الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل هي إرهاصات لمقدمات الثورة العالمية؟ أم مجرد انتفاضات كسابقاتها منذ قرن ونصف؟

حسن الصفدي

2011 / 10 / 17
العولمة وتطورات العالم المعاصر


ثلاثة شبان في ثلاث مدن عربية، أو عواصم لا فرق. ثلاثة شبان تمردوا على تغوّل قوات النظام، التي أسميت تاريخياً "البوليس"، وهو اسم المدينة باليونانية القديمة، أي أعطت المدينة عندما أصبحت مركز الدولة، بل الدولة نفسها، اسمها لرجال مهمتهم حفظ النظام فيها. فلكونها غدت إدارة ودولة غدا من حقها، احتكار العنف، وبات من صلاحيتها تأمين الأمن والأمان، وإحقاق الحق، وإعادة الحق المسلوب إلى أصحابه.
وما تفتأ الدنيا تتغير، ويزيد الفساد بزيادة تراكم المنتجات فالمال (الحلال، وظله الحرام، والظل يطول بحسب طول الأصل)، ويمسي "رجال المدينة" سَدَنَة مُترَفيها. مما أدى إلى اختصار مدلول الاسم التاريخي بقصره على قوات حفظ النظام، بإغفال المدينة - البلد. ومن ثم غابت المدينة ومنتجها المدنية، لا في زوايا النسيان فحسب، بل عن بيانات وخطابات أكثر الأحزاب تقدمية.
يستنتج كثيرون أن شرارة تمرد الشبان الثلاثة كانت مخاض حركة التمرد التي سادت بلداناً جمهورية تقدمية، ويرى بعض أنها الشرارة التي انبثقت من خلل الرماد، ورأى بعض آخر ان معظم النار من مستصغر الشرر، ومهما كان القول، في هذا الشأن، فكل الدروب تؤدي إلى روما، حسب قول الأقدمين.
وُصفت الانتفاضات بالربيع العربي، اقتباساً، على أساس توق مواطني بلدان الربيع إلى الديمقراطية، المحررة من تلك اللواحق اليسارية، إذ أضحت عقيمة. وما زالت قوافل الانتفاضات تسير على درب ما تزال محفوفة بمخاطر، ليس هنا موضع الحديث فيها.
ومثلما فاجأ الربيع العربي - التائق إلى الديمقراطية السياسية - أصحابه قبل غيرهم. فاجأت الجميع تلك التظاهرات العارمة في غرب أوروبا وأمريكا الشمالية، التي ما لبثت أن أخذت طابع انتفاضة جماهير ترنو إلى الديمقراطية الاجتماعية، وتعترض على توجهات التقشف الاقتصادية لمعالجة الأزمة المالية العالمية، التي يعبّر عنها المثل الشامي ابلغ تعبير "من فقرنا زيدوا غناكم".
أترى بلغ وضع الاقتصاد العالمي الشأو الذي قصد إليه ماركس، فغدا ممكنا، بعد مرور ما يقرب من قرن على ثورة حاولت أن تكون ماركسية، مضيفة إليها اللينينية - ومن ثم درجت العادة على إضافة الملحقات الوصفية على المصطلحات - مبدلة الثورة العالمية التي تنبأ بها ماركس، بالثورة في بلد واحد مقولة لينين، وأشياء أخرى. وحُتِمَ على الناس أن يعانوا في ظل نظامين رأسماليين متعارضين ما عانوه، من الرأسمالية الليبرالية ورأسمالية الدولة - المدعوة زوراً بالاشتراكية - وما يزالون.
ترى هل تأهل العالم لثورة عالمية تصنع ديمقراطيتها بجناحيها السياسي والاجتماعي في آن معاً.
ترى هل حصل اقتناع بأن المصطلحات كالإنسان الذي صنعها تظل تسير عرجاء حتى يتم تقويمها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيارة تقتحم حشدًا من محتجين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة أمري


.. -قد تكون فيتنام بايدن-.. سيناتور أمريكي يعلق على احتجاجات جا




.. الولايات المتحدة.. التحركات الطلابية | #الظهيرة


.. قصف مدفعي إسرائيلي على منطقة جبل بلاط عند أطراف بلدة رامية ج




.. مصدر مصري: القاهرة تصل لصيغة توافقية حول الكثير من نقاط الخل