الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بطولة الدوري في المال الحرام

أمير الحلو

2011 / 10 / 18
كتابات ساخرة



تغني السيدة أم كلثوم أغنية رائعة تقول فيها ( ستاير النسيان ، نزلت بقى لها زمان ) وهي تقصد جانب المحّبة في كتابها على عملية النسيان ، ولكن (جماعتنا ) أخذوا الجانب السلبي في (التناسي ) وليس النسيان بالتغطية على بعض الأمور الأساسية التي لها علاقة بثروات البلاد وأمن الشعب ، فالطافح على السطح من القضايا المتعلقة بالفساد المالي والأداري والاختراقات التي تؤدي الى الموت اليومي لابناء شعبنا ، هو أكثر من الغاطس ، ولكن المفارقة هي أن جميع الأمور التي تطفو على السطح بفضائحها سرعان ما (تغطس ) لتظهر غيرها و( طمطمة ) القديمة ناسين أن ذاكرة الشعوب لا تمحى ، ولأقرب الموضوع أكثر أضرب مثالاً من مئات الامثلة على حوادث عشناها ، فقبل سنة تقريباً أثيرت فضيحة وصول صناديق تحتوي على لعب أطفال بدلاً من معدات وأجهزة كهربائية نحتاجها للخروج من هذه ( القضية ) المستمرة في شحة الكهرباء ، ولحد الأن لم نعرف نتيجة التحقيق وهل أعيدت لعب الأطفال الى من أرسلها وهل جاءت المواد المطلوبة أو أعيدت المبالغ المالية لقاء هذا (الغش ) ؟ومضت الأشهر ونحن بأنتظار النتيجة ولكن (التواصل ) مع الفضائح المالية والسرقات والغش جعلتنا نتوقف عن التساؤل ، وإذا بفضيحة أخرى يعلن عنها في المكان ذاته وهو وجود محطات ومعدات كهربائية متروكة بصناديقها في العراق لا أحد يتساءل ماذا بها ، حتى جرى الكشف مؤخراً عن محتوياتها ، واذا بها محطات كهربائية نحن أحوج ما نكون اليها ، وقد صرح أحد المسؤولين أن هذه المحطات تستطيع تغطية احتياجات المحافظات الجنوبية كاملة من الكهرباء ، مما يعني ان حصة هذه المحافظات ستتحول الىمحافظات أخرى ومنها بغداد مما يحقق تقدماً جيداً في مجال توفير الطاقةالكهربائية .
هذا الموضوع مثار حالياً في وسائل الاعلام ولدى الناس ولكني أراهن أن نظرية ( ستاير النسيان ) ستطبق أيضا على هذه الحالة ، وكل أمانينا أن لا يجري تناسيها بسبب ظهور فضيحة أخرى تتشكل لجنة تحقيقية لبيان ملابساتها ولكنها (تسقط بالتقادم) ونستعد لسماع فضيحة جديدة .
أنني كمواطن أشعر أن الأمور قد وصلت الى حدود غير مقبولة في التعامل مع ملفات الفساد ، فالسراق يكثرون ، والأخرون يشعرون أن نظرية (المال السايب حرام ) يجري تطبيقها في جميع المجالات ، بحيث أن كل من تصل يده اليه من مشاريع وحتى أجور ورواتب وشراء مواد وغيرها يسارع الى اقتطاع حصته مسبقاً وبالطبع يضعها في حساباته المتخمة في الخارج ، حتى أن الشركات والدول الاجنبية باتت تعرف هذه الحقيقة لذلك فأنها تضع بأعتبارها (عمولة) المسؤولين عن كل مشروع مع وضع مبالغ غير حقيقية كقيمة لانجاز أي مشروع أو بيع بضاعة ، أي أن عمليات السرقة والاحتيال متبادلة بين الخارج والداخل ، أما المواطن فهو بين الأثنين يجري (عصره ) وامتصاص دمائه وثرواته الوطنية لتوضع في جيوب السراق الذين لا يشبعون ويطالبون بالمزيد .
والسؤال المشروع في هذا المجال ، هو : الى متى ، ومن سيضع حداً لما يقع ، واتخاذ خطوات جادة للحفاظ على الثروة الوطنية ومنع السرقة والغش والاحتيال ، خصوصاً وأن العالم الخارجي والمنظمات الدولية تراقبنا لتعرف من سيفوز في سباق اكثر دولة فساداً في العالم ، هل العراق أم الصومال ، واذا استمرت الامور على ما نحن عليه الأن في هذا المجال فسنحصل بجدارة على (بطولة الدوري )!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - قالها اليوم الدكتور قاسم حسين
د. قاسم الجلبي ( 2011 / 10 / 18 - 11:41 )
سيدي الكريم ,عندما يكون على راءس الدوله حاكم نزيهه لا يجراء ان يسرق فلسا واحدا ويكون قدوه في العفه والنزاهه ووجود وزراء تكنوقراط مستقلين لا ينتمون الى طائفه او حزب معين عندها سينتهي هذا الفساد وهذاما شاهدناه في عهد الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم, اما حكومه المالكي وقبلها الجعفري وعلاوي هم من فسحوا المجال وتهاونوا مع المفسدين على مرافق الدوله وتبادلوا على وزارات النفط والماليه والتجاره والكهرباء والتي تعتبر من اهم بؤر الفساد في دوله العراق والتي تدعي انها دوله ديمقراطيه مع التحيه

اخر الافلام

.. رحيل الممثل البريطاني برنارد هيل عن عمر 79 عاماً


.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع




.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو


.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05




.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر