الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صفقة تبادل الأسرى .. مكاسب سياسية وتجاوز أزمات

تميم معمر

2011 / 10 / 16
القضية الفلسطينية


منذ نحو خمس سنوات والمفاوضات جارية بين حماس وإسرائيل لإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط مقابل الإفراج عن معتقلين بوساطة مصرية بالدرجة الأولى , رغم محاولة البعض المزاحمة في دخول المشهد لأسباب تتعلق منذ سنوات بمحاولة إبعاد أو إضعاف الدور المصري عن هذا الملف . لعل المتابع للأحداث الجارية في المنطقة يدرك تماماً بأن الطرفين الأكثر حرصاً على إتمام الصفقة في هذا الوقت هما حماس وإسرائيل , وتأتي من بعدهما الحكومة المصرية , حيث حجم حاجة تلك الإطراف لإتمام هذه الصفقة بسبب أزمات خانقة وواضحة للجميع . يبحث كل منها عن وسيلة لتخفيف الضغط ومحاولة تجاوز أزماته من مختلف أشكالها وأنواعها . حركة حماس ، وبعد ظل الثورات العربية , وكل ما تتعرض له سوريا من ثورة وإرادة من الشعب السوري على التغيير ومدى اقترابها من وضع حد لفاشية النظام السوري ، وبعد إقدام السلطة الوطنية بقيادة الرئيس محمود عباس بطلب العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة والتي ساهمت إلى حد كبير في الضغط على إسرائيل وحلفاءها بالأخص أمريكا فكان لابد من القيام بهذه اللعبة .. وهي خطوة لم تؤيدها حماس , والتي تدرك مدى الضغط الذي تعيشه والذي اضطرها للقيام بهذه اللعبة السياسية التي تعيد لها شيئاً من وضعها الآخذ بالتهاوي منذ فترة طويلة . كذلك نرى أن الحكومة الإسرائيلية خاضت معارك دبلوماسية وإعلامية حتى في محاولة بنيامين نتنياهو أثناء خطابه بالأمم المتحدة استعطاف الحاضرين للوقوف بوجه الرئيس عباس وتعطيل جهود وأي فرصة في نجاح التوجه الفلسطيني للأمم المتحدة , حيث باتت ملامح الخسارة الإسرائيلية واضحة في هذا الشأن , في وقت تعيش فيه أيضاً حكومة إسرائيل أوضاعاً اقتصادية صعبة نتج عنها مظاهرات كبيرة ضد سياسة حكومة نتنياهو , وهو الأمر الذي يجعل وضع الحكومة الإسرائيلية في موقف ضعيف ربما لا يسمح لها الاستمرار أو إعادة انتخابها على الأقل . كذلك فإن من أسباب إتمام الصفقة , هو تأثير الثورات العربية , ويأتي هنا أهمية الطرف المصري , حيث عملية قتل عدد من الجنود المصريين برصاص الجيش الإسرائيلي في سيناء قبل أشهر قليلة , وما تبع ذلك من ردود أفعال مصرية شعبية ومهاجمة السفارة الإسرائيلية بالقاهرة , ومدى التأثير السلبي على علاقات البلدين , حيث تكمن أهمية نجاح وإتمام صفقة التبادل بالنسبة للبلدين نحو إعادة الاستقرار والطمأنينة إلى حد ما للعلاقة بينهما . لا شك بأن إطلاق سراح المعتقلين وفق صفقة التبادل من الطرفين هو عمل يحظى بتأييد على مختلف المستويات المحلية والعالمية ، إلا أن جوهر العملية واضحة , حيث تعتبر أشبه بمحاولة لجلب مكاسب سياسية وتجاوز أزمات لمختلف الأطراف المشاركة فيها خصوصاً حماس وإسرائيل , أكثر منها عملاً يتعلق بجوانب إنسانية أو وطنية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الفرنسية تفرق محتجين اعتصموا في جامعة السوربون بباريس


.. صفقة التطبيع بين إسرائيل والسعودية على الطاولة من جديد




.. غزة: أي فرص لنجاح الهدنة؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. دعوة لحماس من أجل قبول العرض الإسرائيلي -السخي جدا- وإطلاق س




.. المسؤولون الإسرائيليون في مرمى الجنائية الدولية