الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قضايا عدة وحلولها خاصة

حسن محمد طوالبة

2011 / 10 / 17
ملف حول قيام الدولة الفلسطينية و القضية الكردية وحقوق الأقليات وحقها في تقرير المصير في العالم العربي


ليس من السهل ان نضع جملة القضايا التي طرحتها " الحوار المتمدن " في سلة واحدة , وان كانت تبدو متشابهة في نظر البعض .
اولا : قضية فلسطين قضية فريدة من نوعها في التاريخ ,ولم يشبهها
الا قضية الهنود الحمر في الولايات المتحدة , حيث تم ابادة شعب اصلي , واحلال اخرين لا ينتمون الى امة واحدة , بل هم خليط من الامم , جاءوا الى بلاد بكر فيها خيرات وفيرة .ومنذ قيام الولايات المتحدة قبل 400 عام ونيف , كان عدد الهنود الحمر مليون انسان , وبعد هذا الزمن ما زال عددهم مليون نسمة . وهذا يؤشر ان الوافدين الجدد الى ارض امريكا قد ابادوا السكان الجدد , وحلوا مكانهم . وهذه الصورة تنطبق على حال قضية فلسطين .
فلسطين جزء من بلاد الشام سكنها الكنعانيون منذ خمسة الاف سنة
وتوالت عليها امم كثيرة منها اليهود , حيث حكموا هذه البلاد اقل من 200 سنة , وهذا الحكم لا يرتب حقوقا لليهود بان هذه البلاد هي بلادهم , ولو كان هذا المنطق صحيحا لكان من حق العرب ان يعودوا الى اسبانيا , لانهم حكموها اكثر من 700 سنة .
المشكلة اليهودية اساسها اوروبي , بدأت في روسيا , ومن ثم في المانيا , اثر المحرقة التي ارتكبها هتلر , ومن اجل التخلص من هذه المشكلة , اظهرت بريطانيا كرمها على حساب العرب حصرا , فمنحت وعد بلفور 1917 , وعملت على تنفيذه من خلال الانتداب على فلسطين , فسهلت الهجرة اليهودية اليها , وامدت العصابات اليهودية بكل ممكنات القوة المادية والعسكرية , حتى جاءت اللحظة المناسبة واعلنت الدولة على حساب شعب البلاد الاصليين .
ورغم التنازلات الكبيرة الي ابدتها منظمة التحرير الفلسطينية امام اسرائيل , الا ان الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة , تجاهلت القرارات الدولية التي اقرت حق الفلسطينيين بالعودة , وانسحاب اسرائيل من الاراضي المحتلة عام 1967 , وامعنت في سياستها التوسعية الاستيطانية في الضفة الغربية وفي القدس الشرقية حصرا,
اسرائيل تماطل وتسوف , وتستغل كل الظروف الاقليمية والدولية لاستكمال مخططها التوسعي الاستيطاني ,ولم نجد اية دولة في الغرب تضغط على اسرائيل من اجل حل هذه القضية المستعصية .
الولايات المتحدة وبريطانيا من قبل هما المسئولتان عن وجود قضية فلسطين , ومعاناة الشعب الفلسطيني التي مضى عليها اكثر من 60 سنة . ومن حق الشعب الفلسطيني ان يطالب المجتمع الدولي الاعتراف بقيام دولة فلسطين المستقلة بحدود الرابع من حزيران 1967, وحق الشعب الفلسطيني في العودة الى ديارهم وفق القرار 181 الصادر في 29 / 11 / 1947 . ومن حق الشعب الفلسطيني النضال بكل السبل ومنها الجهاد حتى يسترد اراضيه المحتلة .
القضية الكردية :
انها قضية اقل مأساوية من قضية فلسطين , لان الاكراد لم يشردوا من ارضهم , الا في حالات محدودة بسبب سياسة انظمة الحكم التي تحكم البلدان التي يعيشون فيها .
ان مشكلة الاكراد لا تختلف عن مشكلة الشعوب في البلدان المعنية , فالكل يعاني من الظلم والاستبداد الذي تمارسة انظمة الحكم , وانعدام الحكم الرشيد , وانعدام العدالة الاجتماعية , وضبابية المواطنة لديها .
الشعب الكردي تجمعه روابط عرقية وتاريخ متماثل الى حد ما , وان هم يعيشون في بلدان عدة , ولكنها متشايهة من حيث الجغرافيا
ولديهم طموحات مثل باقي الامم والشعوب , في ابراز شخصيتهم القومية , ولكن من خلق مشكلتهم هم الغرب ايضا , انطلاقا من مصالح كل دولة في المنطقة .
الاكراد المهيئون لنيل الاستقلال هم اكراد العراق , بفعل الظروف التي مرت على المنطقة وخاصة بعد احتلال العراق عام 2003 .
السؤال المهم هو : هل من مصلحة اكراد العراق اعلان الاستقلال في هذه الظروف المعقدة ؟ هل سينعم الاكراد بالامان والاستقرار بعد الاستقلال ؟ ما شكل العلاقة بين الدولة المستقلة الجديدة وبين العراق الام ؟ والعلاقة بينها وبين تركيا ؟ وبينها وبين ايران وسوريا ؟ وكيف ستكون العلاقة بين الدولة الجديدة وبين اكراد ايران وتركيا وسوريا .. هل تغلب العلاقة مع تلك الدول على العلاقة مع اخوانهم الاكراد في تلك الدول ؟ .
اما مشكلة الاقليات القومية فلم تبرز الا في ظل انظمة حكم متسلطة
بعيدة عن مبادئ الديمقراطية والاخاء والعدالة , ولنا في الحكم العربي زمن الدولة الاموية والعباسية مثالا , فلم تشعر القوميات بالظلم بل كانت تعيش روح المواطنة الحقيقية . ولكن في ظل ابتعاد انظمة الحكم عن روح العصر , فقد صار من حق الاقليات القومية المطالبة بالاستقلال وتقرير المصير .
ولو تتوفر انظمة حكم عادلة في البلدان المعنية , لما كان من مصلحة الاقليات القومية المطالبة بحق تقرير المصير , فالعيش في بلد كبير فيه ممكنات مادية وفيرة , افضل من العيش في بلد صغير شحيح الواردات , وسوف يخضع لهيمنة الدول الكبرى .
ورغم اني من التيار القومي المؤمن غير المتعصب , المؤمن بالحوار طريقا لحل المشكلات , فاني اجد ان الدولة المدنية هي النموذج الاصح لتلافي المشكلات التي تعاني منها الاقليات القومية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صورة مفجعة لفلسطينية في غزة تفوز بجائزة -أفضل صورة صحافية عا


.. وسط تفاؤل مصري.. هل تبصر هدنة غزة النور؟




.. خطوط رفح -الحمراء- تضع بايدن والديمقراطيين على صفيح ساخن


.. تفاؤل في إسرائيل بـ-محادثات الفرصة الأخيرة- للوصول إلى هدنة




.. أكاديمي يمني يتحدث عن وجود السوريين في أوروبا.. إليك ما قاله