الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار مع السيد إسماعيل حمه – سكرتير حزب يكيتي الكردي في سوريا

مصطفى اسماعيل
(Mustafa Ismail)

2011 / 10 / 15
مقابلات و حوارات


مصطفى إسماعيل : يبدو حزب يكيتي الكردي في القلب من جملة أحداث وتطورات تشهدها الساحة الكردية والسورية مع انطلاقة الانتفاضة الشعبية السورية, وهي المرة الأولى في تاريخ الحركة السياسية الكردية ربما التي تشهد فيها أحزابها هذا الكم من الانتقادات من الحراك الشبابي في الشارع الكردي وصولاً إلى مطالبتها بالرحيل, ولكن هل الأحزاب الكردية خارج التغطية فعلاً, وهل لا تزال تعيش على قيد جريدتها المركزية, وبياناتها الفوتوكوبي من بعضها, هل هي منخرطة في الحراك أم هي مكتفية بصفة المراقب مع كم هائل من الحسابات الحزبية الدقيقة ؟. لأجل الرد على جملة الهواجس والأسئلة المشروعة تلك كان هذا الحوار مع السيد إسماعيل حمه سكرتير حزب يكيتي الكردي في سوريا :

السيد إسماعيل حمه – سكرتير حزب يكيتي الكردي في سوريا :

• توحيد المعارضة هو شرط أساسي من شروط نجاح الثورة وبلوغ أهدافها.
• تصدع الكتلة الكردية بين إعلان دمشق وهيئة التنسيق الوطني, لذا فقدت الكتلة الكردية الكثير من ثقلها.
• انسحبنا من هيئة التنسيق الوطنية بسبب الفقرة المتعلقة بالقضية الكردية.
• كل الأطر الكردية الآن غير مفعلة.
• مؤتمرات المعارضة السوري في الخارج هي دعائية أكثر منها عملية, والشخصيات الكردية فيها تبحث فقط عن الحضور والدور الشخصي.
• المستقبل في سوريا هو للدولة الديمقراطية والنظام الديمقراطي البرلماني التعددي.
• الحكم الذاتي ليس شعاراً أو تميمة, بل هو مشروع سياسي لحل القضية الكردية في سوريا.
• حزب يكيتي يقدم نموذجاً حزبياً ديمقراطياً فريداً.
• مبادرة الأحزاب الكردية هي الأب الشرعي لكل المبادرات السورية والإقليمية والدولية حول سوريا.
• الذهاب إلى المؤتمر الوطني الكردي اليوم هو ضرورة قصوى وشرط من شروط التفاعل الكردي الدينامكي النشط والفعال مع الثورة السورية.
• أعلنا منذ اليوم الأول للثورة السورية مشاركتنا في التظاهرات في المناطق الكردية, وانخرطنا فيها بكامل ثقلنا الحزبي.

مصطفى إسماعيل : لماذا وقعتم على وثيقة هيئة التنسيق الوطني المعارضة وانسحبتم منها بعد أقل من شهرين وبهذه السرعة؟.

إسماعيل حمه : ذهبنا إلى الحوار مع المعارضة, في إعلان دمشق والتجمعات الأخرى الموجودة مثل التجمع الوطني الديمقراطي والتجمع اليساري الماركسي( تيم), لهدف واحد وهو توحيد المعارضة السورية في الداخل في هيئة أو إطار موحد, لأننا نعتقد أن توحيد المعارضة هو شرط أساسي من شروط نجاح الثورة وبلوغ أهدافها, وقد شجعنا في هذا المسعى ولعب مثل هذا الدور ككتلة كردية بعض أطراف المعارضة العربية, فذهبنا لتوحيد المعارضة وإذا بنا ككتلة كردية ننقسم على انقساماتها, طبعا موقفنا منذ البداية كان مع بقاء الكتلة الكردية موحدة وأن يكون لها شخصية اعتبارية مستقلة دون التماهي في أي إطار يلغي شخصيتها, وكانت الفكرة بالأساس هي تأسيس هيئة تنسق العمل بين التجمعات الأربعة الموجودة (أحزاب الحركة الوطنية الكردية وإعلان دمشق والتجمع الوطني الديمقراطي والتجمع اليساري الماركسي) دون أن نلغي أي من هذه الأطر, ولكن مع تصدع الكتلة الكردية بين إعلان دمشق وهيئة التنسيق الوطني, تأكدنا أن الكتلة الكردية فقدت الكثير من هيبتها وثقلها لأنها بعد ذلك ستصبح مجرد ملحقات وتوابع للقوى العربية في هذه الأطر لا تملك التأثير في قراراتها, ولذلك عدنا إلى اجتماع الأحزاب الكردية وطرحنا فكرة الانسحاب من الإطارين ( إعلان دمشق وهيئة التنسيق الوطني ) والعودة إلى الفكرة الأساسية التي تحركنا على أساسها منذ البداية وإنشاء هيئة تنسيق ثلاثية الأطراف هذه المرة تضم ( أحزاب الحركة الوطنية الكردية وإعلان دمشق وهيئة التنسيق الوطني ) ودون أن نلغي الشخصيات الاعتبارية لهذه الكتل الثلاثة, على أن تلتزم جميع الأطراف بالنص الوارد في المبادرة الكردية حول القضية الكردية التي أعلناها في شهر أيار نصاً وروحاً ودون تغيير, وقد وافقت معظم الأحزاب على الفكرة واتخذت قرار المضي في هذا الخيار, ولكن الأحزاب الكردية في إعلان دمشق ماطلت في تنفيذه حتى اليوم دون أن نعرف الأسباب حتى الآن, وارتأينا تنفيذ هذا القرار من جانبنا دون أن ننتظر الآخرين وخاصة أن البند المتعلق بالقضية الكردية أيضاً لا يطابق نص المبادرة الكردية وفيها بعض اللبس وتحتمل الكثير من التأويلات.

مصطفى إسماعيل : أسباب ودوافع انسحابكم من هيئة التنسيق غير مقنعة, هل قمتم بالتوقيع على الوثيقة دون قراءتها, وهل هنالك أسباب أخرى خارج المعلنة من قبلكم ؟.

إسماعيل حمه : هناك سببين لانسحابنا من هيئة التنسيق الوطني الأول : لم نكن راضيين لما حدث للكتلة الكردية من انقسام منذ البداية, وقد كان قرارنا في اللجنة المركزية هو سحب توقيعنا على الوثيقة, منذ أن عاد ممثل حزبنا من دمشق ولذلك لم نحضر أي من اجتماعاتها, الأول والسبب الثاني كان له علاقة بالفقرة المتعلقة بالقضية الكردية التي وردت في الوثيقة السياسية. بينما تأخرنا في الإعلان كان بسبب القرار الذي اتخذناه في اجتماع الأحزاب الكردية وانتظارنا لهم بتنفيذ القرار الذي تم اتخاذه كما ذكرت آنفا في معرض الإجابة على السؤال.

مصطفى إسماعيل : أين أنتم من لجنة التنسيق الكردية الآن, هل انتهت مدة صلاحيتها مع الأزمة السورية, وما آفاقها؟.

إسماعيل حمه : كل الأطر الكردية الآن غير مفعلة ( هيئة التنسيق الكردية, المجلس السياسي, المجلس العام للتحالف) لأننا نبحث عن صيغة أكثر تطوراً وشمولية من الصيغ الموجودة تؤدي إلى إلغاء وحل كل هذه الأطر وتوحيدها في إطار موحد جديد, ونعمل منذ أكثر من ثلاثة أشهر على فكرة عقد مؤتمر وطني كردي موحد تنبثق عنه هيئات جديدة تتولى هي مهمة إدارة العملية السياسية والنضالية بدل كل هذه الأطر
.
مصطفى إسماعيل : لماذا مقاطعتكم لأنشطة المعارضة السورية في الخارج, وما هو موقعكم الآن على خارطة القوى السياسية في المشهد السوري الراهن ؟.

إسماعيل حمه : ليس لدينا كحزب أي قرار بمقاطعة الأنشطة السورية في الخارج, ولم ندعو كحركة و كأحزاب بشكل رسمي إلى أي من هذه الأنشطة, ونعتقد أن لذلك أسباب كثيرة, أبرزها أن المؤتمرات التي تعقد حتى اليوم هي دعائية أكثر منها عملية تبحث عن قيادة موحدة ولذلك لا تهتم الجهات الداعية والمنظمة لهذه المؤتمرات عن القوى المؤثرة على الأرض لخدمة الثورة وأهدافها, بل تبحث عن ديكورات شكلية توحي بتمثيل قوى الثورة, ولذلك فهي تفضل أن تمثل الجانب الكردي شخصيات مستقلة لا تملك مشاريع سياسية, بل تبحث عن حضور ودور ما, ليس إلا.

مصطفى إسماعيل : ما هي قراءة حزبكم لراهن ومستقبل سوريا ظل الأزمة الحالية ؟.

إسماعيل حمه : سوريا دخلت مرحلة جديدة بعد الخامس عشر من آذار, تاريخ بدء الانتفاضة الشعبية, ومن الاستحالة أن تعود كما كانت قبل هذا التاريخ والعودة إلى نموذج الدولة البوليسية التي عرفناها على مدى أكثر من أربعين عاما, والمستقبل في سوريا هو للدولة الديمقراطية والنظام الديمقراطي البرلماني التعددي التي سيتم فيه تداول السلطة عبر الانتخابات والآليات الديمقراطية المتعارف عليها عالمياً.

مصطفى إسماعيل : هل بقي شيء من شعار الحكم الذاتي للكرد في سوريا بعد الاعتقالات التي طالت قياديي حزبكم وانشقاق الحزب تالياً, وهل تنوون القيام بعملية إصلاح حزبية أيضاً, لأن المنطقة من حولكم تتغير؟.

إسماعيل حمه : الحكم الذاتي ليس شعاراً أو تميمة نعلقها على صدورنا, بل هو مشروع سياسي رصين وواضح المعالم لحل القضية الكردية في سوريا, لم نضعه لغايات تكتيكية لنتخلى عنه بعد ذلك, وأعتقد أن التحولات الكبرى والعميقة التي ستفرزها هذه الثورة الشعبية في سوريا ستجعل من هذا المشروع أكثر واقعية وقابلية للتطبيق في المنطقة الكردية, لأنه حسب رأينا هو الأكثر تلبية لطموحات شعبنا الكردي. أما بخصوص عملية الإصلاح في حزبنا فهي مستمرة ولم تتوقف لحظة واحدة بفضل الآليات الديمقراطية التي يلتزم بها الحزب في حياته الداخلية والوعي الديمقراطي الرفيع لكوادره, وأقول ذلك ليس من باب الدعاية الحزبية الفجة, فحزبنا في الحقيقة يقدم نموذجاً حزبياً ديمقراطياً فريداً, عجزت عن تحقيقه حتى الآن معظم أحزابنا الكردية بل الأحزاب في المنطقة.

مصطفى إسماعيل : أطلقتم في حزب يكيتي مبادرة مع مجموعة أحزاب كردية منذ بدايات الأزمة السورية, ولكن خارج البيانات المشتركة لا نعثر على أي عمل مشترك يجمعكم في الشارع, هل المبادرة قادرة على تقديم الإجابات عن الحالة الكردية الخاصة والسورية العامة, وهل يمكن التأسيس عليها ؟.

إسماعيل حمه : المبادرة الكردية أطلقت في سياق الأزمة التي تشهدها سوريا, وقد كانت المبادرة الوحيدة التي أطلقت في حينها, وجاءت لترسم خارطة طريق للخروج من الأزمة, والانتقال إلى نظام ديمقراطي برلماني تعددي بأقل التكاليف, وقد جاءت بعدها الكثير من المبادرات التي تحمل نفس المضامين من جانب المعارضة ومن جانب جهات دولية وإقليمية, ولكن استمرار النظام في استخدام العنف واعتماد الحل الأمني والعسكري في معالجة الأزمة جعلت منها وغيرها من المبادرات مجرد تمنيات ورغبات ليس لها رصيد في التطبيق العملي. ولكنها رغم ذلك لازالت تحتفظ بحيويتها وقادرة على تقديم بعض الإجابات وليس كلها على الحالة الكردية والسورية ويمكن التأسيس عليها إذا توفرت المناخات المناسبة.
هذه المبادرة كانت الورقة الوحيدة التي تمكنا كأحزاب الحركة الوطنية الكردية الاتفاق عليها حتى الآن, عدا عن البيانات والبلاغات التي تتناول العموميات في الشأن السوري, وذلك لأننا في أحزاب الحركة الوطنية لازال لدينا الكثير من التباينات في وجهات النظر حول العديد من القضايا الأساسية, منها الموقف إزاء الثورة السورية والحراك الكردي ومآلات تطور الأوضاع في سوريا والمشروع السياسي لحل القضية الكردية وغيرها من الأمور, ونذهب للمؤتمر الوطني الكردي الذي سيحضره عدد كبير من الفعاليات المستقلة بالأساس لنخرج بمساعدة هذه الفعاليات برؤى موحدة تنهي تعدد المواقف والتباينات في الخطاب الكردي حول العديد من المسائل الأساسية المطروحة أمامنا اليوم.

مصطفى إسماعيل : في الآونة الأخيرة طرح مجدداً موضوع مؤتمر وطني كردي جامع, ولكن العصي وضعت في عجلاته, من المسؤول : الهيئة المستقلة أم الأحزاب, ما موقفكم من المشروع, وهل تجدون ثمة ضرورة لانعقاده ؟.

إسماعيل حمه : الذهاب إلى المؤتمر الوطني الكردي اليوم هو ضرورة قصوى وشرط من شروط التفاعل الكردي الدينامكي النشط والفعال مع الثورة السورية ومعطياتها ومآلاتها للأسباب التي ذكرتها في الجواب السابق وثانياً لحاجتنا إلى توحيد أكبر قدر ممكن من الطاقات التي يملكها الشعب الكردي وهي كبيرة, ليرتقي أدائه إلى السويات التي تعكس ثقله الحقيقي في المعادلة الديمغرافية والسياسية السورية, ولا أحمل أية جهة بذاتها مسؤولية عرقلة المشروع , لأن المشروع لم يعرقل فهو مشروع كبير وطموح كان يحتاج للوقت الكافي لينضج ليحقق شروط نجاحه, وقد دخلنا في الصياغات النهائية له, ليتحول من مجرد فكرة إلى مشروع عملي قابل للتحقيق وأعتقد أنه بات من الممكن أن نتحدث عن فترة أيام لانعقاد هذا المؤتمر.

مصطفى إسماعيل : قبل فترة تم اعتقال أحد قياديي حزبكم في منظمة كوباني, على خلفية مشاركته في تظاهرات مناهضة للنظام, رغم أنكم لم تنخرطوا عملياً وموقفياً في التظاهرات, لماذا الموقف الرمادي للأحزاب الكردية من الانتفاضة الشعبية السورية ؟.

إسماعيل حمه : يمكن أن اجيب عن موقف حزبي في هذا الصدد ولست معنيا بالإجابة عن الآخرين, فنحن أعلنا منذ اليوم الأول مشاركتنا في التظاهرات في المناطق الكردية, وانخرطنا فيها بكامل ثقلنا الحزبي وهذه حقيقة يعرفها كل المتابعين لهذا الحراك, ولم نتبنى أي موقف رمادي إزاء الثورة واعتبرنا نفسنا جزءاً منها منذ انطلاقتها, وأصدرنا بيانات عديدة بهذا الخصوص, وقد اعتقل من رفاقنا وكوادرنا الحزبية ما يوازي أو يزيد عن الحجم الكلي للمعتقلين الكرد من الأطراف الأخرى على خلفية المشاركة في هذه التظاهرات.

ملاحظة : أجري هذا الحوار مع السيد إسماعيل حمه سكرتير حزب يكيتي الكردي في سوريا منتصف شهر سبتمبر/ أيلول 2011 من أجل العدد ( صفر ) من نشرة الإصلاح الكردي الشهرية التي أقوم بتحريرها والتي صدرت مطلع الشهر الجاري.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الشفافية
نايــــا ( 2011 / 10 / 15 - 20:32 )
ورد في النص أن -الحكم الذاتي ليس شعاراٍ أو تميمة لتعلق على الصدور الكردية، بل هو مشروع سياسي رصين وواضح المعالم لحل القضية الكردية في سوريا- فلماذا تم الاعتراض، قبل الانسحاب من المؤتمر، على تسمية سوريا بـ -الجمهورية العربية السورية- ؟ كيف يمكن نكران قومية الآخر والمطالبة بقوميتنا ؟؟ أليس في هذا الموقف تناقض مبدئي ؟
للأسف الردود غير كافية ولم تعط فكرة واضحة عن حقيقة الخلافات والسبب الذي دعى الوفد الكردي للانسحاب من الإطارين... ولا عن البند السوري المتعلق بالقضية الكردية أو عن نص المبادرة الكردية000 ما ينقص العمل السياسي للأحزاب هو الشفافية، ولا أستغراب من أن جيل الشباب الثوري الذي ينتفض في أنحاء الوطن العربي أدار وجهه عنها ولم يُعر الأحزاب التقليدية ولا طريقة عملها أوتفكيرها أدنى اهتمام... فهو يريد أن يرى مستقبله بنظرة جديدة لا تشوبها مخلفات الماضي البيرقراطي الحزبي وشوائبه

اخر الافلام

.. نتنياهو: غانتس اختار أن يهدد رئيس الوزراء بدلا من حماس


.. انقسامات داخلية حادة تعصف بحكومة نتنياهو وتهدد بانهيار مجلس




.. بن غفير يرد بقوة على غانتس.. ويصفه بأنه بهلوان كبير


.. -اقطعوا العلاقات الآن-.. اعتصام الطلاب في جامعة ملبورن الأست




.. فلسطينيون يشيعون جثمان قائد بكتيبة جنين الشهيد إسلام خمايسة