الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المؤتمر الصحفى الذى تأخر عن موعده

هانى جرجس عياد

2011 / 10 / 13
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


لو قدر للأحداث، بعد جمعة الغضب يوم 28 يناير، أن تأخذ مسار أخرا غير ذلك الذى سلكته، لكان من الطبيعى أن نشهد اللواء حسن عبد الرحمن، رئيس جهاز أمن الدولة المنحل، واللواء أحمد رمزى رئيس الأمن المركزى فى مؤتمر صحفى عالمى يعرضان فيه «الحقائق كاملة من غير تحزب وبدون تحليل»، وفى جعبة الشبكة العنكبوتية المئات من الصور والأفلام، لسيارات الأمن المركزى التى أحرقها المتظاهرون، ومتظاهرين يلقون قنابل الغاز المسيل للدموع التى لم تنفجر فيهم، على قوات الأمن المركزى، وكنا سنسمع أحد اللواءين (المتهمين الآن بقتل المتظاهرين) يقول لنا فى المؤتمر الصحفى العالمى تخيلوا جندى أمن مركزى محبوس فى عربته ومحاصر بعشرات المتظاهرين يريدون الفتك به، ماذا سيفعل؟ يعنى دهس الناس هو دفاع مشروع عن النفس!!.
منهم لله ثوار يناير الذين ضيعوا علينا فرصة الاستماع والاستمتاع بمشهد اللواءين عبد الرحمن ورمزى فى مؤتمر صحفى عالمى، يعرضان فيه بالصوت والصورة وحشية الشعب الذى قتل جنود وضباط الأمن المركزى. لكننا فى نفس الوقت مدينون لتلاميذ المتهم محمد حسنى مبارك فى مجلس الجنرالات، فقد عوضونا عن ذاك المشهد الذى خسرناه، كل ما حدث أننا بدلا من أن نشاهد اللواء حسن عبد الرحمن واللواء أحمد رمزى، شاهدنا اللواء أركان حرب عادل عمارة واللواء أركان حرب محمود حجازى، فى مشهد تفوق بامتياز على كل ما كان يمكن أن يتحفنا به لواءا الداخلية المحبوسان الآن فى سجن طره.
وأظن، وحيث أن «بعض» الظن إثم، فالمؤكد أن بعضه الأخر حلال، أن أيا رجال العادلى بكل ما يتمتعون به من همجية ووحشية وسفالة، لم يكن ليقول إن المتظاهرين «الأقباط» كانوا يحملون أنابيب بوتاجاز وأسلحة بيضاء وقنابل مولوتوف، لكن اللواء أركان حرب محمود حجازى فعلها، دون أن يقول لنا كيف عرف أن هؤلاء مسيحيون؟
منذ أن سمعت –لأول مرة- كلمة بلطجى وعرفت معناها، لم أسمع ولو مرة واحدة مصطلح «بلطجى مسلم» أو «بلطجى مسيحى»، وحده اللواء أركان حرب محمود حجازى عرف أن البلطجية الذين اندسوا بين المتظاهرين فى ماسبيرو كانوا «بلطجية مسيحيين».
يعرف اللواء أركان حرب محمود حجازى أن صديقه اللواء حبيب العادلى (نزيل سجن طره الآن) كان لديه 165 ألفا و250 «متعاونا»، منهم 85 ألفا و481 مسجل خطر بمختلف فئات التسجيل، يعنى بلطجى، إضافة إلى 79 ألفا و769 «متعاونا» (سوابق) غير مدرجين بكشوف المسجلين خطر، يعنى مشاريع بلطجية، هكذا كان تقسيم البلطجية عند العادلى، على أساس مستوى البلطجة، وليس على أساس الدين، وحده اللواء حجازى ينفرد بتقسيم البلطجية على أساس الدين، وإن كان لا يجرؤ (وأتحداه!!) أن يقول لنا كم بلطجى مسلم فى البلد؟ ويعرف سيادة اللواء أركان حرب –أيضا- أين يكمن هؤلاء البلطجية، ومشاريع البلطجية، وكيف يمكن الوصول إليهم واستدعائهم «وقت الحاجة»، ويعرف –ثالثا- أننا نحن المصريين لا نعرف كيف نتقى شرهم، حتى نجرؤ ونستدعيهم فى مظاهراتنا.
المدرعات التى دهست البشر، كان سائقوها (ياحرام) مرتبكين مذعورين لأنهم يواجهون أنابيب بوتاجاز وسيوف!! و(حطوا نفسكوا مطرحهم)!! هكذا يلجأ سيادة اللواء لمداعبة المشاعر بطريقة لا تنطلى على أطفال، فما بالك بمن شاهد جثث مدهوسة ومشوهة وأجزاء من جثث غير مكتملة نتيجة «ارتباك سائق مدرعة خائف ومذعور».
يكذب اللواء أركان حرب بأنه لا توجد لدى الشرطة العسكرية ذخيرة حية بينما فوارغ الرصاص الحى تملأ مسرح الجريمة. لكن يبدو أن الكذب عند السادة الجنرالات فضيلة، بدءا من سيادة المشير الذى قال مرة إن «المجموعة كلها بتاعة المجلس العسكرى واجهت موقف فى منتهى الصعوبة، لكنها قررت بالإجماع لأ لن نفتح النار على المتظاهرين» ثم عاد ليقول «لم يطلب منا أحد أن نفتح النار على المتظاهرين»، وهو بالتأكيد يكذب فى إحدى هاتين الشهادتين، مرورا باللواء الروينى الذى لا يستحى من الإعلان على الهواء مباشرة أنه أستاذ فى بث الإشاعات والأكاذيب، وصولا إلى الجنرالات مجتمعين يؤكدون فى بياناتهم الرسمية أن المحاكمات العسكرية للبلطجية فقط، ثم يتراجعون بالتدريج.
يحدثنا الجنرالات عن بلطجية ظهروا فى ماسبيرو، لكن أيا منهم لا يقول لنا ماذا فعلوا مع بلطجية يقطعون الطرق ويهدمون الأضرحة، ويحرقون الكنائس، بلطجية يعبثون بالأمن، أمن الوطن وأمن المواطن، فى ربوع المحروسة منذ 12 فبراير 2011 وحتى الآن، دون أن نرى واحدا منهم أمام المحكمة.
قبل مؤتمر اللواءين حجازى وعمارة بأربع وعشرين ساعة نشرت نوارة نجم شهادتها عن مجزرة ماسبيرو فى جريدة التحرير (11 أكتوبر 2011)، ونوارة أيها الجنرالات ليست مسيحية، يقطع بذلك حجابها واسمها الكامل (نوارة أحمد فؤاد نجم)، وليست بلطجية، يؤكد ذلك تاريخها فى عشق هذا الوطن، شهادة تصفع أسلوب لى عنق الحقيقة الذى شاهده العالم أجمع فى المؤتمر الصحفى العالمى.
لكن لا شهادة نوارة ولا مئات الفيديوهات المنتشرة فى الشبكة العنكبوتية كان يمكنها أن تغير شيئا، فكل ما حدث أننا شاهدنا مؤتمرا صحفيا متأخرا عن موعده ثمانية أشهر، وبدلا من حسن عبد الرحمن وأحمد رمزى، جاءنا محمود حجازى وعادل عمارة، مع حفظ الألقاب للجميع، المحبوس منهم والذى لم يزل طليقا.
أيها الجنرالات الشعب لا يريد إسقاطكم، رغم أنكم جزء من النظام الذى «كان» مطلوبا إسقاطه، كل ما هو مطلوب منكم الإسراع فى تسليم السلطة إلى رئيس مدنى وحكومة مدنية، والعودة إلى ثكناتكم، واتركونا نتصارع فيما بيننا ديمقراطيا، وليكن واضحا وقاطعا أن ملف التوريث الذى احترق أمام أعينكم، لن يعود مرة أخرى بأى شكل أو صورة، «توريثا بالدم» أو« توريثا بالتكليف»، من الرئيس إلى نائبه أو إلى جنرالاته.
الشعب الذى كان يسير «جنب الحيط» وأحيانا «جوه الحيط» قد بلغ سن الرشد وانتقل من «جنب الحيط» إلى «قلب الميدان»، وهو قادر على حسم صراعه ديمقراطيا، حتى مع بقايا وفلول نظام القائد الأعلى السابق للقوات المسلحة.
التاريخ أيها الجنرالات يعلمنا درسا واحدا لا يخطئ ولا يتغير: اتق شر الشعب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سيادة المشير
هاني شاكر ( 2011 / 10 / 13 - 11:52 )
سيادة المشير

سيادة المشير
دا راجل امير
لا عمره يكذب
ولا له فى التزوير

الاسم طنطاوى
و السحنة غمقاوى
و الذمه سِماوى
و المخ فرافير

مشيرنا رايق
عجوز وعايق
فى الزى لايق
ميرى او كشمير

فى حكمه عادل
نزيه وفاضل
للمسلم يغازل
و للقبطى جنزير

لك يوم ياظالم
والرب عالم
نهايتك يا فاهم
مشنوق فى التحرير

اخر الافلام

.. حسين بن محفوظ.. يصف المشاهير بكلمة ويصرح عن من الأنجح بنظره


.. ديربي: سوليفان يزور السعودية اليوم لإجراء مباحثات مع ولي الع




.. اعتداءات جديدة على قوافل المساعدات الإنسانية المتجهة لغزة عب


.. كتائب القسام تعلن قتل عشرين جنديا إسرائيليا في عمليتين شرقي




.. شهداء ومفقودون بقصف منزل في مخيم بربرة وسط مدينة رفح