الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جلعاط شاليط وعملية طوق النجاة!

عبدالله صالح
(Abdullah Salih)

2011 / 10 / 13
القضية الفلسطينية


اتفقت الحكومة الاسرائيلية وحركة حماس على عملية تبادل الاسرى بينهما حيث سيتم اطلاق سراح الجندي الاسرائيلي جلعاط شاليط الذي تم أسره قبل حوالي خمس سنوات من قبل عدة فصائل فلسطينية ومنها حركة حماس مقابل اطلاق سراح 1027 اسير فلسطيني معتقلين لدى الحكومة الاسرائيلية
منذ ان وقع هذا الجندي في الأسر والمفاوضات جارية بين الطرفين لاطلاق سراحه مقابل الافراج عن معتقلين فلسطينيين وبوساطة المانية كما جرى ذلك مع حزب الله اللبناني ،الوساطة الالمانية فشلت في انجاح العملية ، فما السر في نجاحها هذه المرة وعلى يد الحكومة المصرية !؟
المتابع للاحداث الجارية في المنطقة يدرك تماماً بأن الأطراف الثلاثة المشاركة في العملية كانت بأمس الحاجة الى اتمام هذه الصفقة، فهي تمر بأزمات خانقة يبحث كل منها عن وسيلة لتخفيف الضغط ومحاولة تجاوز هذه الأزمات، ولو مؤقتاً، بلعبة تجلب بواسطتها أنظار شعوبها في الداخل وأنظار العالم الخارجي.
داخلياً، تعيش حكومة اسرائيل اوضاعا اقتصادية صعبة رافقتها مظاهرات عارمة ضد سياسة حكومة نتياهو الأقتصادية مطالبة بتحسين هذه الاوضاع وهو ما يجعل من حظوظ هذه الحكومة في البقاء أو اعادة الانتخاب مرة أخرى ضعيفة. أما على الصعيد الخارجي فان تأثير ثورات الربيع العربي خصوصا في مصر كان له وقعه الشديد على هذه الحكومة باعتبار مصر الحليفة الأهم بين الحلفاء العرب في المنطقة، فهي ظلت تراقب الاوضاع هناك عن كثب الى أن تمت عملية قتل رجال الأمن المصريين من قبل الجيش الاسرائيلي في سيناء قبل شهرين مع ما تبعه من رد فعل لدى الشارع المصري بمهاجمة السفارة الاسرائيلية في القاهرة، وهو ما اثر سلباً على علاقات البلدين لذا فهي تحاول اعادة الطمأنينة لهذه العلاقة حتى لو كلفها ذلك بعض التنازلات، وما الاعتذار الذي قدمه وزير الدفاع الاسرائيلي لمصر بحادثة سيناء الا جزءً من هذه الصفقة ولأرضاء مصر، أضف الى كل ذلك الخطوة التي أقدمت عليها القيادة الفلسطينية بطلب العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الامم المتحدة والتي ساهمت الى حد كبير في الضغط على اسرائيل وحلفاءها بالاخص أمريكا فكان لابد من القيام بهذه اللعبة .
حركة حماس ، وبعد انطلاق الثورات العربية وفشل الموديل الاسلامي للاستيلاء على السلطة وبعد كل ما تتعرض له حليفتها الاستراتيجية سوريا من مظاهرات وثورة عارمة تقترب من وضع حد لدكتاتورية الحكومة القومية البعثية هناك ،وبعد اقدام حركة فتح على خطوتها في الامم المتحدة، خطوة لم تؤيدها حماس، ادركت مدى الزاوية الضيقة المحصورة فيها خصوصا بعد الموقف التركي من ما يجري في سوريا، فكان لا بد لهذه الحركة ان تلعب لعبة سياسية تعيد لها شيئا من موقعها السياسي المتهاوي أصلاً.
الحكومة العسكرية في مصر والتي جاءت لاجهاض الثورة الشعبية ،هي كذلك تعيش أوضاعا صعبة، داخليا تحاول بشتى الوسائل، وباعتبارها تمثل قوى الثورة المضادة اعادة الاوضاع الى ما هي عليه قبل الثورة مع تغيير في الشكل فقط مما جعلها أمام غضب شعبي عارم ومستمر خصوصا بعد أحداث ماسبيرو والمجزرة التي تعرض لها الأقباط. خارجياً تحاول تحسين صورتها لدى أمريكا والغرب ، اذاً فهي بأمس الحاجة الى مناورة سياسية تلعب فيها على الوتر القومي والاقليمي بكونها " حسبما تعتقد" لازالت القوة الاقليمية الفاعلة في المنطقة ، لذا فهي أرادت بهذه الوساطة ان ترسل رسالة الى العالم بان مفاتيح اللعبة لازالت بيدها وان تخفف نوعا ما من الغضب العارم ضدها من قبل الشارع المصري
لا شك بأن اطلاق سراح هؤلاء المعتقلين من الطرفين هو عمل انساني يحظى بتأييد كل أحرار العالم ، الا أن جوهر العملية واضحة فهي تعتبر طوق نجاة للاطراف الثلاثة المشاركة فيها ،فهذه الاطراف تبحث عن مكاسب سياسية من العملية قبل ان تنظر الى محتواها الانساني.
13-10-2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحذير دولي من كارثة إنسانية في مدينة الفاشر في السودان


.. أوكرانيا تنفذ أكبر هجوم بالمسيرات على مناطق روسية مختلفة




.. -نحن ممتنون لكم-.. سيناتور أسترالي يعلن دعم احتجاج الطلاب نص


.. ما قواعد المعركة التي رسخها الناطق باسم القسام في خطابه الأخ




.. صور أقمار صناعية تظهر تمهيد طرق إمداد لوجستي إسرائيلية لمعبر