الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اربيل وبغداد اين يكمن الحل ؟

حسن احمد مراد

2011 / 10 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


بغية تهدئة الوضع وازالة التوترات القائمة في العراق ،تلك التوترات التى باتت تنذر بهواجس مقلقة بشأن مستقبل السلم الاهلى ولاجل افساح المجال لصوت العقل ليطرح نفسه بدلا من الشعارات والهتافات والمواقف الهشة التى لا طائل من ورائها سوى تاجيج الشحن القومي والطائفى وزيادة الاحتقانات الداخلية ،بات من الضرورى على الجميع الركون الى التروى للحظة والتقاط الانفاس للتمعن في ما سيؤول اليه الوضع نتيجة للتصعيدات الاخيرة بين حكومة الاقليم والحكومة العراقية .
انى لعلى يقين بان جميع الاطراف ،المعنيين بهذا الشأن ،يدركون تماما اية نتائج كارثية ستفرزها تلك التصعيدات اذا ما قدر لها واستمرت وتيرتها على هذا المنوال ، ان غياب او تغييب منطق العقل في حسم المعادلات والازمات السياسية التي باتت تعصف بالعراق سيضر بمصلحة الجميع وفي مقدمتهم المواطن العادي و تلك الفئات الاجتماعية الضعيفة التى ترزح اساسا تحت اعباء ازمات اقتصادية واجتماعية وخدمية اخرى اثقلت كاهلها حتى النخاع .
يوجد في العراق اليوم اكثر من مليون ارملة وعدد الايتام تجاوز الاربعة ملايين بالاضافة الى الملايين من المعوقين اي ان خمس السكان او اكثر بحاجة الى رعاية خاصة من قبل الدولة فلو كَرست الحكومة العراقية جل اهتمامها بهذه الفئات لما كان بامكانها ان تفي بحاجاتهم ومتطلباتهم الاساسية في العيش وتنقلهم الى بر الامان الذي يصبون اليه في غضون اربع سنوات حكمها ،وفي العراق اليوم مستوى الخدمات المقدمة للمواطن باتت سيئة بكل المقاييس المحلية والدولية هذا عدا عن وجود الجماعات الارهابية التى تستغل الوضع الامنى الهش لتحصد بين كل فترة واخرى ارواح العشرات من المواطنين الابرياء ،جريرتهم الكبرى هي انهم ليسوا ضمن قائمة اولويات السادة المسؤولين .
اما في الاونة الاخيرة وعقب تبادل الزيارات بين حكومة بغداد وحكومة الاقليم كان الكثيرين يتأملون الوصول الى حلول مرضية تتناسب وتطلعات الجميع غير ان تلك التاملات لم تدم طويلا حتى تم اثارة مواضيع اخرى لتساهم في تازيم الاوضاع بدلا من ايجاد الحلول لها والاكيد ان السير بالاوضاع نحو التصعيد لايؤدي الا الى فرز المزيد من المشاكل الاخرى واشاعة ثقافة الكراهية تجاه الآخر ومزيدا من التشظي في المواقف والرؤى التى لاتصب في النهاية في مصلحة الاطراف السياسية ذاتهم .
لذا وبغية الخروج من دائرة التوتر وازالة الاحتقانات الموجودة سيكون الجميع بحاجة الى اجراء المزيد من الانشطة الحوارية والجلوس معا لحل المعضلات والمشاكل العالقة بالاستناد الى ما هو مدون في الدستور العراقي وبالالتزام بمباديء حقوق الانسان والمقررات الاممية بشكل متكامل غير مجزء تلك المقررات التى صادق عليها العراق واصبحت تشكل جزءً من التزاماته تجاه المجتمع الدولى ، عوضا عن الالتجاء الى التصعيد او محاولة تهميش واقصاء الاخر.
ان الحوار الجاد والهادف المبني على العقلانية في التصور وقراءة الاخر قراءة صحيحة ودقيقة ليس الخيار الافضل لحل المشاكل القائمة بل برايي هو الخيار الوحيد الذي بامكانه وضع حد لمعضلات استنزفت من الطاقات مالا حصر لها وعلى مدى عشرات السنين .
وان البحث والتقصي حول نقاط الالتقاء والاهداف المشتركة سيكون مدخلا مهما للولوج الى طريق الحل لا الانزواء او اتخاذ مواقف معينة . وختاما اعتقد ان الشعبين الكوردي والعربي لم يعودا بحاجة الى قادة حرب بقدر حاجتهم الى ابطال يصنعون لهم السلام .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحل الاسمى والارقى والمجرب دولة المواطنه الم
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2011 / 10 / 15 - 20:54 )
بعيدا عن المزايدات والترقيعات ومجاملة قوى الفاشية الاقطاعية البدائية القاتله السارقه والمهيمنه باستبدادية مقيته على اهلنا من الناطقين بالكردية في المحافظات المختطفة الثلاث-اي ال برزان وال طالبان-اقول ببناء دولة العراق المدنية القائمة على المواطنة المتساوية كثمرة ناجحة وخيرة منذ222سنه عند انتصار الثورة الفرنسية العظمى التي حررت اوربا كلها من عبودية الاقطاع المقيت وادخلت القارة كلها الى التاريخ الحديث المضئ الديناميكي السائر على طريق التقدم وعندنا في ال222 سنه الاخيرة ادلة ملموسة اولا على امكانية تحقيق ذالك وثانيا وجود عشرات الدول الناجحه ذات التعددية الاثنية والدينية والمذهبية والثقافية ومثل هذه الدولة المقترحه هي المطلوبة بمنطق التطور الاجتماعي السياسي واي منطق اخر هو الانحناء للاقطاع في حين البشرية سائرة وبسرعة للتوحد لاللتفلش بالاسماء المقيتة
البيولوجية الموروثة
العراق شعبه امة -نيشن-واحده لاكردية ولاعربية ولاتركمانية ولاشيعية ولاسنية ولااسلامية الخ الخ الخ وانما وطن لجميع اهل العراق هؤلاء فلنتقدم خطوه للامام
ولنترك قاذورات الماضي والا فسياءكل بعضنا بعضا ونتعفن وننقرض كالديناصورات

اخر الافلام

.. فيديو: الكوفية الفلسطينية تتحول لرمز دولي للتضامن مع المدنيي


.. مراسلنا يكشف تفاصيل المرحلة الرابعة من تصعيد الحوثيين ضد الس




.. تصاعد حدة الاشتباكات على طول خط الجبهة بين القوات الأوكرانية


.. برز ما ورد في الصحف والمواقع العالمية بشأن الحرب الإسرائيلية




.. غارات إسرائيلية على حي الجنينة في مدينة رفح