الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شهادات ...

رياض خليل

2011 / 10 / 15
الادب والفن


رياض خليل في :
" شهادات لمواطنين يكتبون القصة القصيرة "
المنشورة في " ملحق الثورة الثقافي " السوري ، العدد (38 )، تاريخ الخميس 9/12/1976 ، الصفحة الخامسة .
السؤال الأول: " لماذا اخترت هذا النوع الأدبي بالذات ؟ وماهي ظروف ذلك الاختيار ودوافعه ؟
الجواب : " هنالك عوامل ومؤثرات ذاتية ، وأخرى موضوعية ، أدت إلى اختياري لهذا النوع الأدبي . لكن اختياري ليس مقتصرا عليها في الحقيقة ، بل كان اختياري لها لاحقا لاختياري ممارسة الشعر ، الذي كان له الفضل في ذلك الاختيار ، فالشعر يفرض على الأديب أن يثقف نفسه جيدا من كافة النواحي الفكرية عامة ، وبشكل خاص من الناحية الأدبية ، وأقصد التواصل مع الأنواع الأدبية المختلفة من مسرح ورواية وقصة .. الخ . من خلال هذه المعاشرة ، والتفاعل مع الأنواع الأدبية المختلفة توطدت صداقتي مع القصة القصيرة بالذات أكثر من سواها ، تماما كما يحدث بين الفرد وزملائه في المدرسة أو العمل أو غير ذلك . حيث يكون هناك من هم أكثر قربا من غيرهم بالنسبة للمرء . وهذا لم يؤثر على علاقتي بالشعر ، وربما كانت صلات القرابة الحميمية بين القصة القصيرة والشعر هي السبب في اختياري لها . وربما كان التمايز والخصوصية التي يتسم بها كل من الشعر والقصة القصيرة من حيث استيعاب كل منهما للتجارب المختلفة هو السبب أيضا ."
السؤال الثاني : " ماهو الطابع العام المميز لقصص الشباب؟ وكيف يتجلى ذلك في إنتاجك ؟
الجواب : " معظم قصص الشباب .. ماهي إلا شريحة من واقع البرجوازية الصغيرة المتأزمة والمضطربة دوما . إن قصص الشباب هي تعبير وانعكاس للسمات الأساسية التي تحكم النفسية والعقلية والسلوكية والثقافة البرجوازية ، المتأرجحة بين اليمين واليسار . إنها غير مستقرة مضمونا وشكلا . هذا الواقع يجد لنفسه صيغة عامة ، وحيزا أساسيا في أدب الشباب الذي يتراوح بين الجدية والغنى من جهة ، والسطحية الجوفاء من جهة ثانية . بين التجربة الحية ، والمعاناة الصادقة من جهة ، والافتعال الهش الرخيص من جهة ثانية . بين التقوقع والتفاعل مع الواقع الذاتي الخاص والمحدود من جهة ، والانفتاح والالتزام والتفاعل مع الواقع الاجتماعي العام والرحب من جهة ثانية . وإذا صح لنا اعتبار هذا الطابع العام قاعدة ، فإن ذلك يفرض علينا الإيمان بوجود الاستثناء ، وإنني من ناحية أخرى لاأؤمن بوجود فاصل ، أو حد رياضي بين القاعدة والاستثناء المذكورين ، بل هما متداخلان إلى حد كبير أو صغير ، أما من ناحية الإجابة على بقية السؤال : " كيف يتجلى ذلك في إنتاجك ؟ " فإنني أترك الإجابة عليه لمن يريد ذلك "
السؤال الثالث : " هل عكست القصة الشابة الواقع حسب أولويات مشاكله الراهنة ؟
الجواب : " إن الإجابة على هذا السؤال ترتبط ارتباطا وثيقا بالإجابة السابقة ، فمعظم الجيل الأدبي الشاب ينتمي طبقيا – كما ذكرت – إلى البرجوازية الصغيرة ، ولقد رسخ ذلك الانتماء عوامل عديدة ، اجتماعية واقتصادية وثقافية وغير ذلك من العوامل . لذا فقد جاءت قصصهم لوحة وفية ومخلصة لتصورات وأحلام وهموم ومشاكل تلك الطبقة القلقة الحائرة والمرتبكة في اختياراتها لموقعها بين السفح والقمة , بين الوقوف ومتابعة ا لحركة والتقدم . من هنا لم تستطع الحركة الشابة أن تفسر الواقع تفسيرا موضوعيا ديالكتيكيا ، وبالتالي لم تستطع أن تسهم بشكل مرض بتغيير ذلك الواقع . ولم يكن لها أثر كبير على هذا الصعيد ، كما لم تمتلك الوسائل الحقيقية التي تمكنها بالتالي من تناول أولويات الواقع المعاش ومشاكله الراهنة . وفي حال تناولها من قبل القليلين منهم ، فإن هذا التناول لم يكن تناولا ثوريا وموضوعيا وأساسيا . لكن هذا لايعني انعدام النادر من الأقلام التي استطاعت أن تتجاوز هذه الأزمة التي تتسم بها القصة عند الشباب ، وأن تبتعد في معالجتها لمشاكلنا التاريخية والقومية والطبقية عن التصورات الميكانيكية العاجزة . "
السؤال الرابع : ماهي معوقات العمل الإبداعي ، في ضوء الظروف الشخصية والعامة التي تعيشها ؟
الجواب : " إن الإجابة على هذا السؤال تقتضي البحث عن شروط العملية الإبداعية الشخصية والعامة . وإن عدم توفر مثل هذه الشروط هو بالذات مايؤلف المعوقات الموضوعية ( العامة ) والذاتية ( الشخصية ) للعملية الإبداعية ، فماهي العناصر الأساسية التي تتكون منها الحركة الإبداعية ؟ والتي بفعلها تتحقق ، وتتم الكينونة أو الصيرورة من حالة الموجودية الممكنة إلى حالة الموجودية الفعلية الواقعة والناجزة .؟
من هذه العناصر ماهو ذاتي /نفسي ، ويمكن جمعها تحت مفهوم التجربة والمعاناة والمعايشة لموضوع العملية ا لإبداعية ومادتها الخام ، التي يجب أن تستولي على ساحتي الشعور واللاشعور عند الأديب المبدع ، لتتشكل على صورة حدث ذهني ، يجد له ولادة فعلية فيما بعد . إن عدم توفر هذا الشرط يعتبر المعوق الأول والذاتي أمام ولادة الكائنات المبدعة .
أما من ناحية الشروط الموضوعية ، فيمكن تحديد الأساسي منها بالتقنية ، ومن خلال مفهوم التقنية الأدبية أستطيع استنباط شروط أساسية أخرى . فلو أردنا تعميم التقنية الاقتصادية على الأدب لتشكل لدينا التعريف التالي : إن التقنية ا لأدبية هي مجموع العلاقات التي تتكون بين الأديب والمبدع وأدوات ووسائل الإبداع في سياق ممارسة العملية الإبداعية ، وهذا يعني أن من الشروط الأساسية الضرورية للعملية ا لإبداعية : الأدوات ، المبدع ، الممارسة ، بالإضافة إلى التقنية التي تجمعها وتنسق فيما بينها ، لتشكل الدعائم والأسس العامة للإبداع . د
إن عدم توفر إي من هذه الشروط الموضوعية يعتبر معوقا عاما للإبداع .
ولو حاولنا دراسة قصص الشباب في هذا النطاق ، فإننا سنجد عموما خللا في نتاجاتهم من حيث مدى توفر مثل هذه الشروط في قصصهم ، وتختلف نسبة هذا من قصة إلى أخرى ، ومن قاص إلى آخر ، ومن النادر وجود بعض الاستثناءات ."








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منصة بحرينية عالمية لتعليم تلاوة القرآن الكريم واللغة العربي


.. -الفن ضربة حظ-... هذا ما قاله الفنان علي جاسم عن -المشاهدات




.. إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق شقتها بالجيزة


.. تفاصيل إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق شقتها




.. الممثلة ستورمي دانييلز تدعو إلى تحويل ترمب لـ-كيس ملاكمة-