الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل انقطعت شعرة معاوية بين ايران والسعودية ؟

حسن محمد طوالبة

2011 / 10 / 13
الارهاب, الحرب والسلام


قد يتصور القارئ الكريم أني ضد ايرن على طول الخط , ايران بلد مسلم وجار للدول العربية , وليس من المنطق أن أكون معاديا لايران وانا مسلم .
ولكن النظام الايراني , أي نظام الملالي الداعين الى نظام " ولاية الفقيه " , هو الذي يعكر الاجواء بين ايرن وبين الدول العربية , وخاصة دول الخليج العربي , الذي يصر الملالي على تسميته ب" الخليج الفارسي " في موقف فيه التحدي لاكثر من 300 مليون عربي , يعرفون هذا الخليج بالعربي منذ قرون عدة .
كنا نتمنى ان يختلف نظام الملالي عن نظام الشاه الذي احتل الجزر العربية الثلاث ( طنب الكبرى وطنب الصغرى وابو موسى ) عام 1971 , وكنا نتمنى ان يمنح النظام الكهنوتي حق تقرير المصير لعرب الاحواز , او للاكراد وغيرهم من الاقليات القومية في ايران , او على الاقل منحهم حقوقهم الثقافية . وكنا نتمنى ان تكون علاقات ايران مع الدول العربية من منظار الاخوة الاسلامية , بعيدا عن العنصرية الطائفية .
لقد خيب نظام الملالي امالنا , واصابنا بنكسة اعادتنا الى الوراء ,فلم يقبل نظام الملالي حل مسألة الجزر العربية الثلاث , بالاحتكام الى القانون الدولي , ولم يحترم قانون الجوار , وعدم التدخل في شؤون الدول المجاورة , وخاصة دول الخليج , وفي مقدمتها البحرين والسعودية .
لقد وصفت نظام الملالي في مقالة سابقة نشرت في " العرب اليوم " بأنه جار مزعج " .مزعج لكثرة التصريحات الهوجاء التي تصدر عن رجال الدين في مختلف المستويات , فهذا يقول " ان البحرين قطعة من أرض ايران " , واخر يقول " الجزر الثلاث ايرانية الى الابد " , واخر يقول " الطريق الى القدس يمر من بغداد " .
أما عن تدخل نظام الملالي في العراق فانه يثير القرف والاشمئزاز , لانه تدخل ارهابي استهدف الانسان والتاريخ والتراث والقيم والكرامة , وبالتالي وضع العراق على طريق التقسيم القومي والطائفي .
في الوقت الذي سعت دول الخليج العربي الى تهدئة الاوضاع مع ايران , واقامة علاقات حسن جوار معها , يقابل الملالي هذه اليد الممدودة بغصن الزيتون , بالاساءة واثارة النعرات الطائفية بين ابناء البلد الواحد ,فما حصل في البحرين , من تمرد ورفع شعارات اسقاط النظام القائم , واعلان جمهورية اسلامية تتبع ايران , ليس الا التعبير عن عقلية ارهابية توسعية .
وبالامس أعلن عن محاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن , بتدبير من نظام الملالي في طهران , وحسب الرواية الامريكية فان العملية كانت بعلم الخامنئي , وقائد فيلق القدس قاسم سلماني , الذي يعيث فسادا في العراق ,بقتل الابرياء بطرق عدة .
ان التخطيط لعملية كهذه تعد تحديا صارخا للولايات المتحدة في عقر دارها ,كما انها بمثابة قطع شعرة معاوية بين ايران والسعودية , وبينها وبين دول مجلس التعاون الخليجي ,وادخال المنطقة في اتون صراع لا احد يعرف مئاله في المستقبل .
الولايات المتحدة على لسان وزيرة الخارجية كلينتون قالت " مؤامرة اغتيال السفير السعودي " انتهاك للقانون الامريكي والقانون الدولي ", وقال البيت الابيض " سوف نستخدم الخيار الدبلوماسي والعقوبات على ايران " .وقال نائب الرئيس جون بايدن " ردنا سيتضمن عقوبات على ايران " , وقد بدأت هذه العقوبات على الطيران المدني الايراني . كما حذرت الادارة الامريكية رعاياها من هجمات ارهابية , قد تقوم بها منظمات تمتهن الارهاب .
أما رد الفعل الايراني فكان طابعه الاستخفاف والتهديد , فقد نفى نظام الملالي صلته بالعملية , وقال " اذا فرضت الولايات المتحدة عقوبات على ايران فسيكون ردنا اشد قسوة .وقد تهرب وزير خارجية ايران من أية مسئولية عن حادثة الاغتيال , ولم يبدي المسئولون الايرانيون أية اشارة على تهدئة الاوضاع مع السعودية , بأن تتمهل قليلا وتعلن انها ستدرس الامر , وتحقق في مسألة الاغتيال .
السعودية اصدرت بيانا متوازنا ليس فيه تهديد سمج , بل وعدت باتخاذ اجراءات عملية ازاء ما حدث , كما ان الامانة العامة لمجلس التعاون ادان محاولة الاغتيال , ومن المتوقع اتخاذ اجراءات عملية مع الدول العربية الشقيقة , والدول الصديقة , لوضع حد لبلطجة نظام الملالي واستهانتهم بالدول العربية وبسيادتها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة
سعيد عبد الاله ( 2011 / 10 / 13 - 09:26 )
مسكين الكاتب يعتقد ان هناك امة عربية

اخر الافلام

.. مصادر إسرائيلية تتحدث عن مفاوضات جديدة بشأن الهدنة في غزة


.. شاهد| مسيرة في شوارع دورا جنوب الخليل ابتهاجا بخطاب أبو عبيد




.. مقتل طيار بالقوات الجوية البريطانية بعد تحطم طائرة مقاتلة


.. دمار هائل خلفه قصف روسي على متجر في خاركييف الأوكرانية




.. حكومة السلفادور تلعن نشر آلاف الجنود لملاحقة العصابات