الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مرات أبويا

أبو الحسن سلام

2011 / 10 / 12
سيرة ذاتية


زوجة أبي

هل أحد يتصور أني وأنا طفل
أخرج بعد ظهيرة يومي من مدرستي
علّقت المخلة في كتفي ..
ورفاقي الصبيان بإثرى ..
نستبق الريح تسابقنا..
نحو محطة قطر السكة
حيث قطار نام عليها
حمّل بالأجولة السكر..
بفوارغ فناطيس مازوت ،
بالبصل وحجر الفوسفات..
فصعيدنا كله خيرات
ينتظر قطارا من بحري
فشريط السكة فرداني !!
ـــ
هل أحد يتصور أني وأنا طفل..
أعبر أسفل قطر يسرع ،
من ناحية نحو الأخرى..
هرولة محنّى الظهر ،
من خلف العجلات الأولى،
في خط طولي مائل،
عند بداية سير القطر؟!
غيري من زملائي الصبية،
بمخالي.. سراويل قصيرة،
يتبارى البعض ، يقلدني
ننتصر على وحش السكة
والجند العربات وراءه
فتجرجر أذيال الخيبة
بنشيج العجلات تقعقع
من تحت القطر لكي يرجع
كي يثأر منّا أو يردع..
يعترض بصفر متقطّع..
صعلوكا ، طفلا يتسكع
لكن القطع المترفّع،
يجعلنا نزهو ونبرطع
نتهلل طربا ونلعلع
ويراقص واحدنا المخلة
نتباهى تغمرنا الفرحة
بطريق العودة للمنزل
تغبطنا الأهل على الفرحة..
والظن يراوح غبطتهم
تتباهى بالخلف الصالح ..
أم" تحيا بالدعوات.
ـــ
هل أحد يتصور أني وأنا طفل ..
أعود تقابلني أم” ليست أمي ..
تستقبلني باللعنات !!
المرحومة زوج الأب..
رحم الله الأب الطيب ،
وليرحم زوجته أيضا.
ــ
هل أحد يتصور أني وأنا طفل ،
في صدر شباب مراهقتي..
فيضان النيل يزاورنا ..
مابين الحول وما بعده
يحتضن غيطان المديرية
ويعادى حشرات التربة
لأنها تقتل فرحته
بزواج الماء مع التربة
إذ تئد المولود الأخضر
يا فرحة أطفال البندر ..
بالجري حفاة الأقدام
ماء الفيضان يطاردهم
ويطارد حشرات الوادي
يخلع فينا الواحد ثوبه
ما تحت الثوب ..إذا كان !!
يقفز غطسا تحت الماء،
يخرج طفوا فوق الماء
يسبح .. يحرج .. يلبس ثوبه
ما كان له من تحت الثوب ..
إن كان له تحت من شيء !!
ــ
هل أحد يتصور أني وأنا طفل..
انبهر بفعل الشبّان..
يخلعني ثوبي .. أخلعه..
يستنكف ما تحت الثوب..
يتمنع أو يأبى الخلع
هل نفسد للود قضية !!
يقفز شيطاني في النهر
يصحبني معه للقعر ..
يقسم ألاّ يطفو بي !!
صرت غريقا ..
قلت نفسي تحت الماء
صرت غريقا .
لكنّ ملاكا إنسيا قفز ورائي
خلصني من ذا الشيطان
عدت إلى الدنيا اتنفس
اتنفس من فوق الماء !!
معجزة العصر ترى تلك !!
يحتشد الناس على الموردة
من ذاك الولد الغرقان ؟
هذا ابن الشيخ فلان..
رجل طيب..
( تمتمت الأفواه فرادى )
فلما يغرق طفل نفسه؟!
( تتدافع أصوات البعض..)
زوج أبيه !!
يا ولداه !!
ماتت أم الطفل صغيرا
فأتي الزوج بزوجة أب..
ضربته صغيرا .. طلّقها..
بنى بأخرى
ضربته الأخرى. . طلّقها،
جاءت ثالثة .. طلّقها ..
ما كان ليبنى بامرأة ..
إلاّ لرعاية ولديه ..
لا ضربهما!
ــ
هل يتصور أحد أني وأنا طفل
أشهد ذلك !!
يتزوج رابع زوجاته..
تضرب ذاك الطفل – أنا-
لما جاء يطلّقها .. ولذات الأمر،
تقاعس إذ كانت حامل!!
ماذا يفعل ..
إذ وقعت في الرأس الفأس !!
( دار حديث الخلق تباعا
في الزفّة من خلف الطفل )
الموكب يتخطّى المركز عبر الشارع
الجمع وراءه يتسارع
يدخل حارة
ينزل منحدرا يتدحرج
كان الجمع ككرة الثلج
تتزايد عبر الدحرجة
ما بين الحارة والحارة
حتى حالت باب الدار ..
دون صدام بين الناس وزوج الأب
صعدت سطح الدار تراقب
قذفوا بالأحجار فنزلت
تتساءل .. ماذا في الأمر ؟
وأنا استمرئ ما كان
نالوا ثأري !!
سبحانك ربي من أسرى
بجنود قد نالوا ثأري
رحم الله الست غنا
كانت أيضا أما لي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد زيارة بوتين للصين.. هل سيتحقق حلم عالم متعدد الأقطاب؟


.. كيربي: لن نؤيد عملية عسكرية إسرائيلية في رفح وما يحدث عمليات




.. طلاب جامعة كامبريدج يرفضون التحدث إلى وزيرة الداخلية البريطا


.. وزيرة بريطانية سابقة تحاول استفزاز الطلبة المتضامنين مع غزة




.. استمرار المظاهرات في جورجيا رفضا لقانون العملاء الأجانب