الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيان بمناسبة ذكرى الإعلان العالمي لحقوق الأنسان

حزب الحداثة و الديمقراطية لسورية

2004 / 12 / 12
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


أيها السوريون :

تشكل الذكرى السادسة و الخمسين لإصدار الجمعية العامة للأمم المتحدة إعلانها العالمي لحقوق الإنسان ، مناسبة مهمة لإلقاء مزيد من الضوء على الواقع المعقد لحقوق الإنسان في سورية ، هذا الواقع الذي يشغل انتهاك النظام القمعي في سورية لحقوق الإنسان السوري حيزا واسعا منه و إن كان لا يحتله بتمامه .
فإذا كان استمرار هذه الانتهاكات من جهة النظام يجعل من الحفاظ على مطالبته بوضع حد لها ، على رأس أجندة الفعاليات السياسية و المدنية المعارضة و تلك المعنية بحقوق الإنسان في سورية ،أمرا مهما و مفهوما ، إلا أن النظام الديكتاتوري السوري و من موقع حيازته لكل القوة و السلطة و التهامه للسياسة و تفرده بمقدرات الدولة و انكبابه المفرط على صون مصالحه ، لا يجد نفسه معنيا ليس بالاستجابة لها فقط بل حتى مجرد التعاطي معها أو تلقيها على محمل الجد...! ، و هو بذلك لا يفوت فرصة إلا و يثبت أنه لا يخضع إلا لمنطق القوة و الغلبة ، و لا يصغي إلا لما يهدد بقاءه في السلطة ، و في ذلك ما يهدد قطاعات واسعة من الشارع السوري باليأس و يدفعها إلى القبول بالمنطق الذي لا يفهم سواه النظام الذي يقمعهم و يفقرهم، دون النظر إلى جهته و هويته ، ( و هذا ما أفصحت عنه فعلا دراسة ميدانية قام بها حزب الحداثة و الديمقراطية لسورية مؤخرا في الداخل و في أوساط الشباب بين 18- 30 عاما ، و رغم استحالة دقة نتائجها تبعا لسريتها و لعوامل كثيرة أخرى ، إلى أنها تشكل مؤشرا لا يمكن إهماله) . الأمر الذي يؤكد كارثية الحال الذي وصل إليه السوريون بحيث صاروا يفضلون دموية الحرب و كلفة الدمار على استمرار وضعهم على حاله تحت سقف الاستبداد و الخوف و الفقر .
على أن ما تثيره الذكرى السنوية للإعلان العالمي لحقوق الإنسان لا يقف عند حدود ممارسة النظام لدكتاتوريته الفظة و انتهاكه الصارخ لتلك الحقوق ، بل تأخذنا أبعد من ذلك إلى حيث الأزمة أكثر عمقا و تعقيدا عنوانها فشل ثقافة حقوق الإنسان في سورية ، و استمرار تعاظم القطيعة بين ثقافة السوريين السائدة و المؤسسة على التراث المعني بحقوق السماء ، و بين ثقافة العقل الحديث المتمركزة حول الإنسان ، و حيث لا يخفى دور النظام في ترسيخ هذه القطيعة و تعميقها من خلال تغييبه للرأي الآخر وخوفه ثم نفوره من الحوار و تحريمه النقاشات العامة و توسيعه لمساحة المحرمات الشاسعة أصلا و إعاقته ثم منعه قوى المجتمع المدني من العمل وفق صيرورة تحديثية تستبدل الو لاءات الضيقة بولاءات عقلانية حديثة ، فأقفل الباب نهائيا أمام تحديث الأنظمة الفكرية و المعرفية التي يمكنها هي فقط إنجاح ثقافة حقوق الإنسان بجعلها إياه مركزا و غاية و مرجعية .
أن أهمية التنويه و الإشارة إلى ذلك يكتسب أهميته من استعصاء هذا الجانب من الأزمة و طابعه الذاتي الأكثر التصاقا ، و احتلاله لجزء من المسكوت عنه في خطاب المعارضة السورية و مواقفها عند التطرق إلى مشكلة حقوق الإنسان في سوريا .
و بأخذ الاعتبار لما سبق و لأن النظام ( لحسن الحظ ) يجيد التعاطي تماما مع الضغوط الأمريكية ، ليس من أجل وقاية البلاد من الحرب و الخسائر البشرية الفظيعة و المادية الباهظة ، بل لتجنب مصير توأمه العراقي سيء الصيت و الطالع ، لذلك سيكون مجديا بهذه المناسبة أكثر:
1- العمل الدائم على إيجاد وسائل تتيح ضغطا أكبر على النظام من خلال تفعيل الأدوات الاحتجاجية و تطويرها النوعي ، والسعي لتحريك الشارع الساكن و تحريره من الخوف قدر الإمكان .
2- مطالبة العالم الديمقراطي بالضغط السياسي و الدبلوماسي على نظام القمع السوري من أجل الإفراج عن كافة معتقلي الرأي السوريين و إلغاء قوانين الطوارئ و الأحكام العرفية و
المحاكم الاستثنائية وإيقاف كل أشكال التمييز ضد السوريين الكرد و القوميات الأخرى ، و الكف عن نزع السياسة من المجتمع و العمل على احترام حقوق الإنسان السوري كما نصت عليه الشرعة الدولية في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان
2- دعوة السوريين إلى مواجهة أساسية مع الذات عبر فتح الأضابير و الملفات الممنوعة بفعل قوة المقدس و حرمة التابو و من خلال البدء بحوارات عامة لا تخشى القمع أيا كانت جهته ( ظلامية النظام أو ظلامية قوى المراوحة و السكون و الماضويين ) يبدأ بها المثقفون و المفكرون و تنطلق من أروقة المنتديات الثقافية و الأحزاب السياسة ، و من ثم العمل على نقلها إلى الشارع السوري عبر إبداع آليات مناسبة لذلك . الأمر الذي يمكن أن يكون بداية حقيقية لانتصار فلسفة حقوق الإنسان في الوطن السوري .


معا من أجل سورية حديثة و ديمقراطية
حزب الحداثة و الديمقراطية لسورية
لجنة إدارة الخارج
10122004

www.hadatha4syria.com
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فلسطينيون يرحبون بخطة السداسية العربية لإقامة الدولة الفلسطي


.. الخارجية الأميركية: الرياض مستعدة للتطبيع إذا وافقت إسرائيل




.. بعد توقف قلبه.. فريق طبي ينقذ حياة مصاب في العراق


.. الاتحاد الأوروبي.. مليار يورو لدعم لبنان | #غرفة_الأخبار




.. هل تقف أوروبا أمام حقبة جديدة في العلاقات مع الصين؟