الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لاتبيعوا كركوك في سبيل المنصب ايها السياسيون

ناهدة التميمي

2011 / 10 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


لاتبيعوا كركوك في سبيل المنصب ايها السياسيون
ليس هناك من عاقل يشك ان الحزبين الكرديين المهيمنين يسيران في درب استقلال كردستان عن العراق بخطى حثيثة وثابتة , وبفرض سياسة الامر الواقع ولكن رويدا رويدا .
آخذين بنظر الاعتبار الظرف الاقليمي الدولي والدعم الامريكي الكبير ودعم بعض الدول الاقليمية , وحتى تحين ساعة الصفر وتعلن دولة كردستان بقيادة البرزاني لابد من قضم مايمكن قضمه من المناطق الستراتيجية المحيطة والتي بدونها لايمكن ان تقوم لهذه الدولة قائمة , وعلى راس هذه المناطق محافظة كركوك ليس لانها غنية بالنفط فحسب ولكن لانها تعطي عمقا ستراتيجيا كبيرا بدونه لايمكن انشاء دولة يكتب لها الديمومة ولذلك فهم يسمونها زروا قدس كردستان . وهم يعتقدون انهم اليوم في الفترة الذهبية لتحقيق مطامعهم لضعف الدولة وطمع السياسيين على حساب وطنيتهم وضمائرهم.
ونرى انه بعد كل انتخابات او قربها يسارع هؤلاء القادة السياسيين للذهاب الى كردستان للقاء مسعود البرزاني والتباحث معه كيدا بخصومهم للاستحواذ على السلطة بالتحالف معه , وهذه هي الفرصة السانحة لتحقيق المطامع .. فكثير من هؤلاء الساسة مستعدون لبيع كركوك وسهول نينوى المحتلة من قبل الميليشيات الكردية ومناطق اخرى في سبيل ان يبقى السياسي في منصبه وينعم بالحكم سنوات معدودة قابلة للتمديد.
نقول للهؤلاء ان الحكم زائل مهما طال ولكن الفعل وعواقبه باقية سيذكرها التاريخ واما ان يترحم او يلعن مقترفه .. ماذا لو لم تنفذوا للاكراد رغبتهم ولم تمنحوهم كركوك مثل وعد بلفور .. ماذا سيحصل هل سينسحبون من الحكومة .. خفة وراحة اصلا الانتخابات على الابواب والذكي من الساسة من يقلب الطاولة على من فيها ويعلن رفضه ويدعو الى انتخابات مبكرة . لاننا صوتنا للدستور على علاته ومفخخاته ولم نصوت لاتفاقات الساسة التي لانعرف ما تبطن ولسنا معنيين بها , وبذلك سيتحول الى بطل قومي وستنتخبه كل الجماهير المحبة لوحدة العراق .. ولنفترض شيئا اسوأ من ذلك هل سيعلنون الاستقلال ( وتنكسر رجل من ارجل السيباية) التي ارادها الامريكان بهذا الشكل .. فليفعلوا ذلك ولكن دون الاعتراف بان كركوك لهم وبذلك لن يستطيعوا ضمها بالقوة لانها لم تقر لهم وهذا يعد احتلالا .
وما سيعني انفصال الاكراد .. سيعني ان نسبة 17% من الميزانية العراقية ستبقى ربما لخدمة المناطق المنتجة للنفط فعلا والمحرومة والفقيرة هذا اذا ما فرهدها المسؤولون من عديمي الضمير وما اكثرهم وباننا سنتخلص من جيوش من البرلمانيين وذوي الدرجات الخاصة والوزراء ورواتبهم ومخصصاتهم وحماياتهم وسياراتهم التي تزحم الشوارع واعبائهم الكثيرة والكل يعرف ان كردستان لاتساهم بشيء للخزينة المركزية .. وسيعني ان الدولة لن تدفع رواتب البيشمركة الذين اعلنوا العصيان عليها وقاتلوها وقتلوا ابنائها من موازنتها وخارج نسبة السبعة عشر بالمئة .. وسيعني اننا سنتخلص من وزراء بالاسم عراقيين ولكن بالفعل يعملون لكردستان والترويج لها وعلى راسهم وزير الخارجية الذي لم نراه يوما دافع عن قضية تخص العراق في محفل دولي او تحمس لامر يخص الوطن العراقي وليس كردستان .. وسيعني اننا سنتخلص من رئاسة الجمهورية التي ترهق الدولة بافواج الحماية التي تحتل شوارعا في الكرادة ومن الصرفيات المليارية على سفرات لاتغني ولاتسمن .. حتى اني استغربت ان كلمة الرئيس التي كلفت فقراء العراق وجياعه ملياري دينار بينما الكثير من الارامل والايتام يبيتون على الطوى وليس لهم راتب مقداره خمسون الف دينار في الشهر يدفع للمحظوظ منهم كل اربعة او خمسة اشهر بواقع راتب شهر واحد . استغربت انه في كلمته لم يتطرق الى البند السابع ولم يطلب من الدول المؤثرة الضغط بشان رفعه ولم يذكر الارهاب والدول المصدرة له ولا ميناء مبارك وكيف سيخنق العراق ويستولي على حقوله الغازية في السيبة ولم يذكر الامراض والاشعاعات التي تفتك بالبلد نتيجة الغزو الامريكي ويطلب المساعدة من الدول المقتدرة للقضاء على هذه الافات والفقر والجهل .. كل ماقاله نشكر امريكا تحققت الديمقراطية وكردستان بخير ...
د. ناهدة التميمي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يتامى صدام حسين
فيصل حرسان ( 2011 / 10 / 14 - 14:56 )
ومعاقل الارهاب ,انه الخروج الاخيرمن الاندلس


2 - ولى زمن التعريب والتخريب
jamalroz ( 2011 / 10 / 14 - 20:57 )
وكيف لمن لا يملك كركوك ان يبيعها؟

اخر الافلام

.. كيف تساهم ألمانيا في دعم اتفاقية أبراهام؟| الأخبار


.. مروان حامد يكشف لـCNN بالعربية سر نجاح شراكته مع كريم عبد ال




.. حكم غزة بعد نهاية الحرب.. خطة إسرائيلية لمشاركة دول عربية في


.. واشنطن تنقل طائرات ومُسيَّرات إلى قاعدة -العديد- في قطر، فما




.. شجار على الهواء.. والسبب قطع تركيا العلاقات التجارية مع إسرا