الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طوبى للثوار العرب...!؟

جهاد نصره

2011 / 10 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


وهكذا فقد انتقل حالنا من إعلان دمشق إلى إعلان التوبة ومن الشيوعية إلى الليبرالية إلى الإسلامية إلى المجالس المتنقلة وآخرها المجلس الوطني الذي اعترف به المجلس الانتقالي الليبي فور تشكيله فكيف لعاقل أن لا يقف على رأسه وهو يرى الرفيق السابق ـ رياض الترك ـ يتكاتف مع الإسلاميين لإنتاج المجلس برعاية إسلامية.. ويرى أيدي بعض دعاة العلمنة والحداثة والعقلانية تتشابك مع أيدي تنسيقيات العرعور وتنسيقيات هيئة التنسيق الوهمية..! لقد وحَّد استبداد النظام البعثي جميع الأفرقاء على ما بينهم من تناقضات اتضح الآن فقط أنها سياسوية شكلية وقد يكون اتضاح هذه الحقيقة إحدى إيجابيات الأزمة السورية فما يتوفر في سورية حسبما ظهر هو معارضات سياسية مهمومة بالسياسة والسلطة بعيداً عن كل ثقافة ومعرفة وتنوير الأمر الذي يعني بصريح العبارة عجز هذه المعارضات عن إنتاج ربع ثورة..! لقد تأكَّد من تجارب ما حدث في تونس ومصر واليمن أن الثورة الحقيقية حلم بعيد المنال في المجتمعات الإسلامية كافة..! لقد سبق وأن ثار الأمريكان على النظام العراقي وكانت حصيلة ثورتهم اقتلاع الجيش وتدمير كامل بنى الدولة والانطلاق من الصفر لبناء عراق جديد فهل بنيت دولة مدنية أو ما يشبهها...؟ الكارثة المعرفية تكمن في أن جماعة الإخوان المسلمين استقطبت كافة أطياف المعارضة ومنظِّريها حول هدف الدولة المدنية من دون الكلام عن ماهية هذه الدولة التي صارت شوربة صفراء عند اليساريين ودعاة العلمنة ودعاة العقلنة والناصريين والمستقلين طيب إذا كان حزب البعث شبه العلماني لم يستطع إنتاج دولة مدنية لا في العراق ولا في سورية فكيف بالله سينتج الإسلاميون مثل هذه الدولة...؟ لقد اتضح إبان الأزمة السورية للمرة الألف أن الغلبة للإسلاميين وجمهورهم الذي يتداعى للاجتماع والتواجد الطوعي في المساجد خمس مرات في اليوم الواحد فكيف لعاقل أن لا يقر بحقيقة أن الغلبة في صناديق الانتخابات ستكون أيضاً للإسلام السياسي بما يعني أن سقف المجلس المنتخب الذي سيقرر كل ما يتعلق بالدولة المدنية المزعومة هو حصراً الشريعة والقرآن الأمر الذي يعني أنه لا يمكن أن يحلم عاقل بأن تكون هناك إمكانية لصدور أي تشريع تشوبه تهمة التعارض مع النصوص المقدسة وهذا وحده كافٍ لبطلان الحديث عن الدولة المدنية..! إنه لمن الغباء أو الاستغباء تجاهل حقيقة أن المشايخ والجماعات الدينية سيكونون بالضرورة فوق كل المجالس والسلطات لكونهم حماة الشريعة وباعتبار أن لا شغل لهم سوى الحراثة في بيدر الدين والفقه فإن ذلك يعني أنهم مستنفرون دوماً لابطال كل ما يرون فيه شبهة تعارض مع النصوص المقدسة.. ثم إنه لمن السذاجة النظر إلى المسألة من جانب الوثوق أوعدم الوثوق بالجماعات الإسلامية فالمسالة أبعد وأعمق مما هو سياسي وسلوك سياسي أو مصداقية وعدم مصداقية..!؟
وعلى نحو ما تقدم فإننا نقرّ ونعترف بأن ما يحدث في بلدان العرب هو ثورات لكنها ثورات الانتقال من أنظمة الاستبداد المدنَّس إلى أنظمة الاستعباد المقدّس..! هل هناك من يجادل في أن الهدف الأول بل الحلم الأول لعموم المسلمين هو ضمان الانتقال إلى الجنة الخالدة وليس إلى الدولة المدنية ولا إلى غيرها من متاع الدنيا الزائلة..؟ طيب إنه لمن البداهة في هذه الحالة القول: إن ذلك يقتضي من كل المسلمين العمل على إحياء سنة نبيِّهم ـ محمد ـ وهو القائل: ( ومن أحيا سنتي فقد أحبني ومن أحبني كان معي في الجنة ) فطوبى للثوار العرب...!؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل - حماس: أبرز نقاط الخلاف التي تحول دون التوصل لاتفاق


.. فرنسا: لا هواتف قبل سن الـ11 ولا أجهزة ذكية قبل الـ13.. ما ر




.. مقترح فرنسي لإيجاد تسوية بين إسرائيل ولبنان لتهدئة التوتر


.. بلينكن اقترح على إسرائيل «حلولاً أفضل» لتجنب هجوم رفح.. ما ا




.. تصاعد مخاوف سكان قطاع غزة من عملية اجتياح رفح قبل أي هدنة