الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ثماني أجوبة لثماني أسئلة مصيرية تخص منطقة شمال إفريقيا و الشرق الأوسط

بودريس درهمان

2011 / 10 / 14
ملف حول قيام الدولة الفلسطينية و القضية الكردية وحقوق الأقليات وحقها في تقرير المصير في العالم العربي


1 أيهما أهم برأيك، بناء دولة مدنية على أساس المواطنة بدون تمييز قومي أو ديني واحترام حقوق جميع القوميات والأديان، أم بناء دول على أساس قومي و أثنية ، بغض النظر عن مضمون الحكم فيها؟
قبل الجواب على هذا السؤال يجب التذكير بأن العالم الذي نحيا فيه حاليا هو عالم يعيش ضمن ما يسمى بالنظام الدولي لما بعد الحربين الكونيتين القاتلتين، الأولى و الثانية، و هو العالم الذي يرعاه ميثاق الأمم المتحدة بالإضافة إلى المعاهدات و المواثيق الدولية المصادق عليها من طرف الدول بدون أي إكراه أو إرغام. هذا العالم و هذا النظام الدولي الذي ساهم في إنشائه المجتمع الدولي بدون أي إقصاء لأحد وضع نظاما قانونيا و مبادئ إنسانية من الصعب على أي كان عدم الاعتراف بأهميتها؛ و أحد أهم هذه المبادئ الإنسانية التي ناضل من اجلها الجميع و عمل على تحقيقها هي مبادئ و قيم التعايش السلمي بين الأديان و القوميات و الاثنيات و جميع مكونات المجتمعات البشرية. لماذا ضرورة هذا التعايش السلمي، لأن القومية بكل بساطة ليست حدودا صالحة للجميع بل هي فقط بناء ذهني تاريخي تمازج عبر مدة طويلة من الزمن و اختلطت فيه اللغة بالعادات و التقاليد المحلية و تم هذا التمازج بداخل بنيات اجتماعية و سياسية موروثة. التجربة الدولية الحالية لما بعد الحرب العالمية الثانية أكدت بأن الدول التي انبنت على أساس قومي أمد حياتها لم يتعدى في أقصى الحالات خمسون سنة فما بالك بأمد حياة دولة تسعى إلى إنشاء كيانها السياسي على أساس الإثنية كما هو الشأن بالنسبة لجبهة البوليساريو التي تريد إنشاء دولة على أساس تكتلات بعض مكونات قبائل البيضان الصحراوية.
بعد انهيار جدار برلين كل الدول التي بنت ذاتها على أساس قومي انهارت كما حصل للدول التي قامت على أساس القومية السلافية و كما يحصل حاليا للدول التي هي مبنية على أساس القومية العربية.
2- كيف ترى سبل حل القضية الفلسطينية وتحقيق سلام عادل يضمن الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني وفقا للمواثيق الدولية ومقررات الأمم المتحدة؟
القضية الفلسطينية هي قضية عدم اعتراف شعب بشعب آخر بداخل دولة واحدة لا زالت لم ترى النور بعد و هذه القضية هي قضية أحقاد و غرائز تاريخية استغلت كل الشحنات العقائدية و اللغوية القوية لدرجة أنها أعقد القضايا في العالم و ليس باستطاعة أي كان حلها غير الأطراف المتصارعة في ما بينها، هي وحدها من يستطيع إيجاد أرضية مشتركة للتفاهم.
3 - كيف تقيّم الموقف الأمريكي والدول الغربية المناهض لإعلان دولة فلسطينية مستقلة بعد خطوة الزعيم الفلسطيني وتوجهه إلى الأمم المتحدة لتحقيق ذلك؟
القضية الفلسطينية ليست قضية عاطفية حتى نكتفي بالدماغ العاطفي لمعالجتها هي كذلك قضية تقنية دقيقة يجب الإلمام بأدق التفاصيل التقنية التي تحيط بها قبل إصدار أي حكم في حق أي كان. هذه القضية هي في واقع الأمر مسلسل مفاوضات لا ينتهي و يجب وضع حد من طرف القوة الدولية لكل الأطراف التي تعرقل مسلسل المفاوضات
4- ــ ما هي برأيك الأسباب الرئيسية للموقف السلبي من قبل الدول الكبرى تجاه إقامة دولة كردية مستقلة، تجمع أطرافها الأربع في دول الشرق الأوسط ، وهو مطلب شعبي كردي وحق من حقوقهِ ، ولماذا يتم تشبيه الحالة الكردية على أنها إسرائيل ثانية من قبل بعض الأوساط الفكرية والقومية في العالم العربي ؟
بعض المناطق الكردية تعرف نسبا مهمة من التجانس الكردي و بعض المناطق الأخرى هي أشبه بكيطوهات بداخل الدول المجاورة من هنا تأتي صعوبة إيجاد حل على أساس القومية الكردية. الحل يكمن في نظري في إيجاد صيغة لتجاوز سلطة الأربع دول القطرية الحالية عن طريق خلق تكتلات اتحادية ما بين الأقاليم المجاورة و التركيز على الديمقراطية المحلية تماما كما فعل الأوروبيون حينما قرروا تجاوز مثل هذه القضية القومية.
5- هل يمكن للتغیّرات الراهنة في المنطقة - الانتفاضات والمظاهرات الأخيرة – من أن تؤدي إلى خلق آفاق جديدة أرحب للقومیّات السائدة کي تستوعب الحقوق القومیّة للأقليات غير العربية مثل الأكراد، إلي حدّ الانفصال وإنشاء دولهم المستقلة ؟
أعتقد أنه إذا كان النظام الدولي الحالي جادا و غير خاضع لحسابات تخص توازناته المالية الداخلية، أعتقد أنه إذا كان هذا النظام جادا فجل القوميات و الاثنيات المشكلة للنسيج المجتمعي و ألدولتي ستنفتح أمامها أفاق رحبة هي أوسع بكثير مما هي عليه اليوم في ظل الأنظمة القائمة على أساس قومي.
-6 - هل تعتقدون بأنّ المرحلة القادمة ،بعد الربيع العربي، ستصبح مرحلة التفاهم والتطبیع وحلّ النزاعات بین الشعوب السائدة والمضطهدة ،أم سندخل مرحلة جدیدة من الخلافات وإشعال فتیل النعرات القومیة والتناحر الإثني ؟
يجب في البداية التأكيد على أن هذا الربيع هو ربيع الشعوب و ليس ربيع الشعوب العربية فقط، تسمية الربيع العربي هي نوع من التجني الهوياتي على كل مكونات الشعوب التي تشكل منطقة شمال إفريقيا و الشرق الأوسط، لأن جميع المكونات الهوياتية لهذه المنطقة ساهمت في هذه الاستيقاظة التاريخية التي يسمونها الربيع و هي استيقاظة تاريخية شبيهة جدا بالاستيقاظة التاريخية التي عرفتها أوروبا سنة 1848 و التي قامت بترسيخ ثلاث قناعات مهمة هي :
أولا الاهتمام ببناء الدولة الوطنية و تمتين أواصر مكوناتها الطبقية و الإثنية على جميع المستويات، القناعة الثانية هي توسيع الحريات و الحقوق المدنية و القناعة الثالثة هي العناية الفائقة بصياغة الدساتير و التشريعات الموازية. و هذه القناعات الثلاثة هي تقريبا ما يحدث حاليا في المنطقة التي تعرف حالة الربيع، فمملكات شمال إفريقيا و الشرق الأوسط، خصوصا المملكة المغربية و المملكة الأردنية احترمتا هذه القناعات الثلاثة التي ترسخت لدى الشعوب فبادرت إلى التمهيد لها كل واحدة حسب خصوصيتها؛ في حين جمهوريات هذه المنطقة امتنعت فقامت فيها الثورات و الحروب.

7 - ما موقفك من إجراء عملیة استفتاء بإشراف الأمم المتّحدة حول تقریر المصیر للأقليات القومية في العالم العربي مثل الصحراء الغربية وجنوب السودان ويشمل أقليات أخرى في المستقبل، مع العلم أنّ حق تقریر المصیر لکلّ شعب حقّ دیمقراطي وإنساني وشرعي و يضمنه بند من بنود الإعلان العالمي لحقوق الإنسان منذ عام ١٩٤٨؟
التجني على ربيع شعوب المنطقة هو تجني على كل مكوناتها سواء كانت هذه المكونات مكونات قومية أو مكونات إثنية و هذا التجني يتم بطريقتين اثنتين: إما بعدم الاعتراف الكلي بهذه المكونات كما هو حاصل في كل منطقة شمال إفريقيا و الشرق الأوسط في ما يخص الأكراد و الأمازيغ بالإضافة إلى الطائفة القبطية في مصر،أو بالنفخ في بعض المكونات الإثنية و جعلها تعتقد أنها في مستوى خلق دولة على مقاس هذه الإثنية كما هو حاصل لما يسمى بقضية الصحراء الغربية، حيث جعلوا بعض المكونات القبلية البسيطة لمجتمع البيضان المنعزل في إقليم الصحراء الغربية و الغير المركب على المستوى العرقي و اللغوي يعتقد في إمكانية خلق دولة على المقاس.
النفخ في مكونات البييضان تم على أساس اثني قح أما النفخ في مكونات المجتمع السوداني في شخص أقاليمه الجنوبية فتم على أساس عقائدي؛ و الخطأ في إنشاء دولة جديدة في جنوب السودان جاء نتيجة تغليب كفة الدولة الدينية على كفة الدولة المدنية، و لو اختارت الجماعة الحاكمة في السودان خيار الدولة المدنية الديمقراطية لما فقدت جنوبها.
8- ماهي المعوقات التي تواجه قيام دولة كردية ، و كيانات قومية خاصة بالأقليات الأخرى كالأمازيغ و أهالي الصحراء الغربية؟
هنالك تجني ثالث في ما يخص المعطيات الإحصائية و السوسيولوجية لمنطقة شمال إفريقيا بالخصوص، فالأمازيغ ليسوا بتاتا أقلية في منطقة شمال إفريقيا و أهالي الصحراء الغربية ليسوا بتاتا شعبا بالمفهوم الحقيقي للشعب. كل ما هنالك و هو أن منطقة شمال إفريقيا هي في حاجة ماسة إلى تغييرات سلمية تساهم في تحويل الدول الحالية إلى دول مدنية مؤسسة على الدساتير و على احترام قيم الديمقراطية و حقوق الإنسان.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل جنديين إسرائيليين بهجوم نفذته مسيرة لحزب الله | #غرفة_ا


.. صاعد المواجهات بين الجيش السوداني والدعم السريع | #غرفة_الأخ




.. نتنياهو: دخولنا إلى رفح خطوة مهمة جدا وجيشنا في طريقه للقضاء


.. أسامة حمدان: الكرة الآن في ملعب الإدارة الأمريكية التي عليها




.. مياه الفيضانات تغمر طائرات ومدرجات في مطار بجنوب البرازيل