الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتخابات مجلس الشعب وتخوفات جماهير يناير من الفلول

حسين عبد المعبود

2011 / 10 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


انتخابات مجلس الشعب وتخوفات جماهير يناير من الفلول
هناك تخوفات بين جماهير ثورة 25 يناير من عودة فلول النظام السابق ومن مشاركاتهم في انتخابات مجلس الشعب القادم ، سواء بالترشح ، أو التأييد لما لهم من رصيد سيء عند جماهير الشعب المصري الذي لم ير منهم إلا الظلم ، والطغيان ، والفساد ، والسلب ، والنهب ، وضياع ثروات الوطن ، وعبث بمقدراته ، وإهدار لكرامته طوال أكثر من ثلاثين عاما مضت لم يذق فيها الشعب طعم الحرية ، ولم ينعم فيها بالأمن والأمان .
ولامقارنة بين مايحدث الآن من انفلات أمني ، واعتداء على الأموال والممتلكات العامة والخاصة ، خاصة حوادث السلب ، والاعتداء ، وسرقة السيارات . وما كان يحدث في الماضي من سلب ، ونهب ، واعتداءات على الأموال ، والممتلكات العامة والخاصة ولكن بطريقة ممنهجة ، وبتعتيم إعلامي . أما الآن فتسلط الأضواء على كل صغيرة وكبيرة بالإضافة لأبواق دعاية الفلول التي تمرست على التهويل . والتضخيم كي يلعن الناس الثورة ، ويتمنون لو عاد يوم من أيام مبارك ولكن هيهات فلا عودة لما قبل 25 يناير ، وعقارب الساعة لا تعود إلى الوراء . ناهيك عن ممارسات ما كان يسمي بأمن الدولة ، وما أدراك ما أمن الدولة التي كممت الأفواه ، وسحلت الأبرياء من شرفاء هذا الوطن ، وقتلت الشباب ، وتعقبت كل من قال لا للعبث بمقدرات هذا الوطن ! إما بالقتل ، وإما بتلفيق القضايا والحبس ويكفينا أننا بدأنا نتنفس هواء الحرية ، وبدأ الشعب يشعر بذاته ، ويعتز بكرامته ، وأصبح من حقه ان يقول ويفعل ما كان محروما منه من قبل . وفي كل الأحوال يجب أن نعرف ونعي جيدا أنها ثورة ولا بد من أن ندفع الثمن ونحن مستعدون .
فالشعب يخشى من عودة الرموز الكريهة المتمثلة في الفلول ، لأنها تذكره بالزمن الماضي - السيء السمعة ، وسيء الذكر ، وخوفا من عودة النظام السابق ولو في ثوب جديد ، أوشكل جديد ، وخوفا على الثورة من أن يلتف عليها هؤلاء المزورون ، المزيفون ، الأفاكون ، النصابون ، المتلونون بكل ألوان الكذب والنفاق في سبيل الوصول إلى الهدف ، والتقرب إلى الحاكم . فقد أدمنوا الطبل ، والزمر ، والرقص على الأحبال ولا مانع ، ولا حائل لأي منهم أبدا من أن يقوم بدور القرد فينام نوم العجوز ، ويصنع عجين الفلاحة .
وهي تخوفات مشروعة فمن حق الشعب أن يخشى على ثورته الذي ضحى في سبيلها بأكثر من ألف شهيد ، وأكثر من خمسة ألاف مصاب . ومن حقه أن يحميها من سطو هؤلاء الفلول : بهلوانات السيرك السياسي ، وحملة المباخر ، ومؤلهو الحكام !!!
ومن حقه على ولاة الأمور وهم أعضاء المجلس العسكري من تفعيل قانون الغدر ، لحرمان هؤلاء من الترشح لمجلس الشعب ، بل من حق الشعب على المجلس العسكري أن يحاكم هؤلاء الفلول سياسيا بتهم الفساد والتضليل وتزويرالانتخابات وتزييف إرادة الشعب وإفساد الحياة السياسية وعلى الأقل أن يصدر مرسوما بقانون العزل السياسي لكل الفلول ، ولكل من انتسب للحزب الوطني بغرض الوصول لأي منصب قيادي أو القيام بأي دور سياسي ، وحرمانه من الحقوق السياسية ، وحرمانه من الترشح لمجلس الشعب ، أو أي مجلس ولو حتى عضو مجلس إدارة جمعية زراعية ، أو عضو في ناد صغير في قرية صغيرة .
وهذا ليس إقصاء ولا انتقاما بقدر ما هو قصاص ، فقد أقصوا الشعب وغربوه سنينا طويلة . ولكن الأمر في النهاية لا يدعو للقلق ، لأنهم لن يعودا .. وإن عاد منهم البعض فسيعود بلا قوة ولا سلطان ولن يستطيع أن يفعل ما كان يفعله في الماضي .
هل تستطيع الفلول خوض الانتخابات كما كانت تخوض في الماضي ؟ بعد أن فقدوا حماية ودعم ما كان يسمى بجهاز مباحث أمن الدولة ، الذي كان يطارد خصومهم من شرفاء هذا الوطن ، وينكل بهم دعما لهؤلاء اللصوص السماسرة باعتبار أنهم خدام النظام وقواعده وحواريوه .
هل تستطيع الفلول خوض الانتخابات بطريقتهم القديمة ؟ بدون دعم من كافة أجهزة الدولة وتسخير كافة إمكاناتها المادية ، والمعنوية لصالحهم ، وبدون تصربحات غبية لرئيس الجمهورية تؤيدهم ، وتحث الناخبين على التصويت لصالحهم .
هل تستطيع الفلول خوض الانتخابات دون دعم المحافظين ، وبدون تسخير ميزانية المحافظة لصالحم ؟ فكم من الشيكات الخاصة بنشاطات مراكز الشباب كانت لا تعطى إلا للمرشحين من الفلول ، وكم من الشيكات الخاصة ببناء المساجد أو المآذن أو حتى فرش المساجد كانت لا تعطى إلا للمرشحين من الفلول لدعمهم انتخابيا ، وقس على ذلك محولات الكهرباء ، وأعمدة الإنارة ، ومواسير المياه ، ، والصرف الصحي .
هل تستطيع الفلول خوض الانتخابات دون استخدام سيارات الوحدات المحلية في تحركاتهم برفقة المسؤلين في التغطية الإعلانية لدعايتهم الانتخابية .
هل تستطيع الفلول خوض الانتخابات دون دعم وزارة الداخلية المسئول الأول عن كل ما تم من تزوير ؟ بدءا من العبث بكشوف الناخبين ، وانتهاء بإطلاق الساقطات ، والبلطجية ، وأرباب السجون للاعتداء على المرشحين المعارضين ، وعلى مؤيديهم ، ومناصريهم ، وإلقاء القبض على البعض منهم ، واعتقال بعض الناشطين من الجماعات الدينية ، ومن الأحزاب السياسية حتى لا يذهب منهم أحد إلى لجان الانتخابات ، فيسهل التزوير تحت عنوان ما كان يسمى بتقفيل الصناديق لصالح مرشحي الحكومة .
هل تستطيع الفلول خوض الانتخابات بقوة ، دون الاحتماء بما كان يسمى حزب الرئيس ، أو رجال الرئيس ، أو المقربين من جمال ، أو السيدة سوزان ، أو ما أطلق عليه زورا وبهتانا لجنة السياسات ؟
لا والله لن يستطيعوا خوض الانتخابات بقوة ، ولكن خلسة !! خاصة بعد أن تم خلع كبيرهم ، وحبس زعمائهم ، وحل حزبهم ، فقد تفرق جمعهم ، وتشتت شملهم ، وانظروا إليهم الآن تجدوا أنهم قد أصبحوا ضعفاء ، لا حول لهم ، ولا قوة وإلا لما تفرقوا وانضموا لبعض الأحزاب الضعيفة للترشح على قوائمها ، لأن هذه الأحزاب لو لم تكن ضعيفة ما قبلتهم ، ومن لم يجد منهم حزبا يقبله آثر أن يخوض الانتخابات منفردا على المقاعد الفردي في محاولة يائسة .. فكل أمانيهم الحصول على الحصانة خوفا من المحاكمات التى قد تلاحقهم إن عاجلا أو آجلا .
فكيف يشكلون قوة وقد تفرقوا فرادى وجماعات داخل الأحزاب وخارجها بعد أن كانوا كتلة واحدة تسمى كتلة المصلحجية تحت اسم مستعار اسمه الحزب الوطني المنحل بحكم محكمة ؟
قد ينجح منهم البعض ، ولكن لن يشكل خطرا ، لأنهم لن يكونوا مؤثرين ، فبما أنهم لا يمتلكون فكرا ، وليست لهم رؤية فلن يكون لهؤلاء الفلول تأثير على الأحزاب ، أي أنهم لن يستطيعوا فعل شيء مما نتخوف منه : كتجمع قوي داخل الأحزاب ، أو تشكيل أغلبية ، أو لوبي ( مجموعة ضغط ) داخل البرلمان تؤثر في وضع دستور جديد للبلاد ، أو اختيار رئيس الجمهورية ، أو عودة النظام القديم ، أو إنتاج نظام جديد مشابه للنظام السابق .
ويجب على جماهير يناير أن تقوم بحملات توعية لإرشاد الشعب ، وإرشاد الناخبين على طرق وألاعيب الفلول ، والعمل على مقاطعة قوائم الأحزاب التي تضم أسماء لبعض الفلول ، وكذلك مقاطعة أي مرشح من الفلول أو من يمثلهم ، فقد لا يترشح البعض منهم ولكن يقوم بدفع بعض المقربين والممثلين لهم ليعبروا عن مصالحهم داخل البرلمان .
وعلى كل حال فالأمر لا يدعوا إلى القلق ، فلن يكون لمن عاد منهم شوكة ، والشعب قد وعى الدرس ، وأصبح من الوعي أن يختار المعبرين عن مصالحه ، والمنحازين لكرامته ، والمؤمنين بالحرية ولن يسمح أبدا بعودة مناصري الاستبداد والظلم والطغيان وأصحاب المصالح الشخصية وما دمنا نؤمن بالحرية فلا بد ان نحترم نتيجة الديمقراطية .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -أمام إسرائيل خياران.. إما رفح أو الرياض- | #مراسلو_سكاي


.. استمرار الاعتصامات في جامعات أميركية.. وبايدن ينتقد الاحتجاج




.. الغارديان: داعمو إسرائيل في الغرب من ساسة وصحفيين يسهمون بنش


.. البحرين تؤكد تصنيف -سرايا الأشتر- كيانا إرهابيا




.. 6 شهداء بينهم أطفال بغارة إسرائيلية على حي الزهور شمال مدينة