الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حراك الرئيس أبو مازن وافق فلسطيني جديد

فاطمه قاسم

2011 / 10 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


انتهى الصخب الاول الذي احدثته اسرائيل وامريكا ضد الذهاب الى الامم المتحدة ،وكان صخبا فيه الكثير من التهديدات والاضاليل، وفيه الكثير من التلويح بالعصي ، والقليل من الوعود، الا ان الذي اسكت هذا الصخب، هو خطاب الرئيس ابو مازن الشجاع، والذي استخدم فيه اسلوبا هادي الشكل، الا انه صلب المراس ، عميق المعاني ، وكبير الاسئله، اكده في مؤتمر البرلمانين الاوروبيين ايضا.
وهنا لا بد من التذ كير بما اشارت اليه بعض التقارير الصحفية التي انتشرت على نطاق واسع في العالم وفي اسرائيل ايضا، عن خطا التقديرات التي استندت اليه الاجهزة الاسرائيلية والامريكية وهو ان الرئيس ابو مازن سيتراجع في اللحظة الاخيرة، فهم لا يعرفون الرجل حق المعرفة، ولذلك جاءت تقديراتهم خاطئة، ذلك ان الرئيس ابو مازن لم يذهب الى الامم المتحدة انفعاليا، بل بهدف واضح وهو تغيير قواعد اللعبة، منطقيا وبعد قراءة عميقة للمزاج الدولي ،بل ان المجتمع الاسرائيلي رغم وجود اليمين المتطرف في سدة الحكم لديه ما يفعله بخصوص عملية السلام وعجز نتنياهو وائتلافه عن تقديم بديل مقبول، والاعتماد الاسرائيلي شبه المطلق على تورط امريكا في عملية الانحياز المكشوفة فاقدة المبرر والمشروعية
وبالتالي:
فان فكرة التراجع كانت مستحيلة، لان بقاء اللعبة بقواعدها القديمة لايمكن احتماله او قبوله مرة اخرى .
وان خطا التقديرات الاسرائيلية الامريكية بنيت على اساسه مواقف كثيرة لدى بعض الاطراف هنا وهناك اخطرها بعض المواقف الفلسطينية في المعارضة، وبالاخص في المعارضة الاسلامية "حماس بشكل رئيسي والجهاد الاسلامي وهذه ايضا كان لها صخبا موازيا للصخب الاسرائيلي الامريكي، الا انها لم تستطع الصمود طويلا، وهي ادعاءات التفرد بالقرار، او عدم صوابية القرار اصلا، او ادعاءات التاثير السلبي لقرار الذهاب الى الامم المتحدة للمطالبة بالاستحقاق الفلسطيني ، وعلى مصير منظمة التحرير الفلسطينية ، او على حقوق اللاجئين الفلسطينين، اعادة العزف على مقولة " فلسطين من النهر الى البحر " مع ان الاخ خالد مشعل رئيس مكتبها السياسي، كان قد اعلن باسم حماس وبشكل واضح وصريح عن موافقتها على على المشروع المشروع المرحلي الجماعي وهو اقامة الدولة الفلسطينية على على حدود عام 1967، وعلى اعطاء المفاوضات فرصة ان تحققت المرجعيات التي يطالب بها الرئيس ابو مازن، وكان غريبا الخلط بين الموافقة على الدولة واجراءات الذهاب الى الامم المتحدة، فهما موضوعان مختلفان تماما، مع العلم ان حيثيات شرعية القرار وفقا للمؤسسات الفلسطينية قد استكملت جميعها ،سواء قرار من اللجنة التنفيذية او قرار المجلس المركزي ،وقرار من اطار القيادة الفلسطينية الذي يضم الاخرين الذين ليسوا ممثلين بالمنظمة، مثل بعض الشخصيات المستقلة، وبعض الفصائل الفلسطينية وبعض الاطراف الصغيرة التي لم تدخل المنظمة بعد المبادرة الوطنية، وكذلك الحرص على دعوة حماس والجهاد الاسلامي للمشاركة في المجلس المركزي حيث رفضتا من جهتهما تلك الدعوة الشجاعة.
ولعل المراقبين لاحظوا باهتمام بالغ، ان نتنياهو، في خطابه الذي جاء بعد خطاب الرئيس ابو مازن امام الجمعية في الامم المتحدة، لم تكن فيه العنجهية السابقة، والاهم من هذا انه لم يتطرق الى الانقسام الفلسطيني الذي كان حجته الدائمة والذي كان يعايرنا به باستمرار والسبب واضح، هو ان خطاب الرئيس ابو مازن قد نقل الحوار الى مستوى اعلى من تلك الافعال الصغيرة واصبحت الاسئلة متجهة ومنصبة على سلوك الولايات المتحدة ، ومصداقيتها، واهليتها لرعاية عملية السلام، واهليتها لقيادة العالم، واصبح الموضوع متعلقا بمجمل السلوك الاسرائيلي المعربد والمستهتر والمهين للمجتمع الدولي ،ولهذا فان في مثل حوار قوي كهذا، فان الانقسام بدا اداة غير صالحة للاستخدام الجدي.
وهكذا فنحن فلسطينيا الان، بعد ان ذهبنا الى الامم المتحدة، لايمكننا العودة الى تلك الاساليب والتراشقات ما قبل ايلول، يلزمنا الان الية جديدة، اكثر قوة ومنطقية ومن الضرورة العودة الى فهم منطقي لمصطلح التوافق في الساحة الفلسطينية، وليس ان ينزلق التوافق في الساحة الفلسطينية الى ان يصبح فيتو يعطل القرار ،وكذلك الاستعداد لفهم منطقي لمصطلح المشاركة، فالمشاركة لا تعني ان حركة حماس تاخذ ما يناسبها ولا تقبل مالا يناسبها وهذا ينطبق على الاخرين، لان هذا معناه اختطاف وليس مشاركة، وقد حدثت هذه الاشكالية تحديدا عند الاتفاق على تفويض المنظمة بالعمل السياسي باسم الشعب الفلسطيني، فان تطبيق هذا الاتفاق يعفي حماس من حرفية الاعتراف والالتزام بحقائق معينة، مثل الاعتراف بالاتفاقات او باسرائيل، الا انها تراجعت عنه حين ذهبت المنظمة للمطالبة باستحقاق ايلول،حيث بدات بحملة تشويش كبيرة ومعادية .
وهكذا فان حراك الرئيس ابو مازن، والقرار الفلسطيني بالذهاب الى الامم المتحدة ، فتح الباب امام سلوك دولي جديد، وادارة علاقات دولية تساند وتلتف حول المطالب الفلسطينية بافاق جديدة، فالاولى ان تنعكس في علاقاتنا الداخلية الفلسطينية باسلوب جديد ،فلا يمكن التعاطي مع استحقاق الدولة وافاقها الجديدة باسلوب ولغة الانقسام والذي ثبت انه لم يعد صالحا للاستخدام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مفاوضات القاهرة بين الموقف الاسرائيلي وضغط الشارع؟


.. محادثات القاهرة .. حديث عن ضمانات أميركية وتفاصيل عن مقترح ا




.. استمرار التصعيد على حدود لبنان رغم الحديث عن تقدم في المبادر


.. الحوثيون يوسعون رقعة أهدافهم لتطال سفنا متوجهة لموانئ إسرائي




.. تقرير: ارتفاع عوائد النفط الإيرانية يغذي الفوضى في الشرق الأ