الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معاجة أسباب الأرمة التربوية ..لاترقيع لنتائجها

كاظم الأسدي

2011 / 10 / 15
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


إن المتتبع للواقع التربوي العراقي عن قرب و درايه يدرك بما لايقبل الشك حجم التراجع والتردي الذي يشهده الواقع التربوي عموما"والمعرفي خصوصا" وفداحة الفضائح المرافقه لعمل المؤسسة التربويةو التعليميه في العراق ؟؟و قد بدأ هذا التراجع منذ حقبة الثمانينات وما تلاها ؟؟؟ و ليرسم منحني مأساوي للواقع التعليمي في العراق !!
و بعد التغيير في عام 2003 وسقوط الديكتاتورية وسياستها المركزيه في عسكرة وتبعيث التعليم !! ومع عودة العديد من الكفاءات الوطنية التربويه التي تم إبعادها قسرا" أو بإختيارها عن التعليم ... كان من المفترض إنتشال التعليم من الهوة والأنحدار الذي كان فيه فترة الديكتاتورية ؟؟ لكن الواقع التربوي الذي نشهده اليوم وبعد ثمان سنوات من التغيير لم يكن بأحسن حال مما سبق !! لا بل أن هناك جوانب في العمل التربوي تكاد تكون أسوأ من المرحله السابقه ؟؟ وبالذات ما يتعلق بالحريات الشخصيه و الفكريه وسوء الأدارات وتسنم مناصب تربويه حساسه لأشخاص لا يمتلكون أية خبره أو ممارسه تعليميه !! مما جعل قراراتهم تخبطيه وغير مهنيه وسببت فوضى عارمه في النظام التربوي عموما" ؟؟ بدليل وجود فيض في كافة الأختصاصات في الوقت الذي توجد فيه مدارس تعاني من نقص حاد في تلك الأختصاصات !! ناهيك عن النقصان في الأبنيه والقرطاسيه !! وتسلق المنتفعين والمشكوك في ذممهم الماليه و سيرتهم الأخلاقيه لإدارات المدارس ... وعزوف الكثير من التربويين الكفؤين و النزيهين عن الأدارات المدرسيه لأسبابهم الموضوعيه ؟؟ أما مقدار التراجع في المنظومه الأخلاقيه للمؤسسه التربويه فيعكسه حجم المعانات والأساءات التي يتلقاها اعضاء الهيئه التدريسيه من قبل طلبتهم أو ذويهم أو جهات حزبيه أو طائفيه !! ومقدار التهديد وبمختلف الوسائل لأبتزاز المعلم الجاد والحريص ؟؟دون حصانة وظيفيه أو دعم يذكر من قبل مؤسسات التربيه ؟؟ بل عليه أن يلوذ بالعشيرة والعائلة لدفع الأساءات أوالأعتداء عنه !! وإلا يكون مصيره كالعديد من المخلصين ممن دفع حياته ثمنا" لأخلاصه وأمانته ؟؟
كل ذلك وغيرها من الأسباب قادت الى ما تشهده العمليه التربوية اليوم من تراجع في الأداء الوظيفي والمعرفي للمعلم وتردي حد الجهل في معلومه الطالب ؟؟ هو أقرب منه الى أزمة تربويه خطيرة مستعصيه الحل على المسؤولين الحاليين في الوزارة أو مديرياتها ؟؟
ومانتائج الأمتحانات الأخيرة ونسب النجاح المتدنيه !! والمطالبات من لدن الطلبة وأولياء الأمور وبعض المنظمات الطلابية والبرلمانيين بالسماح للطلبة الراسبين ومنحهم دور ثا لث !!!! إلا ًصورة واقعية تثبت مصداقية ما ذهبنا إليه في عمق الأزمة و الهوة التي تعاني منها العملية التربويه ؟؟؟
وكذلك فأن معالجات الوزارة الأخيرة لهذا الجانب .. لا تعدوا عن كونها حلول ترقيعيه لنتائج تلك الأزمه الخطيرة التي يعيشها العمل التربوي وليس للأسباب الحقيقيه التي تقف وراءها !! فقد إتخذت الوزارة قرارا" سوف يساهم في تعميق تلك الأزمة وليس حلها ؟ وكان قرارها بإعتبار العام الدراسي السابق (( سنة عدم رسوب ))للطلبة الراسبين !! دون دراية أو معرفة لأبعاد هذا القرار على المستوى العلمي للطلبه وإنعدام الحافز لديهم وتجاوزا" صريحا" على مبدأ المساواة في تكافؤ الفرص بين الطلبة ؟؟ إضافتا" الى مايخلق من فوضى في عمل المدارس و إنتظام دوام الطلبة وإنضباط العمل الأداري القائم على النظام وليس العبث بالسجلات والقيود عبر قرارات إرتجاليه لاتختلف عن مكارم صدام زمن القادسية المشؤومه !! ناهيك عن الأشكالات والمشاكل التي سيوجدها للأدارات الجادة لأمينه خصوصا" ؟؟ في الوقت الذي يفتح الباب على مصراعيه لأدارات أخرى غير نزيهة جعلت من المدارس دكاكين ترتزق عليها ؟؟
إن معالجة الأزمة لاتكون بمعالجة نتائجها معالجة آنيه غير محسوبة العواقب ؟ بل تقتضي معالجه علمية وموضوعية للأسباب التي أفرزت تلك النتائج !! لأن عدم معالجة الأسباب كفيل بإعادة إنتاج وتعقيد تلك النتائج ؟؟؟ وذلك يتطلب :
1 / إعادة تأهيل النظام التعليمي والعملية التربويه عموما" ؟؟ بما يتفق والتطور العلمي المضطرد ويستجيب أيضا" للتحديات المستقبليه في عصر العولمة ... بالأعتماد على الكفاءات التربوية الوطنيه المشهود بمهنيتها ووطنيتها !! لا عبر لجان سياسيه تعاني من الأميه التربوية والثقافية ؟؟
2/ ضمان الأستقلالية التامه للمؤسسة التعليميه وإبعادها عن الصراعات السياسية والمذهبية التي يغذيها السياسيون اليوم !! وعدم السماح للمحاصصة البغيضه والتكالب القائم حاليا" على المناصب والمغانم أن يتغلغل ويشوه قدسية العمل التربوي وترفعه عن الذات والغرضية
3/ وضع ميزانيه خاصة بالتربيه تدعم العمل التربوي وتتنايب مع الأهميه والخطورة التي يشكلها في حماية الوطن و سلامة المجتمع كما تدعم المعلم و المربي ماديا" ومعنويأ" وترتقي بمكانته داخل المجتمع.... الوطن وسلامة المجتمع 4/سن قوانين خاصة بالمدارس تعمل على ضمان وجود أجواء دراسيه تكفل للطالب حرية التعبير والمعتقد والأختيار .. ..وتعيد روح البهجة والأبداع عند الطلبة ؟ من خلال تفعيل الأنشطه اللاصفية كونها الأساس في تكوين الشخصية المستقبليه .. وإزالة عوامل التهميش لهذه الأنشطه الجارية حاليا" ؟ .
ختاما" لاحاجة لتذكير المتصدين للمسؤولية اليوم و المشرعين الى النهضة التي شهدتها اليابان وألمانيا بعد كبوتها التآريخيه في أعقاب الحروب العالميه وتسيدها العالم المتحضر اليوم وذلك فقط عبر إمتلاك ناصية العلم و نهج التربيه الصحيحه ... وقد تجاوزات أزماتها الأقتصادية والأجتماعية والسياسية وحققت اليوم بالتعليم !! ما عجزت عنه عبر الحروب و رغم تكبدها مئات الألاف من الضحايا ؟؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تداعيات دعم مصر لجنوب إفريقيا ضد إسرائيل


.. طالبة بجامعة جنوب كاليفورنيا تحظى بترحيب في حفل لتوزيع جوائز




.. الاحتلال يهدم منازل قيد الإنشاء في النويعمة شمال أريحا بالضف


.. الجيش الإسرائيلي: قررنا العودة للعمل في جباليا وإجلاء السكان




.. حماس: موقف بايدن يؤكد الانحياز الأمريكي للسياسة الإجرامية ال