الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا للطائفية نعم لدولة القانون

كريم الربيعي

2004 / 12 / 11
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


أن ما حمله شعبنا من ارث ثقيل لسياسات القتل والإعدام والتمييز والتهجير ، تلك الآثار التي لازالت تثقل كاهل ابناء العراق، مضافا لها الأحداث الدموية اليومية معززه بروح الحسابات الطائفية البغيضة ، حيث أستفحل العزف على هذا الوتر اليوم تحت حجج وذرائع عديدة. أن الصمت كثيرا على كل هذا سيتركنا وسط حالة خراب اعم واشمل وسيتوج بضياع الوطن.
أن الجميع مدعوون اليوم إلى الوقوف بروح من المسؤولية ، بروح من نكران الذات، بروح من الحرص والتفكير بالأجيال القادمة ، بروح تعي وتدرك دروس الامس القريب والإقرار بان ما حصل لشعبنا على يد النظام الدكتاتوري البغيض كان سببه سياسات القمع والإرهاب، والتي بنيت على سياسة الانفراد والتسلط وسيطرة العشيرة والعائلة باسم الحزب الأوحد على مقدرات الوطن أرضا وشعبا، علينا أن ندرك أن تلك السياسة لم تفرق بين الأجناس والأديان والقوميات، وعليه يجب أن نعي الدرس جيدا ونتعلم منه، أن مصادرة الحريات الفردية وحقوق الإنسان بشكل عام كان هو السبب وراء المقابر الجماعية وذاك الكم الهائل من الديون والأعداد الكبيرة من قتلى وضحايا الحروب والمشاكل الاجتماعية التي لازالت تنهش جسد المجتمع العراقي .
أن مجتمع الديمقراطية ودولة القانون واحترام حقوق الإنسان لا يمكن أقامتها إطلاقا على ارض طائفية وبروح طائفية أو شوفينية قومية، أن الديمقراطية لا تعني فقط التعددية والانتخاب أنها تشمل جوهرة حقوق الإنسان آلا وهي احترام الحريات الفردية والقضاء على التمييز تحت أي غطاء كان.
اذا اردت العيش بسلام، اذا اردت ان لا تصبح لاجيء، اذا اردت ان تتمتع بثروات بلدك دون اي خداع من احد، اذا اردت ان لا تذبح على الهوية الطائفية، وان يفرض عليك اللباس والماكل وطريقة الحياة والشكل والمنهج الدراسي، اذا اردت ان يحترم رايك وان تحترم راي الاخرين، اذا اردت حقك في العمل والتعبير والنشر والوطن وعدم بيعه لهذا او ذاك الجار ، اذا اردت ان تكون انت وانت وحدك المسؤول عن مستقبلك وحياتك وكيفية تطويرها، ارفع صوتك ضد الطائفية وضد كل من يروج لها ومن يدعمها .
ان اعطاء صوتك للقوى الطائفية والقومية الشوفينية، سيكون بمثابة نعم لمصادرة الحقوق والسجون والتعذيب والاعدامات ، وللمزيد من المقابر ولمزيد من التخلف والدمار وتبديد ثروات الشعب.

دعونا جميعا نرفع أصواتنا عاليا ونطلقها حملة في عموم الوطن كي نخرس جميع الأصوات الطائفية والشوفينية البغيضة ومن يدعمها، دعونا نوقف تيار الظلام، الذي لو ترك سيقودنا حتما شعبا وارض لمزيد من الدمار والكوارث، دعونا نطلقها حملة وطنية شاملة، دعونا وبأصواتنا التي سنمنحها في الانتخابات أن نعاقب كل صوت طائفي ونقول:
لا للطائفية لا للتمييز الطائفي أو الجنسي أو الاجتماعي او العرقي
نعم لعراق ديمقراطي فدرالي موحد يسوده القانون وتصان فيه جميع حقوق أبناءه ومن يقيم على أرضه دون إي انتقاص ووفقا للمعابر الدولية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من ساحة الحرب إلى حلبة السباقات..مواجهة روسية أوكرانية مرتقب


.. محمود ماهر يطالب جلال عمارة بالقيام بمقلب بوالدته ????




.. ملاحقات قضائية وضغوط وتهديدات.. هل الصحافيون أحرار في عملهم؟


.. الانتخابات الأوروبية: نقص المعلومات بشأنها يفاقم من قلة وعي




.. كيف ولدت المدرسة الإنطباعية وكيف غيرت مسار تاريخ الفن ؟ • فر