الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


2+2 =5

عبله عبدالرحمن
كاتبة

(Abla Abed Alrahman)

2011 / 10 / 16
الادب والفن



رنين الهاتف الخلوي يكسر جدران الصمت التي ترافق عادة حرمة تناول وجبات الطعام إذ كان الوقت عصرا، حين لم يكن بالاستطاعة تجاهل الطالب، وبنظرة مستغربة من أخي على رقم المتصل! حين عرف هويته وعرفناه، رد مخاطبا له: ضربوا بعض!؟.. كيف.؟. مضيفا على ما يقول المتصل؟ غير مسموح أن تفصل بينهم، حاول أن تبقيهم على ما هم عليه. ونحن في حالة خوف، إذ اخذ يصيبنا شعور بالخدر في الأطراف، وتقلص وانقباض في المعدة، فالمتصل قريب، وبتنا في حالة صدمة مما نسمع، ومن حقيقة ما سنعرف، إلى أن جاء اليقين بانتهاء المكالمة، إذ عرفنا أن الحكاية كانت تدور فيما بينهما عن عصفورين يضمهما عش واحد ولكن دون تآلف فيما بينهم، إذ أن احدهم يقوم بالاعتداء على الآخر دون شفقة أو رأفة، أصابني فضول المعرفة، وكان يقيني يحدثني أن أنثى العصفور هي التي تتعرض للبطش، إلى أن عرفت أن الدم المسال، هو دم العصفور الذكر، وهذا لا يعني دفاعا عن جنس ادم بقدر ما هو إحقاق للحقيقة التي سمعت. ذكرتني هذه الحادثة بجارة لنا تركت بيت الزوجية، لتنابز بالشتائم بينها وبين زوجها، على مرأى من أبناء وصل احدهم إلى المرحلة الجامعية بحقيبتها الصغيرة والتي لا تتسع لأكثر من مؤنه يومين من الإقامة، وكأنها على قيد قرار دائم بالمغادرة، كما السياسي المعارض لنظام بلده، في الأفلام العربي، إذ كان لا يطلب وقتا إضافيا من سجانه لتجهيز حقيبته حين كان يدق بابه زوار الفجر إذ كان ملبي دائم لنداء الوطن، ولكن أين تلك الزوجة وذلك الزوج من مسؤولية ذلك السياسي.
مسؤولية تمنح طرفيها خاتم الثقة الذي تشعر من خلاله الزوجة بالمودة والرعاية ويبادلها زوجها المشاعر ذاتها ليتمكن الزوجين من الوصول إلى بر الأمان.
يرى الكاتب الانجليزي "سومرست موم " أن مشكلة المشكلات في البيوت، لم تعد تقتصر على ترويض الزوجات كي يسلسن القياد لرجالهن، كما مضى وكما جاء في مسرحية شكسبير حين تحدث عن "ترويض النمرة" لان المشكلة تشعبت في عصرنا الراهن، فأصبح المقصود ترويض الأزواج حتى يسلسوا القياد لزوجاتهم، في غير ما صدام ولا عناد!. إلى جانب ترويض الزوجات.
وتختلف المرأة في ترويضها لزوجها، عن الرجل إذ أن لها عقلية خاصة لا تعترف بأن الخط المستقيم هو اقرب مسافة بين نقطتين، أو أن 2+2 =4 وإنما هي تؤمن بالوسائل التي قد تبدو ملتوية، ولكنها في الواقع فعالة دائما فكيف تروض الزوجة العصرية زوجها العصري، وتجعله يقتنع بان 2+2 = 5 . إذ يقول بأن الإنسان قد يصل إلى الاقتناع بالخطأ لو انه ثابر على تكراره، وبالكياسة والذوق والتعقل تصل المرأة إلى حل كثير من المسائل العالقة أهمها الملل والرتابة في حياتها الزوجية، فالحياة لا تكون جميله بوتيرة واحدة ونمط واحد حتى لو كان النمط السائد بين هذين الزوجين هو الحب.
للسيدات مع شهرزاد حكايا نجاح، حين استطاعت أن تصنع تاريخا جديدا لحياتها وحياة سيدات آخر كن سيمضين على أيدي السياف.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - فكرة جميلة
سيمون خوري ( 2011 / 10 / 17 - 02:17 )
الكاتبة المحترمة عبلة عبد الرحمن تحية لك فكرة القصة جميلة تلتقي افكارها مع قصة منشورة لي ضمن مجموعة قصصية في اليونان عن دار سوبرس عنوانها قمر على شفاه ماريا منذ حوالي ست سنوات تدور حول قصة حب بين اعمى وخرساء هو لا يراها وهي لا تسمعه وبالتالي اكثر من نصف المشاكل الزوجية محلولة بينهم . .مع التحية لك


2 - صباحك سكر
عبله عبدالرحمن ( 2011 / 10 / 17 - 09:54 )
الاستاذ المحترم سيمون خوري تواضع كبير منك حين تقول انني التقي واياك في فكرة القصة، وقد اطلعت على القصة التي تحمل عنوان المجموعة قمر على شفاه ماريا واقول بأن بحر عكا لن يكون بعيدا وسنذهب اليه. فكرة قصتك رائعة لاستمرار الحياة واعمارها بعيدا عن النكد هل تصدق ان صحتنا تصبح في تحسن حين نحس انك بخير. كل الخير وكل التحايا لك

اخر الافلام

.. وفاة زوجة الفنان أحمد عدوية


.. طارق الشناوي يحسم جدل عن أم كلثوم.. بشهادة عمه مأمون الشناوي




.. إزاي عبد الوهاب قدر يقنع أم كلثوم تغني بالطريقة اللي بتظهر ب


.. طارق الشناوي بيحكي أول أغنية تقولها أم كلثوم كلمات مش غنا ?




.. قصة غريبة عن أغنية أنساك لأم كلثوم.. لحنها محمد فوزي ولا بلي