الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأمة مصدر السلطات

محمود عبد الحى

2011 / 10 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


أنت لا تحب جماعة الاخوان المسلمين ...لا تهمنى إجابتك .
أنت تخاف من جماعة الاخوان المسلمين ... إذن لم تصل الثورة إليك بعد ! .

إذن أنت آسير لدى مبارك و نظامة و يجب علينا أن نحررك من هذا الآسر ، دعنا إذن نتخلص من الدعاوى "المطاطية" والافكار "المسيلة للدموع" التى زرعوها بداخلك ليلاحقك "دخانها" المسموم أينما ذهبت ، لقد علموك أن تخاف و علمتك الثورة أن تتعامل و تتغلب على خوفك .

مازال شبح الحزب الوطنى يطارد أفكارك ، و دولة المخلوع البوليسية تزاحم خيالاتك ، تذكر أنك أنت أيضا من زلزلات الارض تحتهم و أنهم لا شىء أمام إرادتك .

يهتم البعض كثيرا بأفكار الاخوان المسلمين و أقولهم و أفعالهم ، و لا يهتم البعض بمصر و شعبها ، هل تعتقد أن هناك قوى سياسة أيا ما كانت تستطيع أن تشكل الشعب و الوطن المصرى طبقا لرغباتها و أحلامها !! .

واهم من يعتقد ذلك ، لقد وصلت مصر لمرحلة من الانحدار الغير مسبوق فى حياة هذا الشعب ، و بكل المؤاشرات الدولية التى تتحدث عن الفقر فى مصر و البطالة و الامراض و تدنى مستوى الخدمات و الفساد المستشرى فى كل أنحاء الجسد المصرى .

إن كل هذة الكوارث و المصائب و الانفجارات تصطدم بأحلام الوصول للسلطة لدى أى فصيل أو تيار سياسى فى بر مصر ، لقد أصبحت السلطة فى مصر كابوس و ليست مغنم .

قد تختلف مع أفكار جماعة كالاخوان المسلمين و ترى أنهم لا يقدمون أى شى عملى يخدم الشعب المصرى أكثر من اللعب على وتر التدين و مغازلة المشاعر الدينية لدى الشعب المصرى المتدين بطبعة ، و قد يكون ذلك صحيحاً ، لكن هل سيكتفى الشعب المصرى الذى يعيش حالة من "الثورة الصامتة" منذ سنوات و حالة "الثورة المتفجرة" منذ 25 يناير فقط بشعارات دينية لتيار من المفترض أن وصولة لسدة الحكم جاء بأصوات هؤلاء ؟ .

قد تكون عمليات قمع السلطة السابقة للاخوان المسلمين هى أحد أهم أسباب تعاطف شريحة كبيرة من الشعب المصرى معهم رغم خوائهم الفكرى ، و ماذا الان ، و ماذا لو افترضت معك وصولهم للسلطة ؟ّّّّّ! .

الاجابة واضحة كالشمس فى كبد السماء ، إذا لم يستطيع هؤلاء أن يحققوا أحلام و طموحات المصريين التى تمس معاشهم اليومى من فقر و بطالة و صحة و غذاء و مسكن ...إلخ ، لن يصبر عليهم أحد و لن يتمكن هؤلاء من الثبات فى الحكم .

لقد كان من السهل فى وقت غابر مضى و فى عصر بائد ذهب بلا رجعة أن يزور حزب السلطة انتخاباتة التى لم تكن تتعدى نسبة المشاركة فيها 2 أو 3 % من مجموع من لهم حق التصويت من الشعب المصرى ، و لكن اليوم فى توقعات تصل بنسبة المشاركة لاكثر من 70% على الاقل لم يعد يمكن لاحد أن يعبث بإرادة شعب ذاق أخيراً حلاوة حرية الارادة و الاختيار .

إن هذا الشعب الذى نجح في إلحاق الهزيمة بقوات "القمع المركزي" ، و صمد أمام الجمال و شلالات البلطجية التي غمرتهم في ميدان التحرير في موقعة الجمل ، تكونت لدية حالة من المناعة ضد الخمول و العجز و الاستسلام، إن مكسب الثورة الحقيقى هو نجاحها فى اقتلاع الخوف من العقول و القلوب لهذا الشعب فلا تعود بنفسك و بنا إلى فترة ما قبل الثورة .

مهما أراد الجميع فإن "أوامر" الشارع الثائر المتحمس لتصحيح مسار بلادة المدمرة و المنهوبة و المنكوبة جراء هذا الوباء الذي تفشي طوال الثلاثين عاماً ، ستكون هى الكلمة العليا الفعالة فى مواجهة الجميع .

تعلم دائما أن يكون رهانك على الشعب وحدة ، و حريتك هى حق من حقوقك التى انتزعتها أنت وحدك ، و أن زمن الخوف قد انجلى وانطوت صفحتة في كتاب الثورة الكبير .

إن الأمة هى مصدر السلطات ، و الشعب هو حامى الشرعية ، أنت جزء من هذة الأمة فاشترك فى صناعة مستقبلك و لا تكتفى فقط بلعن الواقع ، كن فاعل فى المواجهة وأعيد بناء نفسك ولا تلقى باللوم على قوة خصمك فى الحلبة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاتحاد الأوروبي.. مليار يورو لدعم لبنان | #غرفة_الأخبار


.. هل تقف أوروبا أمام حقبة جديدة في العلاقات مع الصين؟




.. يديعوت أحرونوت: إسرائيل ناشدت رئيس الكونغرس وأعضاء بالشيوخ ا


.. آثار قصف الاحتلال على بلدة عيتا الشعب جنوب لبنان




.. الجزائر: لإحياء تقاليدها القديمة.. مدينة البليدة تحتضن معرض