الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول قيام الدولة الفلسطينية والقضية القومية الكردية وحقوق الأقليات

هيبت بافي حلبجة

2011 / 10 / 12
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


س1 – أيهما أهم برأيك بناء دولة مدنية على أساس المواطنة بدون تمييز قومي أو ديني وأحترام حقوق جميع القوميات والأديان ، أم بناء دول على أساس قومي أو أثني بغض النظر عن مضمون الحكم فيها ؟
ج1 – أشكركم على الأسئلة ، بداءة أقول أننا ولجنا مرحلة تاريخية جديدة ، سمتها الأساسية هي معرفة المعادلات الجوهرية للرأسمال المالي ، وشرطها هو بناء الأنسان التام السليم الحر الديمقراطي ، وركنها هو إقامة مجتمع قوي صلب يتغذى من المبادىء التي لانزاع فيها ويقتات من كفاءات كل أبنائها ويرتكز على روح جديدة من الماركسية ، ويغرف حصانته من مبادىء متطورة جديرة بهذه المرحلة . وإذا ما وجدت ، حتى الآن ، قوميات أو أثنيات ، لم يحالفها الحظ التاريخي في إقامة دولتها الطبيعة والتي كانت من المفروض أن توجد منذ أمد بعيد ، فإن الحيثيات ينبغي ألا تقاس بنفس أساليب المنطق القديم أوالوقوف المطلق إزاء مادة جامدة في الصراع الطبيعي – التعسف في أستخدام الحق التاريخي والأستهتار بفحوى وجوهر المرحلة - ، لكن من الزاوية الأخرى ، والسؤال مطروح بصيغة ذكية جداُ ( بدون تمييز قومي أو ديني وأحترام حقوق جميع القوميات والأديان ) ، ماهي الضمانات التي هي قادرة على تطبيق معطيات هذا القول . هنا نلج في مستويين مختلفين منفصلين . المستوى الأول : وهو الجانب النظري : فمن المؤكد إن التاريخ الآن يقتضي بناء دول مدنية على أساس المواطنة الكاملة بما فيها حق أي شخص أن يترشح لرئاسة الجمهورية ، أو على الأقل أن يتقلد أي منصب رسمي . شريطة أن يكون الأسم لاقوميا أوأثنياُ بالأساس ( مثال نموذجي الجمهورية العراقية ، ومثال سلبي بالمطلق ، الجمهورية العربية السورية ) وكذلك لامناص من تطبيق المحتوى الحقيقي للفدرالية . المستوى الثاني : وهو الجانب العملي : نحن ندري تمام الدراية ، إن الصراع الآن لايخضع للقوانين التي تجنح نحو السمة السا ئدة ، فمازالت التجربة الديمقراطية عرجاء ، والذهنية العربية ما برحت في مرحلة الجنين الحضاري ( وكذلك الذهنية الكردية ) ، وينبغي ألا نتغافل عن ذهنية الأسلام المؤدلج الحارق لكل شيء ، الهادم لكل معطيات التاريخ . لذلك ، وبأقتضاب وجيز ، وبالرغم من أنني من أنصار – الدولة المدنية على أساس المواطنة بدون تمييز قومي أو أثني – لابد من ضمانات حقيقية لفدرالية فعلية ، وترك الباب مفتوحأ – دستورياُ – لمبدأ حق تقرير المصير . وهذا لايعد شرطأ أو عيباُ طالما إن الشرط الأول كان ومازال ( دولة مدنية على أساس المواطنة الكاملة ) ... أما الشق الثاني من السؤال فهو غير دقيق ( بغض النظر عن مضمون الحكم فيها ) ، لماذا يفترض في الدولة القادمة أن تكون على شاكلة سيئة !! فلماذا لاتكون كردستان القادمة دولة اشتراكية ديمقراطية !!
س2 – كيف ترى سبل حل القضية الفلسطينية وتحقيق سلام عادل يضمن الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني وفقاً للمواثيق الدولية ومقررات الأمم المتحدة ؟
ج2 – بالمناسبة هذا السؤال متناقض مع طبيعة السؤال الأول . بداءة أوكد أن ما سمي بالنزاع العربي – الأسرائيلي هو أكذوبة تاريخية خاصة من الجانب العربي الذي هو حتى الآن في الجانب التعيس والبشع ، ولايهم ذلك . الآن ينبغي أن ندرك طبيعة دولة أسرائيل ، هي دولة تتعايش على العنف وعلى حال الحرب المزعومة ، وتتباغض مع مفهوم الدبلوماسية والسلم ، لذلك من الثابت أن يتم مصارعتها في هذا المجال الأخير دون الأول ، وهذا هو السبب من أننا نحتسب بشار وحماس وأيران وحزب الله عوامل مساعدة لأسرائيل ضد الحق الطبيعي التاريخي للشعب الفلسطيني . ومن هنا تحديدأ ، لامحيص من دولتين ، يهودية وفلسطينية ، عن طريق المواثيق الدولية وقرارات الأمم المتحدة وعلى ضوء ميثاق منظمة التحرير الفلسطينية .
س3 – كيف تقيم الموقف الأمريكي والدول الغربية المناهض لأعلان دولة فلسطينية مستقلة بعد خطوة الزعيم الفلسطيني وتوجهه إلى الأمم المتحدة لتحقيق ذلك ؟
ج3 – أقول بكل جرأة متى تم القضاء على ( حماس ، وبشار، وحزب الله ، والدور الإيراني ) ستتحقق الدولة الفلسطينية آلياُ ، لأن التاريخ وطبيعة المرحلة والربيع العربي لن يسمح بالحال النقيضة . أما فيما يخص الموقف الأمريكي والدول الغربية ، فأنها من المؤكد قد أرتبكت ودخلت في أزمة فعلية ، لأن محمود عباس أستفاد من وضع الثورات العربية وأستخدم مفهوم الدبلوماسية السلمية بصورتها الرائعة ، ولذلك ، ومن سخرية الأقدار ، أن تكون حماس في الجهة المعاكسة ، اي الجهة الأسرائيلية الأمريكية . ثم ينبغي أن أوكد أن المعطيات في هذه الأسابيع الأخيرة قد تغيرت ، ومن مصادر موثوقة لاتستطيع المراوغة معي ، أن الولايات المتحدة الأمريكية قد قررت بصورة نهائية الوقوف مع إرادة شعوب الشرق الأوسط وسوف نشاهد مستجدات جوهرية في هذا المجال من الجانب الأمريكي والأسرائيلي ، لذلك أتوجه برسالة إلى الرئيس محمود عباس ، من أن قيام الدولة الفلسطينية أصبحت تحصيل حاصل ولاسيما إذا أستمر في هذه الدبلوماسية الرائعة . وهذا ما ينطبق بحذافيره على شأن القضية الكردية في تركيا ..
س4 – ماهي برأيك الأسباب الرئيسية للموقف السلبي من قبل الدول الكبرى تجاه إقامة دولة كردية مستقلة ، تجمع أطرافها الأربع في دول الشرق الأوسط ، وهو مطلب شعبي كردي وحق من حقوقه ، ولماذا يتم تشبيه الحالة الكردية على أنها إسرائيل ثانية من قبل بعض الأوساط الفكرية والقومية في العالم العربي ؟
ج4 – هذا السؤال غير صحيح على الأطلاق . ولكي نوضح ذلك لامناص من التفريق ما بين ثلاثة أتجاهات متمايزة . الأتجاه الأول : بالنسبة للدول الكبرى – الغربية – فهي الآن مع لم شمل الدولة الكردية بعدما أدركت أن مسألة صلاح الدين الأيوبي لاتمثل أطلاٌقاُ العقل الكردي ، وإن الشعب الكردي هو سلمي طيب رقيق الوجدان والمشاعر ، لكنها لازالت لاتدرك كيفية تحقيق هذا الحلم الكردي وتصحيح هذا الخطأ التاريخي ، ومن هنا تحديداُ هي تلتجىء إلى سياسة الخطوة الأكيدة ثم الخطوة التالية كي تتفادى أي معضلة قد تنبثق من خصوصية الوضع الكردي وهي كثيرة جداُ ، ومتعددة الأشكال والألوان . الأتجاه الثاني : رأي الحكومات العربية : لايمكن الأعتداد بها ، ونوري مالكي يمثل أسوء صورتها . الأتجاه الثالث : رأي بعض الأوساط الفكرية والقومية في العالم العربي : هؤلاء ، والحمد لله ، في آخر مراحل حياتهم ، فالربيع العربي أطاح بهم قبل أن يطيح بالأصنام والأوثان والأحزاب التقليدية . كما أنه من البين ، أن المثقف العربي الحقيقي الآن يناصر بجدارة ليس فقط المسائل القومية ، إنما يذود بشراسة وبوعي وأدراك عن الديمقراطية كما ينبغي ، كما هو مقدر ومنشود .
س5 – هل يمكن للتغيرات الراهنة في المنطقة – الأنتفاضات والمظاهرات الأخيرة- من أن تؤدي إلى خلق آفاق جديدة أرحب للقوميات السائدة كي تستوعب الحقوق القومية للأقليات غير العربية مثل الأكراد ، إلى حد الأنفصال وإنشاء دولهم المستقلة ؟
ج5 – لو كنا سذج على المستوى التاريخي لأجبنا ، بكلمة نعم ، لكن المسألة في رأي أعمق من ذلك بكثير ، فلأول مرة في محتوى التاريخ يمكن لشعب – مثل الشعب الكردي والأمازيغي – أن يقفز ثلاثة خطوات دون أن يتردد ، أو أن يرتاب ، فهو لايستطيع فقط المطالبة بحقوقه القومية ، بل يذهب حتى المطالبة بدولته المستقلة ، بل يذهب إلى حد – وهذه هي الخطوة الثالثة – بإعادة الوحدة واتلأتحاد مع الدول القائمة لأنها مرشحة تماماُ لإقامة الديمقراطية ، فالذهنية الجديدة التي تنمو الآن بفعل ثورة الشباب ، والعلاقات المحمودة ما بين أطراف القضايا المشتركة ، والصراحة الحميدة ما بينها ، وأفول كل الأتجاهات الشوفينية والعنصرية والأسلاموية لدى كل الأطراف ، هي أس المستقبل المشترك والحياة السلمية الديمقراطية ما بين الجميع ، شريطة ألا ننسى فرضيات الجواب على السؤال الأول ..
س6 – هل تعتقدون بأن المرحلة القادمة ، بعد الربيع العربي ، ستصبح مرحلة التفاهم والتطبيع وحل النزاعات بين الشعوب السا ئدة والمضطهدة ، أم سندخل مرحلة جديدة من الخلافات وإشعال فتيل النعرات القومية والتناحر الإثني ؟
ج6 – نعم ، وبالضرورة التاريخية ، بل أبعد من ذلك ، أنني أعتقد ، وهذا كان مشروعي منذ عدة سنوات ، وها أنا أجدده بهذه المناسبة ، إذاُ أعتقد إن القوى الديمقراطية والسلمية واليسارية في المنطقة كلها سوف تؤسس منظماتها المشتركة ، وتقود العملية السياسية بنفس الإرادة . لأنه آن الوقت ، أن نجتمع كلنا ، القوى اليسارية والديمقراطية والسلمية ، تحت راية تنظيمات تقضي على الفوارق المقيتة ، وتجتث شروش الأستبدادية والظلم والرؤيا الأحادية والنظريات الجافة والأحزاب الديكتاتورية ، وتجذر ، مرة وإلى الأبد ، مقومات العمل المشترك ، والحقوق العامة ، ولهذا هناك عمل مشترك لتوسيع دائرة ثلاثة جمعيات عامة ( مجلس التضامن ما بين الشعوب والأمم ، جمعية التواصل الدولية ، جمعية السومريين – الشرق الأوسط ) . هذا لايعني البتة من أن العمل السياسي المقبل سيكون هيناً سهلاُ ، بل بالعكس سيكون حادأُ جدأ وشائكاُ إلى درجة مستعصية ..
س7 – ماهو موقفك من أجراء عملية استفتاء بأشراف الأمم المتحدة حول تقرير المصير للأقليات القومية في العالم العربي مثل الصحراء الغربية وجنوب السودان ويشمل أقليات أخرى في المستقبل ، مع العلم أن حق تقرير المصير لكل شعب حق ديمقراطي ولإنساني وشرعي ويضمنه بند من بنود الأعلان العالمي لحقوق الأنسان منذ عام 1948 ؟
ج7 – أولاُ جنوب السودان !! ثانياُ إن مصطلح الأقليات القومية خاطئ بالمطلق ، لسبب بسيط هو أن هذه الشعوب تعيش على أرضها التاريخية ، وقلة النسمة أم الكثرة ليست من عوامل التقويم في هذا المجال ( مثال ذلك دولة أسرائيل ) . أما المسألة من زاوية فحواها الحقيقي ، فيجب النظر إليها من ناحيتين . الناحية الأولى : إذا ما أستمرت حال الحكومات ضمن مضمون الأقصاء والظلم والقهر والقمع ، فلابد من إجراء عملية أستفتاء برعاية الأمم المتحدة وبضمانة دولية حول حق تقرير المصير لكل من لايشارك قومية الحكومة الظالمة المستبدة . الناحية الثانية : أما إذا أنقطعت السبل بهذه الحكومات ، واستبدلت بحكومات ديمقراطية تعتمد مبدأ اللامركزية في الإدارة وتعترف بالفدرالية كحل مشترك ضمن الحدود والدولة المشتركة ، فأعتقد أننا لسنا بحاجة إلى طرح المشكلة أصلاُ .
س8 – ما هي المعوقات التي تواجه قيام دولة كردية ، وكيانات قومية خاصة بالأقليات الأخرى كالأمازيغ وأهالي الصحراء الغربية ؟
ج8 – المسألة معقدة . وأنا هنا لاأتحدث عن موازين القوى ومعادلاتها ولا عن الظرف التاريخي بالمعنى القديم ، ولا عن مفهوم الرغبة والإرادة . وأجزم أن المسألة بحاجة إلى مجلد كبير لتوضيح الأسس العامة لهكذا مسألة ، لكن أقول ، وهذا القول قابل للتغيير ضمن مجرى الأحداث القادمة ليس فقط على صعيد الثورات العربية ، إنما على صعيد مجمل أطروحات البدائلية التي قد تنبثق هنا أو هناك ، إذاُ أقول ، وعلى العموم ، فيما يخص المعوقات ، وبطريقة لاأحبذها ، المسألة أجتماعية ، سياسية ، اقتصادية ، حياتية من ناحية ، ومن ناحية أخرى المسألة مرتبطة بالتطور التاريخي وتحدياته العامة في الأقتصاد وأسباب الديمومة والبقاء كدولة قوية أم ضعيفة . وهناك مسوغات خاصة جداُ لايمكنني الحديث عنها الآن لأن الوضع ليس في مصلحة الكشف والمصارحة المطلقة . لكن على العموم ، أعتقد أن الثورات العربية ، التي أسجد لها سجوداُ ، سوف تغير كل المفاهيم المشوة والعلاقات الأمنية الأستخباراتية والرؤيا الأستعلائية القبيحة ، وستمنح الفرصة لأول مرة للمؤهلات وللآراء الوطنية الفعلية لتبرز وتحقق حيزأُ من العمل الذي تستحقه . كما أنها سوف تضمن مفهوم مقاومة التحديات العالمية الأقتصادية والسياسية من خلال التنظيمات الديمقراطية واليسارية والمحبة للسلم ....
اشكركم جزيل الشكر ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغم تحذيرات الحكومة من تلوث مياهها... شواطئ مغربية تعج بالمص


.. كأس أمم أوروبا: فرنسا تسعى لتأكيد تفوقها أمام بلجيكا في ثمن




.. بوليتيكو: ماكرون قد يدفع ثمن رهاناته على الانتخابات التشريعي


.. ردود الفعل على قرار الإفراج عن مدير مجمع الشفاء الدكتور محمد




.. موقع ناشونال إنترست: السيناريوهات المطروحة بين حزب الله وإسر