الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول قيام الدولة الفلسطينية والقضية القومية الكردية وحقوق الاقليات في العالم العربي

زارا صالح

2011 / 10 / 15
ملف حول قيام الدولة الفلسطينية و القضية الكردية وحقوق الأقليات وحقها في تقرير المصير في العالم العربي



بداية كل الشكر لموقع ( الحوار المتمدن- منسق الملف السيد حميد كشكولي ) على طرحها لهكذا ملفات حيوية وحساسة في العالم العربي والتي تحتاج الى حلول جذرية ضمن نطاق انصاف هذه الشعوب وحقها في تقرير مصيرها وان عملية الحوار وطرح هذه الملفات الهامة للنقاش سوف تساهم في بلورتها عبر تقارب وجهات النظر وضرورات الحل.

1- اذا تناولنا التاريخ الحديث للبلدان العربية خاصة بعد الحرب العالمية الاولى وتقاسم مناطق النفوذ من قبل الدول الكبرى وفرض تقسيمات جديدة خارجة عن ارادة شعوب المنطقة ثم المرحلة التي تلتها أي ما بعد الاستقلال. فان هذه الاوطان شهدت نظم استبدادية وشمولية حكمت باسماء عدة لكنها واحدة من حيث الجوهر حيث الغياب المطلق لدور الشعوب في صنع القرارات في ظل انظمة حكمت بالحديد والنار وفشلت في بلورة مشروعها القومي ( شعاراتيا ) فحولت الاوطان الى ممالك لحزب او فئة او عائلة وتعاملت قطيعيا مع شعوبها فكيف يكون الحال مع باقي القوميات التي تعيش معها فتناغمت مع نشيد ( بلاد العرب اوطاني ) واعتبرت كل من يعيش في هذه البلدان ( عربا ) في اطار عملية الالغاء والصهر للاخر المختلف. وبحكم التنوع القومي والديني والثقافي لهذه المنطقة وبقاء تلك القضايا دون حل, فان تسونامي الشعوب العربية واسقاطها لانظمة الحكم الشمولية تفرض اعادة بناء اوطان جديدة تعتمد دستورا يناسب هذا التنوع ويحميه ولكي لايعيد انتاج دكتاتوريات من نوع اخر, لهذا فان الدولة المدنية الديمقراطية العلمانية التعددية والتي تعتمد المواطنة الحقيقية والاعتراف بتنوعها التاريخي والثقافي والسياسي والاجتماعي سيكون السبيل الضامن لبناء دولة الحق والقانون والضمان لاستقرار هذه المنطقة وتطورها التنموي والحضاري والسياسي.
2-ان حل القضية العادلة للشعب الفلسطيني تكون عبر ممثليها الحقيقيين والشرعيين في الداخل الفلسطيني والتي هي ( ادرى بشعابها ) وتعرف ماتريد وسوف ترى هذه القضية النور والحلول العملية لاعلان دولة فلسطين اذا اصبح القرار الفلسطيني واحدا دون اية تدخلات خارجية من قبل اولئك الذين يستخدمون هذه الورقة لمشاريعهم السياسية ومصالحهم الخاصة عبر اجندات مذهبية ودغدغة العواطف الدينية خاصة بعد سقوط ورقة التوت وخرافة ( المقاومة والممانعة وتحرير فلسطين بعد الربيع العربي ). 3-عندما يتم الحديث عن مواقف الدول الكبرى حول قضايا هامة مثل القضية الفلسطينية فان صدور أي قرار يكون متناغما مع مصالح اسرائيل التي تمتلك القوة السياسية والاقتصادية ولوبيا فاعلا ومؤثرا في أي موقف يصدر من هذه الدول . 4-ان التقسيم الجغرافي والسياسي لكردستان حصل نتيجة مصالح هذه الدول الكبرى التي فرضت واقعا مجزئا على الخارطة السياسية للمنطقة وهي تتحمل بشكل اكبر تبعات هذه السياسة الاستعمارية الى الان خاصة وان قضية الشعب الكردي اصبحت اكثر تعقيدا في اطار اربع دول تتقاسم اراضيها.والذي ساعد على استمرار هذا الواقع هو سياسة هذه الانظمة التي تغتصب اراضي كردستان وعدم اعترافها بالوجود القومي للكرد ( باستثناء العراق حاليا ) واعتمادها سياسة الصهر العرقي وحتى الابادة بحق هذا الشعب الذي ساهم ايضا في بناء هذه الاوطان وكان مشاركا في استقلالها لكنها همشت بعد ذلك. المستغرب في الامر هو ان هذه الدول مثل ( ايران وتركيا وحتى النظام السوري ) تذرف دموع التماسيح وتتباكى على فلسطين وتستخدمها شماعة لاهدافها السياسية في حين نجدها تحتل اراض عربية . اعتقد انه آن الاوان لتعيد النخب الثقافية والسياسية العربية قراءتها حول هذه القضايا الهامة وتتخلص من فكرها العنصري والتي اوصل حاملوا رايتها الواقع العربي الى هذا الحال . ان الاعتراف بالاخر المختلف وبالوجود القومي لشعب كردي يعيش وعبر الاف السنين على ارضه التاريخية هو المدخل بناء دول ديمقراطية ومدنية تنعم بالامن والاستقرار وان التخوف العربي ( اصحاب الفكر القومجي ) من اسرائيل ثانية هو وهم وايغال في شوفينية لامست حتى العقل الباطني لاصحاب هذا التفكير ( يكفي ان يستشهد الكرد بالبطل صلاح الدين او يوسف العظمة واحمد شوقي وغيرهم ) لكي يعيد هؤلاء النظر في تفكيرهم النمطي الوهم حول الشعب الكردي وبانه يمتلك كل مقومات الامة وان يكون له دولته المستقلة اسوة بغيرهم. 5-يساهم الكرد وكذلك بقية المكونات العرقية الاخرى في العديد من البلدان العربية في مقارعة الانظمة الدكتاتورية ونستطيع القول بان للكرد دور فاعل في هذا حتى قبل بداية الربيع العربي واليوم تروى شجرة الحرية بدماء الجميع ولعل ذلك يكون الاساس في الشراكة الحقيقية لهذه المكونات لانها تدرك حقيقة وحدة هذه الشعوب ودورها الهام في عملية التغيير الديمقراطي المقبل باعتقادي فان وحدة الدم لشباب الثورات سوف تبلور فكرا جديدا وستكون البداية لكتابة تاريخ جديد لاوطان سلبت من شعوبها . 6-تكمن اهمية الثورات العربية اوما يسمى بالربيع العربي في ازاحة الدكتاتوريات اولا,لكن المهمة الاصعب هي التخلص من ارثها وبنيتها الامنية والسياسية والاقتصادية والثقافية لكي تعاد بناء اوطان جديدة وهذه الاوطان اذا اعتمدت نظم ودساتير عصرية تناسب التنوع الموجود في هذه البلدان أي عبر اقامة دول مدنية تعددية علمانية تحفظ حقوق القوميات جميعا وكذلك المجموعات الدينية فانها ستكون اللبنة الاولى لحل قضية التنوع القومي والطائفي واعتماد قرار الشعوب هو الاساس عبر استفتاء عام يكون بنتيجته القرار للشعب في اختيار نظام الحكم وحرية البقاء او الانفصال, واستبعد فكرة الانفصال حاليا خاصة اذا وجدت حلول مناسبة للجميع وهنا نتساءل هل كانت الجنوب سينفصل عن السودان اذا تم سابقا حل قضيته عبر احترام الارادة وحرية الاختيار, هذا التساؤل مطروح للبديل السياسي القادم. 7-جميع الشعوب لها الحرية في تقرير مصيرها بنفسها وعبر الامم المتحدة وعلى الانظمة العربية احترام ارادة القوميات الاخرى عبر استفتاء عام للشعب وباشراف الامم المتحدة والهيئات الدولية والقانونية التي تكفل هذا الحق وهو المدخل السليم لاعادة صياغة العلاقة بين هذه المكونات وضمان لحريتها . 8-هناك الكثير من المعوقات التي تواجه القضية الكردية وموضوع الدولة الكردية نظرا لتداخل المصالح بين هذه الدول الغاصبة لكردستان ومصالح دول النفوذ الكبرى والتي اصبحت اكثر تعقيدا نتيجة غياب الحلول من قبل الانظمة الحاكمة وتغيير الخارطة الجيوسياسية في المنطقة بعد التحولات السياسية الاخيرة , باعتقادي يجب ان تتلاقى مصالح الدول الكبرى حول ضرورة الحل عندها سيكون هناك مخرج لحل قضايا الكرد والامازيغ والصحراء الغربية سيما وان الدول العربية لم تسحب البساط وتبادر هي الى حل هذه القضايا وتقطع الطريق على الحل الخارجي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الدولة الكوردية وقضية فلسطين
نوري هرزاني ( 2011 / 10 / 31 - 10:07 )


2 - الدولة الكوردية وقضية فلسطين
نوري هرزاني ( 2011 / 10 / 31 - 10:23 )

الشعب الكوردي واحد من الشعوب التي وقع تحت اضطهادشعوب الامبراطوريات الثلاثة الفارسية والاسلامية والعثمانية وفي العهد الحديث لم تبخل الحكومات التي يعيش الكورد معهم من الظلم فالانفال واستخدام السلاح المحرم والتهجير وشتى الاضطهاد والظلم والقسرلم يشهده اية امة لحد الان مثلما شهده الكورد
نحن نشترك مع الشعب الفلسطيني في كثير من الامور التي تقع ضمن قالب هضم الحقوق ومنذ سنة 1948دخل الكوردالمقاومه الفلسطينية ودافع عن الشعب الفلسطيني جنبا مع الفلسطينين دفاعا عن ارض فلسطين وكرامة
الشعب الفلسطيني

اخر الافلام

.. معركة رفح.. إسرائيل تتحدث عن خيارات بديلة لهزيمة حماس | #غرف


.. العلاقة بين الولايات المتحدة وإيران.. عقبات -لوجستية- و-سياس




.. قصص ومعاناة يرويها أهالي منطقتي خزاعة وعبسان الكبيرة بسبب تو


.. شهداء غزة من الأطفال يفوقون نظراءهم الذين قضوا في حروب العال




.. نتنياهو: قمت بكل ما في وسعي لإضعاف قوة حماس العسكرية وقضينا