الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تقرير المصير حق للجميع

سعيد علم الدين

2011 / 10 / 13
ملف حول قيام الدولة الفلسطينية و القضية الكردية وحقوق الأقليات وحقها في تقرير المصير في العالم العربي


في البداية أعزي الشعب السوري الحبيب عامة وأهلنا الاكراد خاصة باستشهاد المشعل الديمقراطي الحر المناضل السوري الكردي البطل الأستاذ مشعل التمو على أيدي عصابات آل أسد الإجرامية ومخابراته الهمجية المتمرسة في أعمال القتل والاغتيال، منحنيا بإجلال أمام كل شهداء ثورة الكرامة الأسطورية في سوريا الحبيبة، حيث امتزجت الدماء الطاهرة من كل قوميات وأطياف الشعب السوري العظيم ملبية النداء للتخلص من كابوس آل أسد وبناء سوريا الجديدة الديمقراطية الحديثة الواعدة.
إن مجتمعاتنا الشرقية بكاملها عربية وغير عربية من موريتانيا الى إندونيسيا مرورا بفلسطين التاريخية وايران وتركيا إلى باكستان وأفغانستان تعيش أزمات خامدة ومتفجرة بسبب قهرها لكرامة إنسانها وحق أقلياتها في حق تقرير المصير.
مع احترامي لأسئلة "الحوار المتمدن": الهادفة في طرحها، والمحقة في توقيتها، والعميقة في جوهرها، والشاملة في أفكارها، إلا أن السؤال الأول أعتبر طرحه والاجابة عليه من البديهيات كسفر التكوين في الإنجيل أو الفاتحة في القرآن، خاصة بعد مرورنا بتجارب مأساوية رهيبة مدمرة وقاتلة من صدام طاغية العراق العنصري الى بشار طاغية سوريا الهمجي الى معتوه ليبيا القذافي التائه والتافه بالإضافة الى على صالح وبن علي وباقي زمر أصنام أو أقزام العرب الذين بنوا دولهم الأمنية المخابراتية على اساس حماية النظام وعبادة القائد الفرد وسرقة موارد البلد وتسخيرها لعائلتهم وبطانتهم واستعباد الشعب وقهر الأقلية ان كانت قومية أو فكرية.
فهل من الممكن بعد هذه التجارب المرة المريرة أن لا نكون جميعا مسلمين ومسيحيين، ديمقراطيين وليبراليين، أمازيغا وعربا وأكردا وسريانا وأقباطا وتركمانا وأرمنا وكلدانا وآثوريين وباقي الأقليات المحترمة التي يزخر بها شرقنا تاريخيا من المنادين بقوة والمدافعين بشراسة عن حق تقرير المصير للجميع دون استثناء، وبناء دول مدنية على أساس المواطنة بدون تمييز قومي أو ديني واحترام حقوق جميع القوميات والأديان والمذاهب والأفكار، بغض النظر عن مضمون الحكم ملكي أو جمهوري؟
حتى ان الربيع العربي أو ربيع الشرق كما أسميه هو ربيع الجميع وقد لفح السعودية بنسائمة الشبابية وفتح شبابيكها المغلقة على المرأة التي اصبح لها حق تقرير المصير في الترشح والترشيح وهذه خطوة مباركة وجبارة في مواجهة الفكر الوهابي المتزمت المنغلق المظلم. ان دل هذا على شيء فانما يدل على ان قطار الحرية قد انطلق حتى في اليمن حاملا طموحات شابات وشباب الشرق لتحقيق آمالهم في المستقبل المشرق.
لا أرى حلا شافيا للقضية الفلسطينية إلا على أساس مبادرة الملك عبد الله التي انبثقت عن قمة بيروت العربية والتي تعترف بحق دولة إسرائيل في الوجود والعيش بأمان وسلام إلى جانب دولة فلسطين ضمن حدود 67. هذا الحل متزن منصف ومعقول ويتماشى مع المواثيق الدولية ويحقق الحد الأدنى من مقررات الأمم المتحدة.
للأسف ان المبادرة العربية للسلام لم تؤخذ بعين الاعتبار من قبل إسرائيل، وشن عليها محور التطرف الإيراني السوري من خلال جناحيه حزب الله في لبنان وحماس في فلسطين حربا ضروسا للمتاجرة الى ما لا نهاية بالقضية الفلسطينية وجرحها النازف.
أمريكا والدول الغربية لا يرغبون في التصادم مع نتنياهو وحكومته اليمينية العنصرية المتطرفة، خاصة في الوقت الحالي المضطرب والمتحرك بثورات مشتعلة وزلازل متنقلة من دولة الى أخرى بفعل الربيع العربي.
ولهذا كان موقفهم المناهض لإعلان دولة فلسطينية مستقلة هروبا من المواجهة، هذا مع اقتناعهم الكامل بشرعية وأحقية خطوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لاعلان الدولة الفلسطينية من خلال الأمم المتحدة.
إن الأسباب الرئيسية للموقف السلبي من قبل الدول الكبرى تجاه إقامة دولة كردية مستقلة بأطرافها الأربع مرده كما أعتقد تاريخي محض في الحفاظ على الوضع الذي أفرزه الاستعمار وعدم الذهاب الى المجهول والدخول في مواجهات مع دول كبرى في المنطقة كتركيا وايران والعراق وسوريا المعارضون بشدة لتحقيق مطالب الشعب الكردي وحقه المشروع بتقرير المصير عدا المصالح التي تتغلب على المبادئ بين الدول.
إن تشبيه الحالة الكردية بأنها إسرائيل ثانية من قبل بعض الأوساط الفكرية والقومية في العالم العربي هو غباء سياسي وانغلاق فكري وتعصب عنصري لا يمكن القبول به. الأخوة الأكراد هم جزء أصيل وعريق ومتجذر منذ آلاف السنين في هذا الشرق. وهم المشاركون بقوة في صنع تاريخه بانتصاراته وهزائمه، بأفراحه ومآسيه. الأخوة الأكراد لم يأتو بالبواخر مهاجرين الى كردستان لاستيطانها وطرد سكانها كما جاء اليهود الى فلسطين. إن نكران حقوق الأكراد المشروعة في العيش بحرية كباقي دول وشعوب المنطقة هو ظلم تاريخي لن يقود الى السلام الحقيقي. ومن هنا فحقهم في تقرير المصير وتحقيق طموحاتهم في بناء دولة ديمقراطية سيدة مستقلة هو حق مشروع بالكامل.
إن المتغیّرات الثورية الراهنة في المنطقة العربية يجب أن تؤدي إلى خلق آفاق جديدة أرحب لكافة الشعوب والقومیّات کي تستوعب الحقوق القومیّة للأقليات غير العربية مثل الأكراد، إلي حدّ الانفصال السلمي الديمقراطي وإنشاء دولهم المستقلة إذا رغبوا بذلك.
تماما كما حصل في السودان، حيث أن استفتاء أهل الجنوب الساحق لاستقلالهم عن الشمال هو أكبر تعبير ديمقراطي سلمي عن حق الشعوب في تقرير مصيرها.
الربيع العربي ما زال في مخاضه ونتأمل بانتصاره ان تنتصر روح الإخاء والتفاهم والتطبیع بين الجميع وحلّ النزاعات بین الشعوب بطريقة ديمقراطية سلمية.
لا بد من لفت النظر الى أن قوى الثورة المضادة وأصحاب المشاريع المتخلفة المدمرة كمشروع احياء الخلافة البائدة او مشروع ولاية الفقيه الصفوي الارهابي، قد ذعروا، حيث أصابهم الربيع العربي الشبابي في صميم فكرهم الضال العقيم. ولهذا فهم سيعملون المستحيل لتحويل الربيع العربي عن مساره الديمقراطي السلمي السليم والانحراف به الى الفوضى والتطرف العقيم من خلال بث الدسائس وزرع الجواسيس وتحريك الخلايا الإرهابية النائمة وخلق الخلافات وإشعال فتیل النعرات المذهبية والقومیة والعرقية والدينية بين أبناء الوطن الواحد.
ما حدث في السعودية ومصر مؤخرا من اضطرابات وفتن هو أكبر دليل على ذلك.
أنا شخصيا مع حق الأقليات القومية في العالم العربي في تقرير مصيرها وحتى من خلال استفتاء بإشراف الأمم المتّحدة، كيف لا وحق تقریر المصیر لکلّ شعب هو حقّ دیمقراطي وإنساني وشرعي ويضمنه بند من بنود الإعلان العالمي لحقوق الإنسان منذ عام ١٩٤٨؟
الدول الكبرى المؤثرة في السياسة العالمية ليست جمعيات لحقوق الإنسان ويهمها الاستقرار السياسي بالدرجة الأولى، ولهذا فعندما تتماهى مصالحها وتلتقي مع مصالح دول المنطقة لا يعد من اهتماماتها قيام دولة كردية، وأخرى أمازيغية، ربما سيؤدي قيامهما الى حروب وعدم استقرار وخسارة مصالح قائمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الأقليات لم تبدأ بالخطأ
نبيل السوري ( 2011 / 10 / 14 - 05:59 )
الأكراد لم يكونوا ليطالبوا بدولة كردية مستقلة لولم يقع عليهم ظلم كبير جداً
وحتى اليوم، إن تم إنصافهم وتعويضهم عن كل الظلم والاعتراف بحقوقهم بلغتهم وأعيادهم وكل ما يريدون، ثم مساواتهم التامة مع الجميع، لتوقفوا عن المطالبة بدولة مستقلة
لقد قام الحكام السفلة بكل أنواعهم بتهميش الأقليات، فما كان من هؤلاء إلا الالتجاء لمحاولات الانفصال لرفع الظلم
ما حدث للأكراد وبقية الأقليات في كل من سوريا، إيران، العراق وتركيا لهو ظلم هائل شارك فيه كل السفلة قوادي هذه الدول وبطريقة نازية

ولاننسى ما يحدث للشيعة، وهم الأكثرية في البحرين من ظلم وتهميش، ثم ينط العربان ويصفونهم بالعمالة لإيران، وهم لم يكونوا ليفكروا بإيران أو غيرها لولا الظلم الهائل من ملكهم المعتوه وحكومته من لون واحد

ونفس الشيء تماماً ما يحدث للشيعة في شرق مملكة الظلام السعودية

إن كل قوادي الدول العربية، وكذلك إيران وتركيا هم وصمة عار على الإنسانية، وهم جميعاً مجرمو حرب للأقليات في بلادهم وجميعهم يستحق المثول أمام محاكم مجرمي الحرب وبجدارة وهذا أضعف الإيمان

تحية للكاتب

اخر الافلام

.. -أمام إسرائيل خياران.. إما رفح أو الرياض- | #مراسلو_سكاي


.. استمرار الاعتصامات في جامعات أميركية.. وبايدن ينتقد الاحتجاج




.. الغارديان: داعمو إسرائيل في الغرب من ساسة وصحفيين يسهمون بنش


.. البحرين تؤكد تصنيف -سرايا الأشتر- كيانا إرهابيا




.. 6 شهداء بينهم أطفال بغارة إسرائيلية على حي الزهور شمال مدينة