الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عرّاف البصرة

أسعد البصري

2011 / 10 / 16
الادب والفن


لقد تاه الشعر العراقي العظيم لعقود طويلة
خرج الإبداع الشعري العراقي
من البهاء و تحول إلى مجرّد ظنون
هذا الشعر بحاجة إلى شهيد جديد
يعبر به كما عبر به السيّاب من قبل
من الظنون إلى اليقين ، ولا بدّ أن يخرج هكذا شهيد
من ذات البستان الذي خرج منه السيّاب
هكذا يستقيم القدر و تصدق النبوءة
نبوءة يوسف الصائغ في عرّاف البصرة
ولأنني مزارع ومن أسرة تزرع بساتين نخيل في البصرة و تعتني بها
أقول لكم ببساطة ما حدث
كل جيل يأكل تمراً بسبب جهود الجيل الذي سبقه في زرع فسائل جديدة
في الحقيقة الجيل العراقي السابق زرع قرّاءً للشعر و مريدين له
ثُمَّ جئنا نحن المخرّبون بحيث لم نكتف بعدم جذب قراء جدد للأدب
بل قمنا بتنفير القاريء الموجود أصلاً و لقنّاهُ درساً لن ينساه
الرداءة في النصوص ، والترويج للرداءة
يقضي على الجميع ، لأن القاريء سيدير ظهره و يكتفي بقراءة التراث

الكتابة مجرد نصف الحقيقة
النصف الآخر هو العظماء الذين ينتشلونك من القمامة
ويضعونك على رفوف مكتباتهم
رجال كأبي حيّان التوحيدي و فرانز كافكا لم يحالفهم الحظ في حياتهم
أحرق التوحيدي كتبه ، أما كافكا فقد أوصى صديقه
بحرق مخطوطاته بعد موته ، لحسن الحظ أن صاحبه لم ينفذ الوصية
المتنبي مدين للعظيم سيف الدولة الحمداني
والسيّاب مدين للمبدع جبرا ابراهيم جبرا
في مجتمع يسود فيه سوء الظن والإنحطاط
لا أعتقد أن لأي كاتب حقيقي أي أمل
أحمد الله أنني عدواني و لستُ رقيقاً كالسيّاب
ما يحدث لي لا أجد له تفسيراً في الأدب
أعتقد أن عليّ أن أسأل العازفين
لا بُد أن هذا له مثيل في تاريخ الموسيقى
لوحة الكومبيوتر تحوّلتْ إلى بيانو ضخم وقديم
هكذا كلّما ضغطتُ حرفاً خرج صوت و قفز الراقصون
هذه الأبجدية العربية نوتة موسيقية
في الأصل ثم تحوّلت إلى لغة
ربّما لهذا السبب لم نبرع في الموسيقى
لأنها موجودة في أفواه النساء وفي أفواه الرجال
سيّدي بدر شاكر السيّاب مات و عمره ٣٦ عاماً
مع هذا كتب قصيدته ( هَرِمَ المغنّي ) تحدث عن شيخوخة الشاعر

هو مائت أفتبخلون

عليه حتى بالحطام من الأزاهر و الغصون

أصغوا إليه لتسمعوه

يرثي الشباب و لا كلام سوى نشيج بالعيون

ما رأيكم ؟ أليس هذا غريباً ؟
أعتقد أن الشاعر روح تنفخ طاقتها في قصائد ، فإذا فرغتْ
يتوجّبُ عليها الموت والشعور بالشيخوخة ولا يعود هناك أي مبرّر لوجودها
عدتُ إلى الكتابة منذ عام ، هذا العام كبرتُ و هرمتُ فيه أكثر
من العشر سنوات التي صمتُّ فيها
أعتقد أنني أطلتُ عمري بحيلة الصمت
الشّعر موت ، هذا جانب ينطوي عليه نوع واحد من الكتابة
وهو الكتابة بالجسد فقط بلا كتب
العارفون في هذه الصفحة أدركوا بلا شك مرادي
الذين درسوا علم الخطاب في الفلسفة
يقرأون في أصواتنا فظاعة ما هو قادم لا محالة
لأن الخطاب الإبداعي يُخفي أرواحاً
و حوادث و كبتاً وليس هلوسة شخصية
في رسالة شخصية للأديب الكبير المبدع جمعة اللامي
العام الماضي قال فيها : هل سرقتَ فأس إبراهيم
أم فأس الفيلسوف نيتشيه ؟
نعم يا أستاذ جمعة اللامي المبدع هذه الفأس
لها ذراع ليستْ ذراعي
بل لا يُمكنُ لها أن تكون ذراعي
أهم شيء أبحث عنه في أيّ كاتب
قبل ثقافته و موهبته و أسلوبه هو شيء واحد
هل هو نفس كبيرة أم صغيرة
النفوس الصغيرة تكتب لبعضها بعضاً
النفس الكبيرة تكتب للشعب

[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حبيها حتى لو كانت عدوتك .. أغلى نصيحة من الفنان محمود مرسى ل


.. جوائز -المصري اليوم- في دورتها الأولى.. جائزة أكمل قرطام لأف




.. بايدن طلب الغناء.. قادة مجموعة السبع يحتفلون بعيد ميلاد المس


.. أحمد فهمي عن عصابة الماكس : بحب نوعية الأفلام دي وزمايلي جام




.. عشر سنوات على مهرجان سينما فلسطين في باريس