الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المواطنة والدولة المدنية والحريات وحق تقرير المصير

ابراهيم خليل العلاف

2011 / 10 / 13
ملف حول قيام الدولة الفلسطينية و القضية الكردية وحقوق الأقليات وحقها في تقرير المصير في العالم العربي



من المؤكد أن "الدولة المدنية" هي ابرز انجاز وصل إليه الإنسان خلال العصور الحديثة .ففي الدولة الحديثة يتساوى المواطنون ويتمتعون بالفرص كاملة غير منقوصة .
ومن المؤكد ان مبدأ المواطنة هو المبدأ المشترك الذي يجمع بين أبناء هذه الدولة بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية والقومية والمذهبية والعرقية .وحق تقرير المصير كفلته القوانين الدولية ومبادئ الرئيس وودرو ولسن الاربعة عشر ..
ولا يعني حق تقرير المصير ان يتفكك الشعب الواحد ففي العراق لا اتصور ان يعيش ابن اربيل بمعزل عن ابن كربلاء أو ابن البصرة ..وابن الموصل لايستطيع ان يعيش بدون ابن دهوك أو ابن النجف أو الرمادي وهكذا والسبب هو التداخل الأسري بين أبناء العراق فترى الأم كردية والأب تركماني أو الأب عربي وزوجته كردية .....وكل مانحتاجه هو ان تقوم دولة مدنية تحقق المساواة بين أبناء الشعب الواحد فلا قوانين تمنع ابن الموصل آو ابن السليمانية من أن يتملك في بغداد او البصرة ولاقوانين تجبر الناس ان ينضموا الى حزب واحد ..
مضى الزمن الذي يفدي فيه المواطن نفسه بالروح والدم لاجل هذا الحاكم او ذاك ومضى الزمن الذي يجبر فيه الإنسان أن يضع صورة الزعيم فلان والقائد فلان فالشعب سيد نفسه والحكام خدم للشعب وكل حاكم يفكر في أن يصبح القائد الأوحد فهو واهم وأي استخدام للقوة لن يجدي نفعا ومصير من يعبث بأرواح الناس مصيرا اسودا والشواهد من تاريخنا القريب الحالي كثيرة لمن يريد ان يتعظ ..وليس بالضرورة ان نراعي ما يسمى بالاقليات اذ ان الكل مواطنين وليسوا اقليات او رعايا .. فطالما تحقق الدولة هدف الناس في المساواة والعدالة فليس ثمة ضرورة لان نبحث عن تقرير مصير فهذه سويسرا تتألف من أجناس وهذه بريطانيا وألمانيا والمواطن الأوربي الآن يتمتع بفرص متساوية مع بعضه البعض ضمن الاتحاد الأوربي يتنقل إلى المدينة التي يشاء ويسكن المدينة التي يحب .
كرموا الإنسان واحترموا حقوقه واخلقوا الفرص المتساوية أمام الناس واعملوا من اجل خلق مجتمع الرفاهية والعدالة تصلون إلى ما تحلمون به ..أما التوافقات الحزبية والمحاصصة الطائفية فلا تحقق مجتمعا سليما بقدر ما تخلق الدولة الفاسدة والدولة الفاشلة .
نعم الحقبة القادمة ستكون مرحلة الشعب الواحد لا مرحلة القوميات والاقليات مرحلة تتحقق فيها دولة المواطنة الواحدة دولة لاتسأل الإنسان عن قوميته ودينه وتوجهه السياسي ومذهبه وإنما تسأله عن مهنته وقدراته وشهاداته وإمكاناته في خدمة وطنه ..
في التاريخ الحديث كان المواطن العثماني يسأل العراقي ما انت يقول انا عثماني ويسأل المواطن المصري ماانت..؟ فيجيب المواطن السوري أنا عثماني ...وجاء عصر القوميات وتميز الناس بقومياتهم وأخذوا يتباهون بها ....وينبغي اليوم أن يأتي عصر جديد حيث لااقليات ولاقوميات ولا مذاهب وانما المواطن الحر الذي يعرف حدود حريته ويحترم رأي غيره ويؤمن بالحوار ويصل الى ما يفيد بلده ووطنه .الإنسان اليوم يريد ان يأكل جيدا ويشرب جيدا ويلبس جيدا ويسكن جيدا....أن يسافر ويتأمل الطبيعة ويعشق الادب والفكر والفن" ولقد كرمنا بني ادم " والانسان حر منذ ولدته أمه..... والدولة خادمة للشعب وللشعب حق الثورة على حكامه الفاسدين ..هذه هي الدولة التي نحلم بها لاان نأتي لنتقاسم هذا لك ..وهذا لي ....هذا لك لانك كذا وهذا لي لاني هكذا ..
وفيما يتعلق بالدولة الفلسطينية فهي حق للشعب الفلسطيني ..شعب شرد من أرضه وتحمل ما تحمل من ظلم ويجب على العالم أن ينظر اليه بعين العطف .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المؤرخ والأديب الحكيم - الدكتور العلاف
د. محمد صالح رشيد الحافظ ( 2011 / 12 / 30 - 13:38 )
وجاء عصر القوميات وتميز الناس بقومياتهم وأخذوا يتباهون بها ....وينبغي اليوم أن يأتي عصر جديد حيث لااقليات ولاقوميات ولا مذاهب وانما المواطن الحر الذي يعرف حدود حريته ويحترم رأي غيره ويؤمن بالحوار ويصل الى ما يفيد بلده ووطنه .الإنسان اليوم يريد ان يأكل جيدا ويشرب جيدا ويلبس جيدا ويسكن جيدا....أن يسافر ويتأمل الطبيعة ويعشق الادب والفكر والفن- ولقد كرمنا بني ادم - والانسان حر منذ ولدته أمه..... والدولة خادمة للشعب وللشعب
حق الثورة على حكامه الفاسدين ..هذه هي الدولة التي نحلم بها
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سلامي وتحياتي الخالصة لك ايها الزميل المؤرخ والاديب الحكيم ...نعم نحلم بما تحلم به ونتمنى أن نرى بلدنا والانسانية جمعاء في صلح وسلام وأخوة ..بوركت وزادك الله ايمانا وبصيرة ويمدك بالصحة والعافية ..


2 - شكر وتقدير
شكر وتقدير لاخي الدكتور محمد صالح رشيد ( 2011 / 12 / 31 - 09:02 )
شكرا اخي العزيز الاستاذ الدكتور محمد صالح رشيد الحافظ على تعليقك الجميل والمعبر والمفيد والذي ينم عن عقل راجح ونظرة متوازن تؤمن بالتقدم والحرية والتغيير .دمت وبوركت واقبل تحياتي .

اخر الافلام

.. كلمات سودانية: مشروع من أجل تعزيز الصحافة المحلّية في السودا


.. فراس العشّي: كاتب مهاجر من الجيل المطرود




.. صورة مفجعة لفلسطينية في غزة تفوز بجائزة -أفضل صورة صحافية عا


.. وسط تفاؤل مصري.. هل تبصر هدنة غزة النور؟




.. خطوط رفح -الحمراء- تضع بايدن والديمقراطيين على صفيح ساخن