الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليسار...طريق الحرية

فريد يحي

2011 / 10 / 13
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية


ربما الرياح تسير وفق هوى مركب اليسار، و الأحداث قد تحمل السرور، متى عرفنا إن مصائب قومٍ عند قوم فوائد، فلعل أزمات الرهن العقاري وإفلاس البنوك الذي نتج عنه هبوط حاد في تعاملات أسواق الأسهم، تكون حبل النجاة للاشتراكيين خاصة، واليسار عامة.

لأول مرة منذ العام 1958 يسجل فوز تاريخي للمعارضة اليسارية في فرنسا ، بل هو زلزال سياسي فمنذ نشوء الجمهورية الخامسة يفوز اليسار بأغلبية مقاعد مجلس الشيوخ ، ليشكل عواقب بعيدة المدى بالنسبة لحكومة المحافظين ،ومنعرج خطير في سباق العام المقبل باتجاه الاليزيه.

هذا الانتصار للاشتراكيين مع الخضر، مقابل الهزيمة الثقيلة لنيكولا ساركوزي جعل فرانسوا هولاند يتجرءا ليقول بكل قناعة بأن ساركوزي تعرض لهزيمة ثقيلة" ، وبفوز اليسار "ساركوزي يكون قد انتهى.

في العام 2008 أصاب الاجتماعيون الديمقراطيون في جميع أنحاء أوروبا بحالة تدهور. صنفت على أنها نتيجة حتمية للانقسام الحاصل بين الإصلاحيين والتقليديين، حيث أصبح اليأس من الحالة الاجتماعية والديمقراطية الأوروبية هو العنوان، والحنين إلى الحقبة الطويلة والذهبية أصبح حاضرا، بخط رجعة إلى الوعي الذاتي، والوضوح بلا نهاية. فصار التخبط والحيرة هما السائدان.والأمثلة على ذلك هم الاجتماعيون في ألمانيا، الاشتراكيون في فرنسا،
و حزب العمال في بريطانيا..

هذه الحالة المؤسفة أعطت إشارات، وضح الشعور العميق بالأزمة، وطرحت تساؤلات منها: هل مازال هؤلاء الاجتماعيون قادة للتحديث؟ أم أنهم لا زالوا يدخرون شعارات الماضي للمرحلة القادمة؟ الحمض النووي الأحمر، الجينات المائلة للفكر الديمقراطي الاجتماعي، ستحتم عليهم فعلا إيجاد رؤى جديدة تخدم الصالح العام وتكون سندا لهم في الرجوع للسلطة. أيضا تجعلهم يخترقوا خط الرحمة عند المحافظين الجدد، وإيجاد مفهوم أخر للطريق الثالث، ربما من الأجدى أن يكون متمردا أكثر، ويميل إلي اليسار

فأصوات صفارات الإنذار جاءت من جهة اليسار، لا تحمل وعودا بقدر ما تحمل إسعافات، لتخلق حواجز وطنية تجعل من هذا العالم المترابط بالاقتصاد على الصعيد العالمي، يتراجع رافعا شعار مستوى معيشة جيد.

هذا ما جعل الساسة والمثقفين الأوروبيين والأمريكيين من الوسط إلى يسار الوسط يجتمعون في العام 2009 لمناقشة كيفية بعث الاشتراكيين الديمقراطيين من جديد لغرض استلام السلطة ،بعد الهزائم الكارثية في معظم البلدان الأوروبية...والسؤال الذي كان أمام الجميع... ماذا الآن، بعد فوزهم في أميركا، والهزيمة التي لحقت بهم في أوروبا؟ ، الجواب العاطفي والذي حمل التناقض بصفة التهديد من قبل الأعضاء الخضر، صار عنوان لهذا الاجتماع، هذا العنوان يقول "بأن الطريق اليساري ليس لك وحدك فلابد أن تعتاد على الاشتراكيين الديمقراطيين معك في هذا الطريق.

فعندما يتوقف المسير ، وتصير الحركة أشبه بالمستحيل ...عندها تقف الجماهير الغفيرة متراصة بجانب بعضها البعض، سواء كان في سانت باولي ،ليفربول ، باريس آو فيينا ،تصدح حناجرها بغناء أغنية "آنت لن تسير وحيدا في الطريق " هذه الأغنية التي نشأت خلال الحرب العالمية الثانية ،لتتحول في الستينات من القرن الماضي ،إلي أغنية "بوب" تخص الديمقراطيون الاجتماعيون في أوروبا .

هذا العنوان ممهور بتوقيع أصدقاء أمريكا من اليسار ، وهو بحسب رأيهم ليس تهديدا بقدر ما هو عرض لباقي فصائل اليسار ، حيث يتحد الأحمر والأخضر على المستوى الأوروبي لعهد طويل الأجل ،هذا المشروع يمكن أيضا أن يكون أساسا للتعاون السياسي مع الطريق الثالث في الاجتماعية الديمقراطية ، والتي شكلت عند البعض، نذير شؤم على الحركة اليسارية...هذا البعض أيضا يرى بأن تقاسم الطريق ألان ربما خطوة لا تحمد عقباها في سبيل محاولة تعريف اليسار، الذي صار غير شهي للكثير.

"انفتح على الأخر"... هو عنوان الدعوة التي حملها الجانب الأمريكي في العام 2009، إلي أوروبا ...هذا الفريق الأمريكي كان ممثل بخبراء استشاريين ، وخبراء في الإستراتيجية والاتصالات ، واخصائين اجتماعيين ...على رأس هذا الفريق " جون بوديستا " رئيس موظفي البيت الأبيض في رئاسة بيل كلينتون ،،ومساعد مدير حملة الرئيس "اوباما"في العام 2008،والذي يشغل ألان رئيس منظمة كاب ... "بوديستا " صرح بأن الفرصة ألان لليسار تكمن فقط في التحالف ،فزمن القوة الوحيدة المسيطرة قد ولى،ووجب ألان على اليسار الأوروبي أن يتكيف مع المحتوى ،التنظيم والإستراتيجية .

الاصلاحيون الديمقراطيون الاجتماعيون هم والمسئولون على الجمود في الفكر الاجتماعي الديمقراطي نتيجة التفكير الهرمي عندهم.فبعد النجاح الذي حققته الأطراف المسئولة في الأحزاب الاشتراكية بإتباع الطريق الثالث ، أمثال توني بلير، وزعيم الحزب الديمقراطي الاشتراكي شرودر ،باستجابتهم للايدولوجيين الاجتماعيون سواء كان في اليمين واليسار خلال عشرة سنوات ،نجد إن التعب قد أنهك أصحاب هذا الاتجاه ،وجعل الحكومات المحافظة حليفة للنجاح إلي حد الآن ...مما أرغم هياكل الاتصال على التغيير ، وجعل الأحزاب الراديكالية في احتياج إلي الديمقراطية .فقد كان هدف الجناح الإصلاحي هو زيادة الأصوات، ولكن لم تجلب اصواتاً، بقد ما استنفدت لأنها لم تتصف بصفة تقدمية.

جزء من المشكلة يبقى السيطرة على نزوات التسلسل الهرمي في الأحزاب القديمة ، والتي ليس لها إلا مسمى واحد ، آلا وهو الخوف من التعبير العفوي عن الرأي والمعارضة غير المتوقعة ، ليبقى "ما هو المطلوب الآن ، وجود علاقة جديدة بين المركز وأعضاء الحزب المحليين والمتطوعين من خارج الحزب.

النزاع بين التقليديين والتقدميين قديما قدم الديمقراطية الاجتماعية نفسها. أحيانا يستغرق النزاع وقتا طويلا، أحيانا أخرى اقصر، أحيانا تنتج عنه انقسامات، ولكن برهنت الأحداث بأن كلما اتجه النزاع إلى الشراسة، تولد عنه أفكار وآليات عمل جديدة، أحيانا خلاقة.فقد كانت براغماتية الإصلاحيين في كل الأحوال جميلة جدا ،ولكن الذين لا ينسون القيم ، هم عطشى للايدولوجية ، والتي لا يمكن لهم أن يتقدموا بدونها. ،والسؤال هو من منا لا يحتاج إلي القيم؟ ، في زمن العواصف هذا الذي لا ينتج إلا الأزمات العالمية مثل الهجرات الواسعة التي تعم الأرجاء، وتصاعد الموجات العنصرية على أساس عرقي،ديني،أو ثقافي،و التي تحتاج إلي فكر تقدمي يتلمس الطريق السليم وسط هذه الأزمة، ففي ابتعاد المحافظين يقع اللوم على التقدميين.

عند نهاية العاصفة هناك ترنيمة تقول
انتظروا السماء الذهبية
في أرجائها
من المقبرة تنبعث أغنية فضية
تقول "عليك أن تسير إلي الأمام ،أمام الجميع
و الاجتماعيون الديمقراطيون على الطريق
يغنون
نحن على الطريق مع الجميع
طريق الحرية...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في يوم العمال..توتر واشتباكات بين متظاهرين والشرطة التركية


.. اشتباكات بين الشرطة التركية ومتظاهرين احتجاجا على إغلاق ميدا




.. اشتباكات في حرم جامعة كاليفورنيا بين مؤيدين لإسرائيل ومتظاهر


.. اشتباكات بين متظاهرين مؤيدين لإسرائيل وآخرين مؤيدين لفلسطين




.. أنصار إسرائيل يعتدون على متظاهرين مؤيدين لغزة بجامعة كاليفور