الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشيوعيون السوريون يختتمون احتفالات الذكرى الـ 80 للتأسيس تظاهرة احتفالية كبرى في شوارع دمشق

قاسيون

2004 / 12 / 12
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


احتفاءً بالذكرى الثمانين للتأسيس، أحيت اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين هذه المناسبة المجيدة على طريقتها الخاصة... فالزمن لم يعد زمن خطابات.. وغدت المخاطر أكبر من المهرجانات البعيدة عن نبض الشعب وهمومه..
فكما أصبح الخميس الوطني تقليداً أسبوعياً لدى الشيوعيين السوريين للتعبير عن مساندتهم للنضال الوطني الفلسطيني في انتفاضته الباسلة، وإدانتهم للعدوان والاحتلال الأمريكي للعراق الشقيق، وإصرارهم على المقاومة كخيار وحيد في مواجهة العدوان الإمبريالي الأمريكي ـ الصهيوني.. تجمع الشيوعيون السوريون أمام المفوضية الأوربية بدمشق، لينطلقوا في تظاهرة حاشدة وسط الشوارع الرئيسية للعاصمة السورية مساء يوم 2/12/ 2004، ليكون العيد الثمانون للتأسيس عيداً لكل الوطن.. وفرحاً مقاوماً.. وهتافاً وطنياً يستقي الصمود والشموخ من التاريخ الوطني السوري الحافل بدروس المقاومة والجهاد..


وطن حر..وشعب مقاوم!
وقد تمثلت في التظاهرة الاحتفالية الأسرة السورية من طفلها إلى كهلها بأجلى صورها.. وكانت نسبة الشبان هي الأكبر حيث بلغت نحو 70% من مجموع المحتفلين المتظاهرين..
وقد تصدر التظاهرة الاحتفالية العلم الوطني السوري والشعار الكبير: «كرامة الوطن والمواطن فوق كل اعتبار»، و«وطن حر، وشعب مقاوم»! وأعلام فلسطين والعراق وصورة كبيرة للشهيد البطل يوسف العظمة كُتب عليها: «على درب يوسف العظمة سائرون.. المقاومة هي الخيار الوحيد!»، وصور شهداء ورموز النضال الوطني التحرري في سورية... وعشرات الرايات الحمراء وصور المناضل الأممي أرنستو تشي غيفارا..
وتقدم التظاهرة كوكبة من براعم نيسان الذين يحملون البالونات الملونة والعلم السوري والفلسطيني..
صمود وثبات
وشقت التظاهرة طريقها من شارع أبو رمانة والمهدي بن بركة وشارع الحمرا إلى ساحة الشهيد يوسف العظمة، لتكمل مسيرها من أمام مبنى مجلس الشعب، وصولاً إلى ساحة عرنوس..
وأثناء المسير، علت أصوات الهتاف للوطن والحزب وللمقاومة الباسلة:
في سورية كل الشعب..
بدو من مجلس الشعب..
قرار يقاطع أمريكا..
ويلي عم يدعم أمريكا..
بالجريمة هو شريكها.....
صامد ياحزب الثوار..
ثابت على ها الأفكار..
أفكار الماركسية..
مقاوم وما بتنهار..
في عندك أقوى شبان..
تمشي على خط النار..
راية عامل وفلاح..
يشهد شعب العزة يشهد..
شيوعي بلبنان استشهد...
أسطورة تلحق أسطورة..
من الفلوجة لجنين...
الأرض بتنبع فدائيين..
ياشعبي شد الهمة..
بأيدك مصير الأمة..
الشعب السوري بدو يثور..
على الخاين والمأجور..
علي بايع أرض بلادو..
وما همو إلاّ الدولار...
كلمة اللجنة الوطنية
وعند وصول التظاهرة إلى ساحة عرنوس، ارتجل الرفيق حمزة منذر كلمة باسم اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين، بعد أن وقف الجميع دقيقة صمت تخليداً لشهداء الوطن والحزب.. وفيما يلي نص الكلمة:
أيتها الرفيقات والرفاق!
أيها الأصدقاء الأعزاء!
تحية لكم جميعاً كهولاً وشباباً ـ وفأل خير أن الأكثرية من الشباب ـ تحية خاصة لممثلي المنظمات البعيدة وإصرارها على المشاركة في هذه المسيرة وهذا الاحتفال بالذكرى الثمانين لتأسيس الحزب الشيوعي السوري المجيد.
لقد أجمعت اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين وجميع المنظمات المنخرطة على ساحة الوطن في مهمة توحيد الشيوعيين السوريين أن يكون الاحتفال بالذكرى الـ80 للتأسيس ليس احتفالاً تقليدياً معلباً، ومن دواعي هذا القرار إدراكنا لخطورة المرحلة التي تمر بها منطقتنا وبلادنا.. ولذلك ليس لدينا رغبة الترف في الخطابات، نحن نرغب في العمل الملموس وفق شعارنا الوطني الكبير: (كرامة الوطن والمواطن فوق كل اعتبار)، ذلك الشعار الذي يستبطن كل الشعارات الوطنية والطبقية الكبرى التي رفعها الحزب في مسيرته الطويلة.
عندما يكون الوطن في خطر لا عذر لمتخاذل، عندما يكون الوطن في خطر يجب ألا ننكفئ إلى التباهي بالماضي إلا بالقدر الذي يفيد الحاضر والمستقبل ويزيد من مناعة الوطن في مواجهة المخاطر الخارجية والداخلية عبر تعبئة قوى المجتمع الحية على الأرض وليس عبر الخطابات التي تتجاهل مايدور حولنا من مخاطر تهدد السيادة الوطنية والاستقلال الوطني بالكامل.
عندما يجري احتلال بلاد الرافدين من أمريكا رأس الإرهاب وعندما يصبح الجيش الأمريكي على حدودنا الشرقية، وتزداد التهديدات الصهيونية ضد سورية ولبنان، وعندما يجري إقرار مايسمى بقانون محاسبة سورية أو الحديث عن تحريرها في الكونغرس الأمريكي وعندما يصدر مجلس الأمن بضغط فرنسي ـ أمريكي قرار 1559 من حقنا القول: أننا أمام عدوان متسارع في زمن يتناقص، فأين هي المتاريس؟
كنا قد توصلنا بالتحليل وبالقراءة الصحيحة وبالرؤية العلمية الموضوعية للوضع الدولي والتصريحات الأمريكية وللأزمة الإمبريالية ـ الأمريكية المستعصية التي لا حل لها بالداخل، إن أمريكا محكومة بالحرب وبتوسيع رقعة الحرب فيما بعد لتحقيق المشروع الإمبراطوري ـ الأمريكي الجديد بعد أحداث 11 أيلول 2001. وماالحديث عن الشرق الأوسط الكبير بعد احتلال العراق إلا رأس جبل الجليد الظاهر فقط للعيان، ومن هنا لم تترك الولايات المتحدة أمام الشعوب ومنها شعوبنا إلا خيار المقاومة.... لأن أمريكا قادمة لا لإسقاط الحكومات كما يتوهم البعض بقدر ماهي جادة في تفتيت الدول، تفتيت المجتمعات وثقافاتها وموروثها وعاداتها وتقاليدها إن استطاعت ذلك.
فأمام هذا الواقع المعقد نستذكر ما قاله الكاتب المسرحي العالمي الراحل ابن سورية سعد الله ونوس: «إننا محكومون بالأمل وما يحدث الآن ليس نهاية التاريخ».
وكأن سعد الله ونوس ورغم مرض السرطان الذي كان ينهش جسده كان يرد على نظرية الفيلسوف الأمريكي فوكوياما بعد انهيار الاتحاد السوفييتي.. فمن سياتل إلى دافوس إلى دوربان إلى استنبول إلى أمريكا اللاتينية إلى أرض فلسطين والعراق وجنوب لبنان إلى رفض هوية المحتل الإسرائيلي في الجولان الحبيب والذي لن نتنازل عنه مهما بلغ الصلف الصهيوني، إلى مظاهرات الشعوب في كل مكان تقاوم العولمة المتوحشة التي تحاول ابتلاع جميع الهويات الوطنية وتتقيؤها سلعاً... إن كل ذلك يدخل في خيار المقاومة الشاملة للشعوب التي بدأ ينفتح أمامها الأفق التاريخي للانتصار ودحر المشروع الأمريكي الإمبراطوري، وليس من المبالغة القول أن بداية النهاية لهذا المشروع ستكون من العراق ولماذا لاتكون من بلاد الشام أيضاً.
فإذا كانت المساومة من ضرورات الأنظمة، فالمقاومة هي خيار الشعوب.
بالأمس أكدت سورية رسمياً ومجدداً أن لاتنازل عن الثوابت الوطنية ولاتنازل عن الجولان ولاتنازل عن الحقوق العربية في استعادة الأراضي المحتلة ونحن مع هذا الموقف وكي يصبح هذا الموقف أكثر صلابة لابد أن يأخذ عمقه الشعبي الواسع، لأنه عندما يتعرض الوطن إلى خطر حقيقي مثل الذي نواجه اليوم، لابد أن يكون الرهان على الشعب أولاً وأخيراً وليس على جهاز الدولة وحده... وهذا يتطلب تعزيز الوحدة الوطنية على أرضية عدم التنازل عن الثوابت الوطنية وعدم الاستقواء بالخارج على الداخل، وهذا يتطلب حل المسألة المعيشية لجماهير الشعب عبر وقف النهب ومحاربة الفساد ومحاسبة ناهبي قوت الشعب ووقف مسلسل الخصخصة وإطلاق الحريات السياسية العامة لجماهير الشعب وقواه الوطنية وهذا ماعبرنا عنه بشعار: «الحرية للوطن والديمقراطية للمجتمع والعيش الكريم للشعب».
لذلك يجب الإقلاع عن الأوهام القائلة بأن الليبرالية الجديدة هي الحل، كلا ليست هي الحل لأنها لم تمر في أي بلد من بلدان العالم الثالث إلا وخلفت الخراب والدمار وراءها (وصدق مهاتير محمد عندما قال على شاشة التلفزيون السوري:
بأن من يطبق وصفات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي يقطع لنفسه تذكرة سريعة نحو الهاوية). الليبرالية الجديدة الآن هي جوهر العولمة المتوحشة.. وهذه بعض الأمثلة من واقعنا في سورية:
عندما طرحنا رأينا في ندوة الوطن الأولى والثانية حول خطورة الليبرالية الجديدة وحول ضرورة الربط بين المهام الوطنية عبر الحوار الوطني الجاد والديمقراطية ثارت ثائرة الليبراليين الجدد وهاجمونا في الصحف وفي الانترنت.. وعابوا علينا أننا ندافع عن قطاع الدولة ضد الخصخصة..
وعندما أصدرنا بلاغاً باسم اللجنة الوطنية ضد استباحة الفلوجة وتأييداً للمقاومة العراقية كذلك هاجمونا.
وليس صدفة أن تصدر مجموعة (أحدهم الأردني شاكر النابلسي المدافع الدائم عن أمريكا، والتروتسكي عفيف الأخضر التونسي، وجواد هاشم العراقي الوزير في حكومة بريمر)أصدروا بياناً يندى له الجبين أسموه: «البيان الأممي ضد الإرهاب» جوهره الطلب من مجلس الأمن تشكيل محكمة دولية ضد كل من يفتي بالجهاد ومقاومة المحتلين.. ووقع عليه أيضاً أربعة من الليبراليين الجدد في سورية.
نعم نحن ضد الليبرالية الجديدة ليس فقط انطلاقاً من أفكار الماركسية ـ اللينينية التي نعتز بالتمسك بها، بل لأننا وطنيون قبل كل شيء، لأن الليبرالية الجديدة تعني استباحة اقتصادنا الوطني وربطه نهائياً بالسوق الرأسمالية العالمية وهي تعني استباحة للسيادة الوطنية وتمكين العدو الصهيوني ـ الأمريكي من تنفيذ مخططاته ضد بلدنا ومنطقتنا.
نحن قلنا ونؤكد مجدداً أن سورية مستهدفة وليس هناك إمكانية لإرضاء المستعمرين والغزاة الجدد فلا خيار أمامنا إلا المقاومة وليس الاستكانة كما يطرح البعض.. فلو كان الأسلاف على شاكلة هؤلاء لما استقلت سورية ولما تحررت بقية الشعوب من نير الاستعمار.
أيها الرفاق: إن أكبر هدية للذكرى 80 للتأسيس ولتعزيز الوحدة الوطنية: هي العمل الجاد لاستكمال وحدة الشيوعيين السوريين لاستعادة الدور والعودة للجماهير والعودة معها إلى الشارع لا للتباهي بل دفاعاً عن كرامة الوطن والمواطن مع جميع القوى الوطنية في بلدنا الحبيب سورية.
تحية إلى كل شهداء الوطن، شهداء المعارك الوطنية والطبقية.
تحية إلى شهداء المقاومة ضد المخططات الإمبريالية ـ الصهيونية.
تحية إلى أبطال المقاومة الميامين في فلسطين والعراق وجنوب لبنان وإلى رافضي هوية الاحتلال الصهيوني أحرار الجولان الصامد.
سورية لن تركع.. وطن حر وشعب مقاوم
وقدم بعد ذلك الشاعر الشعبي فاضل حسون (أبو سلام) بعضاً من قصائده، وأنشد الرفيق الفنان أبو مكسيم بعضاً من أغانيه..
واختتم الاحتفال بترديد الجميع النشيد الوطني السوري.
■■








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحدي الثقة بين شيرين بيوتي و جلال عمارة ???? | Trust Me


.. حملة بايدن تعلن جمع 264 مليون دولار من المانحين في الربع الث




.. إسرائيل ترسل مدير الموساد فقط للدوحة بعد أن كانت أعلنت عزمها


.. بريطانيا.. كير ستارمر: التغيير يتطلب وقتا لكن عملية التغيير




.. تفاؤل حذر بشأن إحراز تقدم في المفاوضات بين إسرائيل وحماس للت