الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نطالب بوضع صليب على العلم المصري!

ادم عربي
كاتب وباحث

2011 / 10 / 13
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


"لكل كلمه اذن .. ولعل اذنك ليست لكلماتي فلا تتهمني بالغموض!" ( ميخائيل نعيمه )
جاء في بيان جمعيه قبطيه في المهجر ان من مطالبها وضع صليب على العلم المصري ، وكما ورد في البيان لم يشرح كيف يمكن ان يفيد هذا الطلب القبط او اي من مطالبهم ، نفس الشئ يمكن ان يقال عن الحوارات الساخنه على الدستور المصري باعتبار خصوصا الفقره التي تقول " دين الدوله هو الاسلامل" .
المسيحيون الاقباط المصريون وهم بلا شك سكان البلد الفراعنه الاصليين لم تعجبهم هذة الكلمه وربما لا يعجبهم كلمة اسلام ، بل يعجبهم حسب ظني استبدالها بكلمة الغزو العربي لمصر ، كان الغاء الكلمه او تجاهلها سيلغي ما كان في التاريخ .
انا انظر الى الموضوع بنوع من الخلاف عنهم ولي اسبابي المختلفه عنهم ، وبكلمات ساذجه وبسيطه ، الدوله ليس لها دين ، اي ان الدوله لا تذهب الى الكنائس والجوامع ودور العباده ، وانما الذي يذهب هم الناس ، وان استخدام عبارة دولة مسلمه او مسيحيه لهو تعبير عن الغالبيه ، فكلمة دوله مسلمه هو تعبير عن الغالبيه كما هو الحال في مصر ، واذا فرضا حذفنا هذة الكلمه من الدستور هل يغير في واقع الحال في مصر? هل تصبح دوله بوذيه مثلا ? اذن وجود او عدم وجود هذة الفقره لا يقدم ولا ياخر في واقع الحال شيئا .
لكن اذا كنا جديين ونبحث عن حلول حقيقيه لمشكلا مصر الجتماعيه ، هناك طرق اخرى غير الخلاف على هذه الفقره ,
العلمانيه طريق وحل ومستقبل ، العلمانيه هي الطريق الصحيح الى حل الازمه ، وتحمل في احشائها العدل والمساواه للجميع ، وفيها السلم الاجتماعي والاستقرار السياسي لشعب مصر العظيم ,
لا يوجد ما يخيف في العلمانيه ، حيث يكون فيها اساس الحكم هو الدستور ، والقانون الذي يتساوى فيه الجميع ، يكفل حرية العقيدة للجميع ، بدون اية قيود ، وتكون المواطنه هي اساس الانتماء ، فالكل يحب مصر وينتمي لمصر لاننا مصريون ، بعيدا عن الانتماءات والمعتقدات الاخرى ، وباعتقادي هكذا وضع تحل فيه مشكلة الاقليات في العالم العربي التي تحتاج الى حل حقيقي .
في الدوله العلمانيه نحن نقبل او نرفض حسب المصلحه العامه وليس حسب حلال او حرام كما هو الحال في الدوله الدينيه ، الدوله الدينيه التي ينادي بها البعض لا تصلح لمصر ، لا ماضيا ولا حاضرا ، لان الشعب المصري ليس على دين واحد ، حتى الدول التي على دين واحد كتركيا شقت طريق العلمانيه ,
الدولة الدينيه لن ولم تكن مدخلا للتسامح الديني ، او الحريه الدينيه ، لان التسامح الديني ليس مفهوما دينيا ، بل مفهوم حضاري مصدره القانون المدني الذي يساوي بين المواطنين ، اما اصحاب فكر الدوله الدينيه ، فهو على حق مطلق وهو من يمتلك الحقيقه ، وكل من يختلف معه على باطل مطلق ، بل يعتقد ان واجبه المقدس دعوتهم الى دينه او اجبارهم عليه ، وفي هذة الحاله قسمنا المجتمع الى قسمين :
الاول هم اصحاب الدين الحاكم ، وهم اصحاب السلطه والمزايا والمناصب والثاني هم المخالفون من الاقليات من الديانات الاخرى وليس لهم سوى السمع والطاعه ، وهذا بلا شك ضد حقوق الانسان وضد القوانين والشرائع الدوليه .
مما يطمئن ان كلمة علمانيه ليست طارئه على مصر ، ففي بداية النضال الوطني المصري ، كان احمد عرابي الذي ثار على الانجلير والخديوي توفيق ، هو من طرح العلمانيه في عام ١٨٨٢ ، وكان هذا واضح في الحزب الذي اسسه ، الحزب الوطني القديم :" حزب مصري سياسي علماني لا ديني" .
تاريخ ثورة ١٩١٩ لسعد زغلول لم تتبنى الشريعه مطلقا ، ودستور ١٩٣٢ لا يوجد فيه ما يشير للشريعه كمصدر للقانون ، حتى في الاربعينات عندما كان مصطفى التحاس رئيس حزب الوفد المصري ، اعلن رفضه للدوله الدينيه ، وقال انه يختار ادوله العلمانيه ، وقد تم الغاء القضاء الشرعي بعد ثورة ١٩٥٢ ، وتم اسقاط ان الاسلام هو دين الدولة ، الا ان عاد النص عام ٧٤ على يد الرئيس المؤمن الذي كان في معركة مع الشيوعيين واليساريين ، وقبلها اسقط انص في دستور الوحده مع سوريا .
من هنا نرى عبر مسيرة مصر الطويله ليس جديدا ولا غريبا ان تسقط هذه امدة من الدستور ، ولكن الذي اراه غريبا ، واشعر حياله بالاسف وانا ارى مواقف هذه الجمعيات في المهجر ، كيف تبدل مواقفها ، فبعد ان كانت مطالبهم الحريه الدينيه وحرية بناء الكنائس ، اصبحوا الان يغالون في التشدد ، ويطالبون طلبات صعبة التحقيق او مستحيله.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - القانـــــون دين الدولــــــة
كنعــان شـــماس ( 2011 / 10 / 13 - 14:30 )
هذه فكرة الاستاذ نادر قريط في احدى مقالاته في الحوار المتمدن واظن العبارة لها قوة عبارة ماركس الدين افيون الشــــــعوب بالمناسبة عندما تموت الدولة في اي مقبرة توضع ليت النيـــــل يحل مشكلة مصر فيصير المسلمين على جانب ومالمسيحيين وغيرهم على جانب وربما في ذلك حل لمنع تكرار مايلوث شــــرف مصر العظيمة دبابات عسكر مجرمين يســــــحقوق عظام مواطنيهم بصقة على شرف الضابط الذي امر بهذه القباحة وبصقة على شــــرف من يتستر عليه


2 - لماذا التعميم؟
محمد بن عبد الله ( 2011 / 10 / 13 - 15:17 )
للمفكر العزيز آدم عربي تحية وسلام...وعتاب

تعجبت من هذه الجملة في خاتمة مقالك:
(((ارى مواقف هذه الجمعيات في المهجر ، كيف تبدل مواقفها ، فبعد ان كانت مطالبهم الحريه الدينيه وحرية بناء الكنائس ، اصبحوا الان يغالون في التشدد)))

أقباط المهجر في غالبيتهم العظمى مع العلمانية ولم يتغير موقفهم هذا...فكيف تكتب ما كتبت ؟

لم تتغير مواقف الأغلبية يا أخي المحبوب آدم.






قلة قليلة من أقباط المهجر قد تكون طالبت باضافة الصليب كنوع من الموازنة مع هذا النسر (صلاح الدين) أو صقر قريش (الدميم) وكلاهما من الرموز الاسلامية التي لا يجد فيها أي مسيحي نفسه بل يعتبرها تذكيرا بعهود الغزوات والجزية

بل قد تكون لهذه الفكرة بعض الفائدة..رسم الصليب على العلم يذكر الغوغاء المتعصبين من الشعب الرافضين للصليب بتشنج وجود المسيحيين بينهم كشريك مساو في الوطن له كافة الحقوق




3 - الاستاذ شماس تحيه
ادم عربي ( 2011 / 10 / 13 - 17:38 )

نتفق معك ، ونحترم المفكر قريط ، القانون دين الدوله وفكرة ماركس الدين افيون الشعوب ، دولة القانون لا تموت فلا تحتار في اي مقبرة تضعها ، حل النيل مشاكل مصر قديما وحديثا ، لماذا الان تطلب منه ان يكون طائفي ، ان كانت هذه وجهت نظرك فانا احترمها
تحياتي


4 - الاستاذمحمد عبد الله
ادم عربي ( 2011 / 10 / 13 - 17:48 )

شكرا عزيزي للاطراء ، هذا ما ورد على لسان بعض الجاليات ، اذا كان اقتراحك اخي وضع صليب مجاور وهذا اقتراحي لهلال ، اذن نحن نبني دوله دينيه ، ولا اعتقد ان بناء دوله دينه في صالح احد ، قد تكون في صالح الاغلبيه ولكن على المستقبل سوف تكون ضد الكل
بالمنابه الشعار قد لا يكون ذو اهميه عند تطبيق دولة القانون


5 - تنويه
ادم عربي ( 2011 / 10 / 13 - 20:52 )
سقط سهوا دستور ١٩٢٢ بدل ١٩٣٢


6 - منعا للتلاعب والمناورة
عبد القادر أنيس ( 2011 / 10 / 13 - 23:10 )
رغم أنني أتبنى جل تحليلك الصائب حول العلمانية، فإنني لا أتفق معك في قولك (واذا فرضا حذفنا هذة الكلمه من الدستور هل يغير في واقع الحال في مصر؟)، قاصدا دولة إسلامية. لأن مجرد وضعها يفتح بابا تدخل منه كل العفاريت. في الجزائر وفي بيان ثورة أول نوفمبر 1954 ضد الاستعمار، كتب الشباب الذين بادروا بالثورة في هذا البيان بأن هدفهم (بناء دولة جزائرية ديمقراطية اجتماعية في إطار المبادئ الإسلامية). وبعد انتصار الثورة والاستقلال اكتسب هذا البيان هالة من القداسة صار معها من الطابوهات غير القابلة للنقد. وراحت القوى الرجعية تحارب الاشتراكية والحريات متخذة عبارة (في إطار المبادئ الإسلامية) الواردة في البيان شعارا لها، وشاهدا على شرعية مطالبها، ثم جاء الإسلاميون وتحججوا بهذه العبارة ليطالبوا بالوفاء للشهداء وتطبيق الشريعة الإسلامية وفاء لهذا البيان أيضا، وهكذا كان الجميع يجد في هذا البيان الغامض غرضه. لهذا من الأفضل أن يكون لنا دستورا علمانيا واضحا لا لبس فيه.
في تونس صرح الغنوشي قبيل الثورة بأن دولنا إسلامية بدليل هذه العبارة وأنهم لو وصلوا الحكم فسوف يفعلون هذا المادة فقط بعد أن ظلت معطلة.
تحياتي


7 - الاستاذ عبد القادر انيس
ادم عربي ( 2011 / 10 / 14 - 02:00 )

النص يا سيدي واضح ولا يوجد تلاعب باللفظ او المعنى ، نحن معك في حذف اسلاميه من الدستور ، وانما هنا المقصود دين الغالبيه ، وحتى عند حذف هذه المادة من الدستور ، هل يتغير دين الدوله ؟ هل نجد المصريين اعتنقوا ديانة اخناتون مثلا ؟ اليست تركيا دوله علمانيه وبنفس الوقت اسلاميه مع حذفها من الدستور ، اليس الحزب الحاكم اسلامي ؟ اذن هل تغير الحال
شكرا لك سيدي وشرفني مرورك


8 - توضيح
عبد القادر أنيس ( 2011 / 10 / 14 - 09:12 )
المقصود هو تلاعب الإسلاميين بهذه المادة. بالنسبة لتركيا فرأيي أنه لا يجب الغفلة عما يحدث. هناك في تركيا تيارات إسلامية حقيقية تطالب بتعديل الدستور وحتى بتطبيق الشريعة. وحتى الحزب الحاكم فيها لا يجب تصديقه زعيمه أردوغان الانتهازي، فهو قبل جائزة فيصل لخدماته الإسلامية وقبل بعدها جائزة القذافي لحقوق الإنسان، فهل يؤتمن جانبه.
من جهة أخرى فإن وجود مثل هذا التنازل الخطير (الإسلام دين الدولة) غير مقبول. أحد كتاب بيان أول نوفمبر الي أشرت إليه آنفا (الرئيس المغتال محمد بوضياف) قال بأنهم عندما كتبوا في (إطار المبادئ الإسلامية) لم يكونوا يقصدون بناء دولة إسلامية، ولكنها عبارة سببت ضررا ومطية للخداع الإسلاموي. لا يكفي طبعا كما أشرتَ ولكنه يسهل التلاعب ويبين قلة الحزم والصرامة الحقوقية تجاه هذه المسائل التتي يجب أن يحسم فيها بمنتهى الدقة القانونية
تحياتي


9 - تركيا
ادم عربي ( 2011 / 10 / 14 - 13:24 )

سيدي المحترم . اعتقد ان تركيا احرص على العلمانيه كاستراتيجيه وطنيه بكافة احزابها ، وانما ما يحدث في تركيا من قبل الاسلاميين وحتى العمانيين هو سياسي ، كمسالة الحجاب ، لا تنسى ان شعب مثل تركيا بقي تحت خزعبلات الصوفيه لاكثر من ٥٠٠ عام ، قد يتغير بمجرد تغيير قانون هنا او هناك ، يحتاج لوقت طويل وعلاقه جدليه طويله
شكرا لك مره اخرى


10 - السيد انيس مره ثانيه
ادم عربي ( 2011 / 10 / 14 - 14:59 )

لضيق زمن المقال ويبدو ان المقال قد غار من على صفحة الحوار ، سوف افرد مقال عن الوضع التركي وتحديدا علمانية تركيا
تحياتي

اخر الافلام

.. حزب الله يهدد باستهداف مواقع جديدة داخل إسرائيل ردا على مقتل


.. المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي يبحث اليوم رد حماس بشأن الت




.. مصادر فلسطينية: ارتفاع عدد القتلى في غزة إلى 38011 | #رادار


.. الناخبون البريطانيون يواصلون الإدلاء بأصواتهم لاختيار الحكوم




.. فرنسا.. استمرار الحملات الانتخابية للجولة الثانية للانتخابات