الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كفته وأشراف روما

عبد الحسين طاهر

2011 / 10 / 16
كتابات ساخرة


نحن واشراف روما
أشراف .وشريف ومستشرف معان أو فروع لجذر واحد وتعني فيما تعنيه . العلو والرفعة والسمو ... والشريف من أعضاء جسم الإنسان الأذنان والأنف لذلك كانت العرب ولا زالت تقبل أنوف بعضها .. أما الطغاة ومنهم طاغيتنا المعروف ( بأخو هدلة ) فقد فعل العكس عمد إلى تشويه الأعضاء الشريفة في جسد بعض العراقيين فأصدر ( قانونه ) العجيب الغريب قانون قطع صيوان الأذن والأنف واللسان !! ومن الأنعام قد خص العرب بالشرف النوق المسنة وسنام الجمل .. أما الشريف من الأواني في اللسان العربي طبعا . الدن وخابية الخمر المعتق !! وهذه قد تبدو للبعض في أيامنا هذه مفارقة غريبة وتهمة قد ترقى إلى تفسيق قائلها !!؟ .. وأشراف روما رحمك الله وليرحمنا معك كي يخلصنا .. منهم مثل خاص بالعراقيين أو قل نبرة تهكم وسخرية مريرة علقت في أذهان أهلنا في العراق وصارت على لسان الطبقات الشعبية – أنت شريف روما – أو أنتم أشراف روما يقولونها كناية في وجوه الأدعياء وما أكثرهم في أيامنا هذه .. وحكاية هؤلاء ( الأشراف ) لا علاقة لها بأشراف روما الأصليين .. ( أشرافنا ) هنا لهم حكاية خاصة وصلتنا عن طريق المسرح وهذه نقطة تسجل لصالح مسرحنا .. ففي الأربعينات من قرننا الماضي كان لنا في العراق مسرحيون وكان هناك فنانون ورواد يعملون في شتى المعارف الإنسانية .. مسارح ونواد وصالات سينما وصالونات ثقافية يؤمها الرجال والنساء وعلى العموم . كانت إلى جانب هذه وتلك جوامع وحسينيات وتكيات وكنائس وشتى الدور العبادية .. كان هناك شكل من أشكال الحياة المدنية قد تضيق وقد تتسع وإجمالا كانت الحياة المدنية هي السائدة .. هناك هيئات مجاهدة وأفراد مناضلون مضحون في سبيل الإبقاء على هامش معقول من الحريات العامة والخاصة بالأفراد . كانوا يقفون كحاجز وكسد لكبح ثقافة القرية وهذا قبل وصول أبناء قرية العوجة للحكم .. نعم هناك مواكب حسينية وحلقات للدردشة وفيها ما لذ وطاب من ابتلاع النار ، والتهام المسامير والزجاج من ( كلاصات واستكانات وابطاله ) .. والى جانبها مواكب للمسرح وللسينما وجماهير للشعر والصحافة و مثلها للموسيقى وللغناء وللرقص و ( الدبكة والجوبية ) وهذه كانت مجتمعة تمثل وجه العراق الحضاري وهي بمثابة حدائق وجنائن معلقة في أرض وادي الرافدين لا تفصل بينها حدود ولا سدود ولا ممنوعات في نظر الجماهير الواعية والتي تنشد الصدق وتسعى إلى تقدم المجتمع ورقيه ... ووسط هذه الأجواء كان رواد المسرح العراقي يبحثون وينقبون عن كل ما هو جديد ونافع في صفحات المسرح العالمي وقد وقع اختيارهم هذه المرة على – مسرحية من عهد الرومان بعنوان – أشراف روما - .. ومرت أحداث اهتزت لها قريتنا فقد أدخل حنون مع دواءه جرائد وصور لرجل عسكري قيل عنه إنه الزعيم ومن النظرة الأولى افتتن آباؤنا بالزعيم ورأيناهم يخرجون بنادقهم من مخابئها في غير مناسباتهم المعهودة ... يهوسون ويطلقون النار في الهواء ابتهاجا بينما كانت أمهاتنا تهلهل ونحن نتصارخ من شدة الفرح ونتسابق لنجمع ( الغلوف ) .. الظروف الفارغة .. ولم يمر على هذه الأحداث وقت طويل حتى رأينا بأم عيننا قطار الخط العريض يشق طريقه باتجاه قريتنا ليشطرها شطرين مكتسحا الأهوار الشاسعة بين الناصرية والبصرة مارا ( بكوت حغيظ المرعب )* والذي لم نتصور إن أحدا سيصل له ولنكتشف فيما بعد إن الولاية سوق الشيوخ التي كنا لا نصلها إلا بمشقة لم تبعد حقيقة عنا إلا بمقدار رمية الحجر .. فمن المحطة التي أنشئت لنا خصيصا وسميت باسم قريتنا .. محطة آل بوحمدان وكانت المسافة التي تفصلنا عن السوق ليست سوى مسافة عشرة دقائق بقطار الزعيم .. وتعلمنا نستقل القطار الصاعد والقطار النازل وعرفنا أيضا إن الصاعد هو المتجه إلى بغداد أما النازل فهو الذي يشق طريقه باتجاه البصرة .. أما أهم اكتشافاتنا التي عرفناها وكانت موضع استياء لشياب وعجائز القرية اكتشافنا للمطعم السياحي في قطار الزعيم والذي كان يقدم الكباب والكفتة والكريم جاب وإلى جانبها قناني كاملة من دوة حنون مع .. الزلاطة طبعا ولكم أن تتصوروا ( الأولاد ) بهيئتهم الريفية وهم ينادون على . نادل المطعم .. أستاذ ... أستاذ جيب .. كفتة ودوة حنون .. وجاجيك رجاءا .. !!! .

* كوت حفيظ هو يشان وهمي يعتقد سكان المنطقة وجوده في وسط الأهوار البعيدة مليء ( بالذهب والياقوت والزمرد) وهذا ما جعله يشع نورا وإنه محفوظ حسب اعتقادهم بسر أعظم فلا يصله أحد ... لنكتشف فيما بعد إن وهج الإحمرار الذي نراه في الأفق باتجاه البصرة ما هو إلا ضياء مدينة البصرة ومشاعل نور نفطها وليس هناك لا ذهب ولا ياقوت ولا زمرد ولا حتى ... سر أعظم ولا هم يحزنون








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - استنوق الجمل
عبدالحسين طاهر ( 2011 / 10 / 19 - 22:43 )
شنو السالفا هالمرة منى شلبي عيب يارجل تسيء للصبايا المصريات تحياتي

اخر الافلام

.. أون سيت - هل يوجد جزء ثالث لـ مسلسل وبينا ميعاد؟..الفنان صبر


.. حكاية بكاء أحمد السبكي بعد نجاح ابنه كريم السبكي في فيلم #شق




.. خناقة الدخان.. مشهد حصري من فيلم #شقو ??


.. وفاة والدة الفنانة يسرا اللوزي وتشييع جثمانها من مسجد عمر مك




.. يا ترى فيلم #شقو هيتعمل منه جزء تاني؟ ??