الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التخيل

عبدالوهاب طالباني

2011 / 10 / 15
الادب والفن



من الواضح أن اكثر الناس عبقرية او ابداعا هم اكثر الناس قدرة على التخيل والتصور ، اي ان ادمغتهم تكون اكثر فاعلية في التخيل ، فالدماغ ، اذن ، هو مصدر التخيل والابداع ، فبالدماغ نصور ونتأمل ونتخيل وليس باليدين.
لا ادري ، هل أن هذا الكلام فيه شيء من الاقتراب من عالم او علم الباراسايكولوجي او التخاطر العقلي والروحي بين الناس ، أوتخيل امر لكنك تراه يحدث فيما بعد ..اعتقد ان هذا الموضوع فيه الكثير من التعقيد ، ويتطلب بحثا علميا اكثر من التصدي له في موضوع عمود اسبوعي .
وفي المصادر:
يقول اينشتاين عن "التخيل" : انه اهم من المعرفة!
اما أفلاطون فقال أن التخيل هو وظيفة العقل والجسد.
أما أرسطو فقد ذهب الى " أن التخيل هو حركة ناشئة عن الإحساس وأنه فعالية دينامية"
وقال الرازي "أن التخيل هو الظن والاستدلال على الشيء بالشيء".
وعلميا وصف التخيل بأنه:
" تدفق موجات من الافكار التي يمكن رؤيتها او استشعارها او تذوقها".

والثابت تقريبا ان ما يميز الانسان العادي عن الانسان المبدع هو مدى قوة التخيل الذي يتميز به الانسان المبدع ، فأهم المخترعين لم يتوصلوا الى ما ابتكروه من اجهزة متطورة الا عن طريق مهارة غير عادية في التخيل ، كما أن الشعر الجيد هو الشعر الذي يكون فيه للخيال المساحة الاكبر اضافة الى قوة التأمل ، وتمكن غير عادي في اسرار اللغة والقدرة على شحن المفردة بالمعاني ، و تعمق في الثقافة والمعرفة عموما .وكذلك الحال بالنسبة الى كتاب الرواية والقصة ، ومؤلفي الموسيقى والمسرح ، والفنانين التشكيليين.

التخيل ينقلك من عالم الواقع الى عالم اخر متخيل ، وحسب الوضع النفسي التي تكون فيه ، فأذا كنت محبا فخيالك قد يذهب بك الى الصور الجميلة لحبيبتك والى ساعات الصفاء معها او تخيل مدى بهائها وجمالها ، ويمكن ان تتخيل حتى العطر الذي تضعه ، او ملمس شعرها او عذوبة صوتها ، ، فتكون النتيجة على المتخيل لحظات من المتعة والفرح.
أي ان التخيل بأمكانه ان ينقلك الى عالم فيه الكثير من الاحلام التي تراودك ولو للحظات او ربما لدقائق.
والتخيل يمكن ان يذهب بالمتخيل الى ضفاف اخرى من السلبية والقهر عندما يتخيل ، مثلا ، فشلا في امتحان يجب ان يؤديه وهو لم يهيئ نفسه لآدائه ، فيتخيل صعوبة الاسئلة والمواقف ، ومنظر فشله امام اصدقائه او اهله ، فيستغرقه الاحساس بالهم والتشاؤم.
والتخيل ، يأخذ بالمتخيل الى حدوث امورلا يمكن التكهن بها ، فمثلا لنرى كيف يعمل مبدعوا افلام الكارتون ، ففي هذه الافلام يلعب التخيل الدور الاساس ، انسان او حيوان يطيران ، وفأرة تسحقها كتلة صخرية كبيرة لكنها تجمع اجزاءها وتكون نفسها من جديد ، وكل الحيوانات تتحدث ، وفي افلام الخيال العلمي نرى في بعض صورها ان الانسان يدخل محيطا متخيلا ، وبمجرد ان يكبس على زر معين ينتقل جسده في ذرات غير مرئية الى ابعد الاماكن في ثواني قليلة ويجري "تجميع" جسده من جديد ، وهذه الفكرة تعمل عليها مؤسسات علمية ذات انجازات علمية كبيرة ، ولكنها تبقى موضوعا للخيال فقط ، على الاقل ، لحد الان.
وقطعا ان التخيل هو احد الخصائص الراقية التي زرعتها الطبيعة في الخلق الانساني دون الكائنات الاخرى ، كي تساعده على تحمل مرارات الحياة وانتكاساته ، ويهيئه كذلك الى اتخاذ قراراته ، فيركن الانسان الى التخيل الايجابي الذي ينقله بالصورة والصوت والشكل واللمس و حاسة الشم الى عوالم جميلة يرى فيها الاشياء حسب ما يتمناه ، وينشط فيه القوة على الابداع والخلق.
وعند التخيل وحده تنتهي الرقابة بانواعها، فهناك الحرية كاملة ، عنده تزال الحدود وترفع الممنوعات ، فليس لاكبر اجهزة القمع شراسة ان تمنعك او تراقبك او تسلبك حرية ان تؤسس لما تريد ، او تحلم بما تحب.
*******
وفي الخيال المتدفق قال شاعر عربي لا اتذكر اسمه:

بكت لؤلؤاً رطباً فسالت مدامعي عقيقاً فصار الكل في جيدها عقدا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انهيار ريم أحمد بالدموع في عزاء والدتها بحضور عدد من الفنان


.. فيلم -شهر زي العسل- متهم بالإساءة للعادات والتقاليد في الكوي




.. فرحة للأطفال.. مبادرة شاب فلسطيني لعمل سينما في رفح


.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص




.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض