومواقفه الواضحة غير الملتبسة.

باعتقادي أن المشكلة البنيوية الأساس لدى غالبية أحزابنا الكوردية السورية أنها لا تجيد التقاط اللحظة السياسية, أو لا تريد التقاطها, وهم في ذلك يختلفون عن ويفارقون الشهيد تمو, الذي كان يجيد في مستوى قراءة الأحداث التقاطها واستثمارها, لا يهم هنا نجاحه وفشله في المستوى العملي, إذ يسجل للرجل ذكاءه السياسي وحذاقته, وعدم اعتماده آليات ( جبل الجليد ) السياسي في التعاطي مع الأحداث التي تطرق أبواب الكورد بين الفينة والأخرى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس الأوكراني: الغرب يخشى هزيمة روسيا


.. قوات الاحتلال تقتحم قرية دير أبو مشعل غرب رام الله بالضفة




.. استشهاد 10 أشخاص على الأقل في غارة جوية إسرائيلية على مخيم ج


.. صحيفة فرنسية: إدخال المساعدات إلى غزة عبر الميناء العائم ذر




.. انقسامات في مجلس الحرب الإسرائيلي بسبب مستقبل غزة