الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القضايا العليا في انتظار المأساة

ساطع راجي

2011 / 10 / 15
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


توقيع الاتفاقية الامنية بين العراق والولايات المتحدة عام 2008 ووضع سقف زمني لانسحاب القوات الامريكية كان جرس تنبيه لحسم وانجاز الكثير من الملفات التي تشكل قضايا عليا ومصيرية بالنسبة للعراق ليست الجاهزية الامنية الا واحدا من تلك الملفات ورغم انه ليس أهمها إلا انه استحوذ على كل الاهتمام متفردا بالنقاش والجدل في مجالات السياسة والاعلام.
مشكلة المناطق المتنازع عليها من التحديات القائمة بوجه العملية السياسية منذ عام 2003، ونبه الامريكان اكثر من مرة لخطورة الوضعين الامني والسياسي في هذه المناطق وتأثيرهما على مصير العراق وتتصاعد بين فترة واخرى سيناريوهات مخيفة في حين تصر القوى السياسية على التعامل مع هذه المشكلة بنفس الآلية العقيمة التي تعتمدها في مواجهات كل الازمات والمشاكل عبر التيه في تفسيرات النصوص والتراشق الاعلامي وتشكيل اللجان والبحث عن تمويل حتى تبين ان الزعامات والقوى السياسية لا تميز بين القضايا اليومية والقضايا المصيرية.
القوى السياسية تمسكت بمواقفها من قضية المناطق المتنازع عليها وحافظ كل طرف على جمود متطرف في موقفه وتحولت القضية الى مصباح سحري لحشد الاصوات في الانتخابات ومناسبة لبناء علاقات عامة عابرة للحدود واستحصال دعم عبر بكائيات متبادلة على الضحايا من المواطنين الذين تهدر ارواحهم بسبب التحريض السياسي او ضعف المؤسسات نتيجة التطاحن بين الاطراف المختلفة وما يرافق ذلك من تهجير وتهميش واحتقانات واهمال وتمييز.
التأثير المدمر لتعليق الاوضاع في المناطق المتنازع عليها لا تُدرَك حدوده وعدا سياسة التصعيد والتهدئة بالتعاقب لا يجرؤ أي طرف على القيام بمبادرة فعلية لانهاء الازمة وراحت الحلول الجزئية تتناثر مخلفة المزيد من التوتر مرة عبر الدعوات لتشكيل محافظات جديدة او بناء مؤسسات أمنية لكل مكون قومي او ديني، ويحافظ الزعماء الكبار على صمتهم تجاه ما يحدث في هذه المناطق حفاظا على الاتفاقات السياسية وخارطة توزيع المناصب، واذا ما نطق أحدهم بشيء فأنه لا يتجاوز الشعارات الانتخابية المألوفة أو عبارات المجاملة عن التآخي والوحدة والتماسك.
لقد مرت سنوات على الانقسام الحاد في نينوى والاحتقان في كركوك وتتصاعد المواجهة الامنية في ديالى بين وقت وآخر ويتصور الساسة ان الامور ستبقى على هذا الوضع المفيد سياسيا لهم حيث لا افراط ولا تفريط وتبقى الازمة ماكنة منتجة لكن منهج الوقوف على الحافة هذا غير مأمون النتائج ولا يمكن لأحد الادعاء بأنه يسيطر على مقاليد جميع الامور في أي منطقة كما ان وسائل اطفاء الحرائق السياسية في البلاد شبه معطلة ولذلك يمكن لحماقة عابرة ان تجر الى مأساة.
في المناطق المتنازع عليها هناك اتهامات متبادلة وتشكيك ومخاوف وقلق واحيانا تخوين وتهديد وبينما يسارع النواب للادلاء بتصريحات غير مدروسة في مزاد الاعلام اليومي تتمسك الجهات الرسمية بالصمت والجمود حتى عندما يصل التشكيك والقلق الى الاجهزة الامنية وادارة المؤسسات الرسمية وآخر ما تم انجازه هو تشكيل لجنة في مجلس الوزراء لحسم امكانية تنفيذ المادة 140 رغم ان هناك لجنة وزارية فعلية منذ عدة سنوات فضلا عن لجنة نيابية منذ الدورة السابقة، وعدا انفاق التخصيصات المالية والدعوة الى تخصيص المزيد من الاموال لا نجد نتيجة لعمل هذه اللجان وحتى استخدام كلمة "حسم" لن يجعل من اللجنة الجديدة افضل من سابقاتها، فهي قضية عليا تحتاج لقرارات عليا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استمرار البحث عن مروحية كانت تقل الرئيس الإيراني ووزير الخار


.. لقطات تحولت ا?لى ترندات مع بدر صالح ????




.. التلفزيون الرسمي الإيراني يعلن هبوط مروحية كانت تقل الرئيس ا


.. غانتس لنتنياهو: إذا اخترت المصلحة الشخصية في الحرب فسنستقيل




.. شاهد| فرق الإنقاذ تبحث عن طائرة الرئيس الإيراني