الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ديناميكية النضال الفلسطيني:

خالد عبد القادر احمد

2011 / 10 / 13
القضية الفلسطينية


باتت عادة اصيلة ان ينقسم الفلسطينيون حول كل واقعة سياسية, فهذا وجه من وجوه الممارسة التعددية للديموقراطية, والتي نفخر نحن الفلسطينيون بانها باتت من عاداتنا الاصيلة, رغم انها لا تزال تفتقر الى المركزية البرنامجية كناظم لمدى الاختلاف الذي يمكن ان تذهب اليه الاتجاهات منفردة, فالمركزية البرنامجية هي ناظم وحدة التوجه الوطني على اساس التناغم والتنسيق السياسي, وهي القادرة على تجسيد اعلى مستوى لديناميكية النضال من اجل التحرر الوطني.
ان ديناميكية النضال الفلسطيني, هي القدرة على تعديل ميزان القوى المادي لصالحنا وضد عدونا, ان مباشرة على واقع ارض الصراع, او على صعيد قدرتنا القومية في التاثير الجيوسياسي ايجابا ولصالحنا في وعلى وضع الصراع العالمي, او في مواجهة والتصدي للانعكاسات السلبية للصراع العالمي على وضعنا وحقوقنا الوطنية المستقلة,
ان انفلات ديناميكية النضال الفلسطيني حتى الان من قيد الناظم البرنامجي المركزي لها, دفع باتجاهات النضال المنفردة لان تصل في مساق مناورتها الخاصة الى مدى يضر بالقومية الفلسطينية وحقوقها, وتتحمل حركتي فتح وحماس بصورة خاصة مسئولية هذا الانفلات, فكل منهما ولاسباب عقائدية نظرية وقراءات خاصة مختلة للوضع والتجربة الفلسطينية اخذ مسارا ومساقا سياسيا خاصا به وعوضا عن نسج تحالفات من موقع الاستقلال عن المحاور الاقليمية والعالمية فانه انخرط في التوجهات الذاتية لهذه المحاور مما خلق صداما بينه وبين الاطراف الفلسطينية الاخرى شركاؤه الطبيعيين والتاريخيين في الصراع من اجل التحرر,
ان العقائدية المتخلفة بصورتها الثقافية الدينية وصورة الصلة العرقية, بالمحيط الاقليمي والعالمي, افرزت تجانسا سياسيا معه اكبر من التجانس السياسي مع الداخلي الفلسطيني وعلى حسابه, الامر الذي اوصلنا لحالة الانقسام والانشقاق بمخاطرها واضرارها التي لا تزال تلم بشعبنا وقضيته الوطنية وتخدم اعدائنا, والتي نحاول حتى الان جاهدين معالجتها بارادات لم تتحرر بعد من التخلف العقائدي الذي لا يمايز بين ابعاد الصراع كقضية وطنية قومية فلسطينية اوكقضية عرقية اوثقافية, وربما يجب ان نوجه الشكر لموضوعية الصراع التي تدفع باطراف الخلاف الفلسطيني الداخلي قسرا وجبرا نحو التقارب نحو اعتماد شعار فلسطين اولا باعتباره شعار استقلال المنظور الوطني الفلسطيني وقراره السياسي.
ان ترادف الانجاز الوطني الفلسطيني ان على الصعيد الديبلوماسي السياسي التفاوضي الذي انتهى بنا الى فتح جبهة تدويل الصراع مع العدو, او على صعيد مقولة وثقافة المقاومة المسلحة, رغم اننا لا نزال عاجزين عن تجسيد _خصوصيتها الفلسطينية_, والتي جائت رغم ذلك بانجاز صفقة تبادل الاسرى, يثبت ان لدى القومية الفلسطينية القوة والقدرة الديناميكية القادرة على تغيير موازين القوى لصالحنا مع العدو ان على صعيد الصدام المباشر او على صعيد الصراع العالمي. فنحن لا يمكن لنا قراءة انجاز اي اتجاه منهما بمعزل عن قراءة الدور الذي لعبه الاتجاه الاخر في التهيئة لبناء هذا الانجاز في ارض الواقع, بل يجب ان نقر بوجود صلة تكامل الادوار بينهما كما يجب الاقرار بضرورتها,
ان ما ينتقده شعبنا في السياق النضالي لكلا الاتجاهين هو محاولته الغاء الاخر واهمية وضرورة وجوده, الامر الذي يحيل ايجابية انجاز كل منهما الى سلبية مدمرة . حين يخلق ديناميكية سلبية تتغذى على ذات وجودنا القومي وحقوقنا ومصالحنا الوطنية العامة وانجازات تاريخ من التضحيات, الشهداء والاسرى والمعاقين والاسر المدمرة هم تجسيدها الحي,
اننا لا ننكر على حركة حماس دعوتها الى مراجعة مسار التفاوض, ولا ننكر على حركة فتح دعوتها لمراجعة مقولة المقاومة المسلحة فكلا المسارين يحتاج فعلا للمراجعة ليس لهدف التخلي عنهما كما يجسد الطرفين الصورة الثقافية لدعوة كل منهما للاخر, بل اننا ندعوا كليهما الى اكتشاف والعمل على تجسيد _ الخصوصية الفلسطينية_ لشكل ومسار النضال, على ارض الاقرار ان المنافسة الوطنية هو المسار الصحيح والطبيعي للصراع الديموقراطي فصائليا,
اننا كما سجلنا في سجل الانجاز الوطني لحركة فتح معركة تدويل الصراع مع العدو الصهيوني فاننا ايضا نسجل لحركة حماس معركة تحرير الاسرى, غير اننا نسجل اعلان شرف وتقدير للشعب الفلسطيني نفسه الذي ابدى تقديره وامتنانه للانجاز الوطني بذاته في المجالين, وفي نفس الوقت ندعو الفصيلين الى تحرير هذه الانجازات من سياق توظيفها ضد شريكنا الاخر في النضال من اجل التحرر الوطني الفلسطيني.
ان المحاولة الاعلامية البائسة لتصوير ان انجاز حركة فتح او حركة حماس هو في سياق اضعاف شريكه في النضال الوطني هو في احسن الظن غباء اعلامي وهو في اسوأه مؤامرة هادفة للمساس بتوجهنا الفصائلي نحو التصالح والوحدة, وبهذا الصدد فاننا ناسف لموقف كثير من القوى السياسية التي تدعي الحرص على الفلسطينيين غير انها في مواقفها من الانجازات الوطنية الفلسطينية لا تفعل سوى ان تصب الزيت على نار خلافاتنا الداخلية, فهذه القوى بغض النظر عن اتجاهاتها العقائدية وادعائاتها ليست في النهاية ولن تبقى سوى اجندات اجنبية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس حماس في الضفة الغربية يدعو الأردنيين لـ-مواجهة مشروع ضم


.. الموريتانيون يدلون بأصواتهم في الجولة الأولى من انتخابات الر




.. إيران.. جولة إعادة لانتخابات الرئاسة بين بزشكيان وجليلي


.. موفدنا يرصد الأوضاع في بلدة عيتا الشعب المحاذية للحدود مع إس




.. مراسل الجزيرة يرصد التطورات بعد عودة جيش الاحتلال لمنطقة الش