الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول الدولة المدنية وحقوق الأقليات في البلدان النامية

علي الأسدي

2011 / 10 / 14
ملف حول قيام الدولة الفلسطينية و القضية الكردية وحقوق الأقليات وحقها في تقرير المصير في العالم العربي


(اجابة على أستطلاع الحوار المتمدن)

1- قيام دولة مدنية على أساس المواطنة بدون تمييز قومي أو ديني ، واحترام حقوق جميع القوميات والأديان ، ينبغي أن تكون دولة ديمقراطية تلتزم بدستور يضمن تلك الحقوق ويحترمها باقرار أممي، وليس وعودا ومراسيم يصدر ها هذا الحاكم أو ذاك. واذا ما حصل وأقيمت مثل هذه الدولة سينتفي خيار قيام دولا على أسس أخرى قومية أو دينية أو مذهبية. أما اذا لم يحصل فمن حق أي أمة أن تنتهج طريقها في اقامة دولتها أو تنضم إلى دولة أخرى اذا ما رغبت حماية لمواطنيها وتحقيقا لحقها في الحياة بأمن وسلام داخل المناطق التي وجدت فيها تاريخيا.
2- حل القضية الفلسطينية يقرره الشعب الفلسطيني في فلسطين وفي المهاجر ، ومن الخطأ الافتاء بحلول أيا كانت للمشكلة الفلسطينية والشعب الفلسطيني من قبل دول أخرى عربية أو غير عربية. والفلسطينيون قادرون كل المقدرة على الدخول في مفاوضات مع شركائهم في الأرض والمصير، واعتمادا على الشرعية الدولية ، وأن تقدم لهم الأمم المتحدة كل العون الممكن للوصول إلى سلام دائم وعادل.
3- الموقف الأمريكي موقف خاطئ من القضية الفلسطينية ومن الشعب الفلسطيني ومن طلب رئيس السلطة الفلسطينية المقدم للأمم المتحدة. فالموقف الأمريكي يتميز بتحيزه المطلق لطرف واحد هو اسرائيل ، وهو مخالف للشرعية الدولية التي تستند إلى قرارات أممية كثيرة منذ وعد بلفور ولحد الآن. وفي هذا تكمن تعقيدات الوصول إلى حل عادل وسريع.
4- الموقف العربي والتركي والايراني والسوري والعراقي من قيام دولة كوردية نابع من المصالح الاقتصادية ، والشعور بالتفوق القومي العنصري ، ويدعم هذا الموقف الديكتاتوريات السائدة منذ حوالي القرن في العراق ، وقرونا في الدول الثلاثة الأخرى. ديمقراطية حقيقية تسهل حل موضوع القوميات : كردية أو تركمانية أوأشورية أوايزيدية في العراق ، وفارسية كردية في ايران ، وتركية كردية في تركيا.أما تشبيه تشكيل دولة كردية في المنطقة كاسرائيل ثانية فهو اجتهاد تغذيه المشاعر القومية العربية المهووسة بالتفوق الحضاري العربي ماضيا وليس حاضرا. أن السبب في تنامي الرغبة في اقامة الدولة الكردية في المناطق المتجاورة من كردستان هو النظم الديكتاتورية التي حكمت أو ماتزال تحكم في المنطقة. ولو كانت الدول الأربع دولا ديمقراطية حقيقية فعلا لا ادعاء لما طالب الأكراد بتشكيل دولتهم ، ولا غيرهم من الأقليات القومية والدينية. وستتزايد الرغبة بالانفصال عن الدول الأم كلما جرى تهميش تلك الأقليات القومية ، وليس ذلك فحسب فان أتباع المذاهب الدينية العربية غير الشيعية يتحاورون هذه الأيام لاقامة كيان مستقل لهم في العراق ، وذلك بسبب ما يعتبرونه تهميشا لحقوقهم في المواطنة والتفرد بالسلطة والثروة من قبل الأحزاب الطائفية الحاكمة المهيمنة على القرار السياسي.
5- أما عن السؤال : هل ستؤدي التغيرات الراهنة في المنطقة إلى خلق آفاق جديدة ؟ فلا أعتقد ذلك ، فالقوى المتطرفة الدينية وليست الديمقراطية هي التي تحتل الشارع الآن ، وقد مدت أذرعها في كل مناحي السلطة ، وماهي إلا فترة وقت حتى تمسك بمقاليد الأمور السياسية لتفرض نظام الاسلام هو الحل. التغيرات في الدول التي حل فيها ما يسمى بالربيع العربي محبطة وخطرة ، وستشهد المنطقة تراجعا حضاريا غير مشهود. و حتى اذا تبلور حق قيام دولة كردية فلن توافق عليها الولايات المتحدة في ظل هيمنة تيارات يسارية على حركة الشعب الكردي ، لكنها ربما ستتحمس اذا ما وجدت في القوى الدينية الكردية اشخاصا مثل الذين يحكمون في العراق وتركيا وأفغانستان فلن تتوانى من تشجيعها.
6- لا أبدا ، المرحلة بعد الربيع العربي لن تصبح مرحلة لحل النزاعات ، بل العكس هو الصحيح ، النزاعات والحروب ، والتهجير والفقر هو ما سنشهده في قادم الأيام والسنين.
7- الاستفتاء ، نعم ، لكن الاستفتاء على استقلال الصحراء في المغرب المقرر منذ عقود لم يحصل ، مع أن الأمم المتحدة من تقع عليها مسئولية عقده. حصول الاستفتاء مرهون بالولايات المتحدة ، فان وجدت أن من مصلحتها اجراء استفتاء فسيكون بالتأكيد ، واذا لا ، فلن يحدث. أما بنود الاعلان العالمي لحقوق الانسان فيبقى دائما رهنا بقرار ومصالح الولايات المتحدة ، ولنا مثالا حيا في فلسطين ، حيث خرق الحقوق الانسانية يجري في كل يوم وفي كل ساعة منذ أكثر من ستة عقود.
8- المعوقات كثيرة أمام قيام دولا مستقلة خاصة بالاقليات ، وهي : أولا : ضعف هيئة الأمم المتحدة مقابل القوة الأعظم المهيمنة عليها وهي الولايات المتحدة ، فهذه إذا أرادت فيمكن للأقليات أن تحقق حلمها ، ومثال ذلك استقلال كوسوفو ، وتفتيت يوغسلافيا السابقة إلى عدة دول. وثانيا : دور الدول الأم في قرار تكوين دولة كردية ، فالحكومة العراقية كانت على الدوام تعارض قيام دولة كردية ، وهكذا الموقف الايراني والتركي والسوري
علي الأسدي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلسطينيون يرحبون بخطة السداسية العربية لإقامة الدولة الفلسطي


.. الخارجية الأميركية: الرياض مستعدة للتطبيع إذا وافقت إسرائيل




.. بعد توقف قلبه.. فريق طبي ينقذ حياة مصاب في العراق


.. الاتحاد الأوروبي.. مليار يورو لدعم لبنان | #غرفة_الأخبار




.. هل تقف أوروبا أمام حقبة جديدة في العلاقات مع الصين؟