الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أسطورة المشاكل الاثنية في وجود الدولة المدنية

حسين محيي الدين

2011 / 10 / 13
ملف حول قيام الدولة الفلسطينية و القضية الكردية وحقوق الأقليات وحقها في تقرير المصير في العالم العربي


1– أيهما أهم برأيك، بناء دولة مدنية على أساس المواطنة بدون تمييز قومي أو ديني واحترام حقوق جميع القوميات والأديان، أم بناء دول على أساس قومي و أثنية ، بغض النظر عن مضمون الحكم فيها؟
شكرا للأخوة في الحوار ألمتدن على إثارتهم لمثل هذه المواضيع الحساسة وهي بالتأكيد مواضيع تشغل بال المواطن والمثقف العربي . لم يعد مقبولا في بداية القرن الواحد و العشرين تكوين كيانات على أساس قومي أو ديني أو طائفي , فبعد التطور الحاصل في كيفية بناء نظم سياسية جديدة تضمن حقوق المواطنين بغض النظر عن انتمائهم القومي أو الديني أو الطائفي . لا بد لنا أن نقر بأن بناء دولة المواطنة التي لا تميز بين مواطنيها على أساس قومي أو ديني أو طائفي هي الدولة المنشودة . وان ما يروج اليوم من قيام دولة لهذه المجموعة الدينية أو لتلك المجموعة القومية هو محض رغبة لدول استعمارية أو لقيادات سياسية أفلست في تقديم النموذج الصحيح 2- كيف ترى سبل حل القضية الفلسطينية وتحقيق سلام عادل يضمن الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني وفقا للمواثيق الدولية ومقررات الأمم المتحدة؟
لو كان قد طرح علي هذا السؤال قبل عقود من الزمن لكان الجواب يختلف اختلافا كاملا عما سأوجبكم عليه اليوم بعد أن اهتديت إلى وسيلة حديثة لمعالجة مثل هذه القضايا المطروحة . السرد التاريخي لقضية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لم يعد يجدي نفعا وما يجدي هو كيف يعيش الإسرائيليين مع الفلسطينيين في سلام ووئام . بعيدا عن التعصب الديني والقومي والطائفي . قيام دولة مدنية لا مركزية فدرالية مع حق العودة للاجئين الفلسطينيين وتقاسم السلطة والثروة هو حل أقرب إلى الواقع الجديد مع حل كل الأمور العالقة بما يرضي الجميع . إن هذه المشكلة سوف تبقى تؤججها الدول الكبرى لعدم الاستقرار في المنطقة . وابتزازها و لا بد من أن يكون لليسار الفلسطيني الإسرائيلي دور هام في مثل هكذا توافق

3 - كيف تقيّم الموقف الأمريكي والدول الغربية المناهض لإعلان دولة فلسطينية مستقلة بعد خطوة الزعيم الفلسطيني وتوجهه إلى الأمم المتحدة لتحقيق ذلك؟

لقد بذل الفلسطينيين جهود جبارة من أجل الحل من خلال التفاوض تارة ومن خلال المقاومة تارة أخرى ولقد باءت كل الجهود بالفشل وليس أمام الفلسطينيين حل إلا بما طرحه أبو مازن وهو خطوة جبارة لفضح الدور الأمريكي الأوربي المنافق . الذي لا يريد الحل لقضية الصراع العربي الإسرائيلي . وما طرح سابقا من حل لقيام دولتين كان طرحا يراد منه التعقيد .

4ــ ما هي برأيك الأسباب الرئيسية للموقف السلبي من قبل الدول الكبرى تجاه إقامة دولة كردية مستقلة، تجمع أطرافها الأربع في دول الشرق الأوسط ، وهو مطلب شعبي كردي وحق من حقوقهِ ، ولماذا يتم تشبيه الحالة الكردية على أنها إسرائيل ثانية من قبل بعض الأوساط الفكرية والقومية في العالم العربي ؟

لقد افترضتم مسبقا إن قيام دولة كردية مستقلة تجمع أطرافها الأربعة مطلب شعبي كردي وحق من حقوقه . وهذا يتنافى مع واقع الحال . فالشعب الكردي في العراق في غالبيته يرفض مثل هذا الافتراض فهو يشعر بأن الأقرب له هو الشعب العراقي بكل قومياته وطوائفه , كذلك قيادته السياسية ولكن القيادة الرجعية الكردية تطرح بين الآونة والأخرى مثل تلك الأطروحات هدفها حرف الرأي العام الكردي عن مطالبه الحقيقية المعروفة بإقامة نظام ديمقراطي حقيقي وتوزيع عادل للثروات وابتزاز الدولة المركزية لتحقيق غنائم جديدة على حساب المواطن العراقي . قبل عقود من الزمن انتعش الفكر القومي في العراق وأصبح طرح مشروع الوحدة العربية من قبل القيادات الرجعية الحاكمة آنذاك مطلب ادعوا انه مطلب شعبي ولكن الأيام أثبتت عدم صدق أطروحاتهم . فمصالحنا كعراقيين واحتياجاتنا تختلف كثيرا عن مصالح واحتياجات الدول العربية الأخرى . من كان وحدويا ؟ عبد السلام عارف أم صدام حسين . أقول رأي هذا ولا أنسى نفسي عندما كنت أحد المطالبين بضرورة الوحدة العربية . جلال طالباني ومسعود برزاني لا يقلون تشبثا في السلطة عن ما أسلفت .

5- هل يمكن للتغیّرات الراهنة في المنطقة - الانتفاضات والمظاهرات الأخيرة – من أن تؤدي إلى خلق آفاق جديدة أرحب للقومیّات السائدة کي تستوعب الحقوق القومیّة للأقليات غير العربية مثل الأكراد، إلي حدّ الانفصال وإنشاء دولهم المستقلة ؟
بالتأكيد أنها سوف تزيد من هامش الحرية في بلدان الربيع العربي , لكنها لن تؤدي إلى انفصال وتجزئة بل إلى التمسك بالوحدة الوطنية وبالتراب الوطني وبمجي حكومات ديمقراطية تحترم حق المواطن في اختياراته . إن الأنظمة الدكتاتورية هي التي توهم الآخرين بأن بلدانهم سوف تتجزأ وتنفصل وهذا عكس الحقيقة , الشعب الكردي في سوريا مثلا كل أمنياته أن يتساوى بالمواطنة مع بقية أبناء الشعب أما أصوات الانفصاليين فليس لها وجود في داخل سوريا ومهما حاولت قوى الشر من شق وحدة الشعب السوري فهي غير قادرة على ذلك . مشروع قيام كيانات طائفية وقومية في عالمنا العربي حلم إسرائيلي أفشله اللبنانيون منذ عقود من الزمن وسوف تفشله القوى الديمقراطية في سوريا والعراق .
6- هل تعتقدون بأنّ المرحلة القادمة ،بعد الربيع العربي، ستصبح مرحلة التفاهم والتطبیع وحلّ النزاعات بین الشعوب السائدة والمضطهدة ،أم سندخل مرحلة جدیدة من الخلافات وإشعال فتیل النعرات القومیة والتناحر الإثني ؟
نعم أعتقد ذلك تماما لكن بعد حين . الحل الديمقراطي للمشاكل المستعصية هو الحل الذي سوف ينتصر أخيرا كما اعتقد إن كلمة أقليات سوف يختفي استعمالها من القاموس السياسي , فليس هنالك أغلبية أو أقلية هناك شعب عراقي وشعب سوري وشعب ليبي فكل مكونات ذلك الشعب تتمتع بنفس الدرجة من الحرية والكرامة وليس هنالك مواطن درجة أولى ومواطن درجة ثانية وسوف يكون من حق أي مواطن أن يكون رئيسا في بلده . إن شعوبا همجية عاشت على حساب قتلها وإبادتها لشعوب أخرى قد توصلت لمثل تلك الحلول فهل يصعب ذلك الحل على شعوب مثل شعوبنا .

7 - ما موقفك من إجراء عملیة استفتاء بإشراف الأمم المتّحدة حول تقریر المصیر للأقليات القومية في العالم العربي مثل الصحراء الغربية وجنوب السودان ويشمل أقليات أخرى في المستقبل، مع العلم أنّ حق تقریر المصیر لکلّ شعب حقّ دیمقراطي وإنساني وشرعي و يضمنه بند من بنود الإعلان العالمي لحقوق الإنسان منذ عام ١٩٤٨؟

نعم إذا كان ذلك يشمل التركمان والأشوريين وكل القوميات في العالم مثل الأفارقة في الولايات المتحدة الأمريكية والمسلمين في روسيا مع إني أشك في توجهات هذه المنظمة فجدير بها أن تقوم بمثل هذا الاستفتاء في فلسطين ومنذ خمسين عاما وفي الاتحاد السوفيتي السابق وفي سبته ومليلة في المغرب . ثم إن حق تقرير المصير ينطبق على شعوب احتلت من دول استعمارية أخرى حيث جاء هذا القرار لتصفية الاستعمار في العالم ,

8- ما هي المعوقات التي تواجه قيام دولة كردية ، و كيانات قومية خاصة بالأقليات الأخرى كا لأمازيغ و أهالي الصحراء الغربية؟

في اعتقادي إن الشعب الكردي يرفض قيام دولة كردية وجل ما يتمناه الكردي في إيران وسوريا وتركيا ان ينال نفس الحقوق الذي نالها إخوانه في العراق , أما الامازيغ فهم الأغلبية في المغرب وهم يرفضون أي نوع من التقسيم . ومطالبهم في ليبيا والجزائر معروفة . وهي قيام دولة مدنية يتساوون مع بقية مواطنيهم . ليس في دولنا ازمة أقليات كما تتصورون هناك أزمة ديمقراطية وعدالة اجتماعية . انظروا كيف حلت المشكلة الكردية في العراق . بمجرد سقوط النظام الدكتاتوري وانسحابه من كردستان في القرن الماضي لم يعد هنالك مشكلة كردية في العراق . هنالك مشكلة الهيمنة الحزبية على رقاب الشعب الكردي .

اما مشكلة الصحراء الغربية فهي مشكلة بين المغرب والجزائر أساسها رغبة الحكومة الجزائرية في إيجاد منفذ لها على المحيط الأطلسي فاختلقت هذه المشكلة . وغياب الديمقراطية والدولة المدنية في عموم المغرب . لقد تكبد الشعب في المغرب الكثير من الألم والحيرة كذلك الشعب الجزائري نتيجة طموحات غير مشروعه للحكام الجزائريين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مبررات ديمقراطية
علي الشمري ( 2011 / 10 / 13 - 16:10 )
الاخ حسين محي الدين المحترم
الان تيقنت بما قيل,بان كل أناء بما فيه ينضح,الكثير من الكتاب مع اعتزازي بأراهم لم يعزوا السبب الحقيقي لمشاكل الاقليات الى الديمقراطية وسوء تطبيقها ,أما انت كونك ديمقراطي بامتياز فقد أستطعت ان تعطي الحلول بوصفة ديمقراطية حقيقة شريطة أن يكون من يقودها ديمقراطيون حقيقون.
تحياتي


2 - الدولة المدنية
حسين محيي الدين ( 2011 / 10 / 13 - 18:41 )
الكاتب الكريم على الشمري شكرا على مرورك قيام دولة مدنية يتساوى فيها الناس حل جذري لكل المشاكل الأثنية كما ان العلمانية هي الحل الاخر . في النظم الديمقراطية تختفي المركزية المقيتة ويكون الناس أحرار في ممارسة حقوقهم الومية والدينية والطائفية فليس هناك حاجة للتجزئة والانقسام والعبودية .

اخر الافلام

.. الشيف عمر.. طريقة أشهى ا?كلات يوم الجمعة من كبسة ومندي وبريا


.. المغرب.. تطبيق -المعقول- للزواج يثير جدلا واسعا




.. حزب الله ينفي تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي بالقضاء على نصف


.. بودكاست بداية الحكاية: قصة التوقيت الصيفي وحب الحشرات




.. وزارة الدفاع الأميركية تعلن بدء تشييد رصيف بحري قبالة قطاع غ