الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


احتفاءً بفرح الطفولة وتكريس الربيع

رشيد قويدر

2011 / 10 / 18
الادب والفن


أحيا كورال "السنونو ـ سوريا" كورال أطفال فلسطين؛ حفله الثالث مساء يوم 13/10/2011 في مركز الشهيدة حلوة زيدان ـ قاعة الأمل في مخيم اليرموك، وسبق وأن أطلق حفله الافتتاحي بذات القاعة؛ وقدم الثانية في قلعة دمشق بمناسبة مهرجان "فرح الطفولة".
افتتح الحفل مدير المشروع الفنان إسماعيل طرابلسي، وبكلمات قصيرة جاء فيها: "مرحباً بكم في هذه الأمسية ... غناء الأطفال لا يحتاج سوى أن نفتح له نوافذنا ليدخل إلى القلوب والعقول"؛ وتوجه بالتحية والشكر لروسيا والصين وفنزويلا، لمواقفهم الصديقة، ولحضور ممثليهم الحفل، وباسم أطفال فلسطين "كورال السنونو" توجه بالشكر والعرفان قائلاً: "شكراً محمد طارق الخضراء القائد والمناضل والشاعر والأديب والإنسان على عطاءاته التي هي نبعٌ لا ينضب".
وهو القائل:
هذه البراعـم بالوفـاء تفتحت عشقاً لأرضٍ أزهرت ألوانا
فإذا السنابل قد زهت بعطائها وتعملقت أنغامهـا بسمانـا

صدح الأطفال بقيادة الفنان الياس الزيات ... وها نحن نَعبُر إلى طفولتنا المستعادة ... طفولتنا الضائعة، ومرحى "كورال السنونو" يحل علينا بكبرياء وألق ... كبرياء أشجار الزيتون الجريحة والراسخة في الأرض، تعلمنا كيف نفتح ثنايا النص، ونحلق بأجنحة السنونو على أرض تواقة للحرية ... ومن عبوديتها، طفولتنا التي تركناها في أحلامنا ... المؤجلة في برد الشتات ... ولهيب القيظ كتنورٍ مستعر ... وها نحن في ربيع السنونو، وربيع الطفولة ربيعاً دائماً حين تكون الموسيقى خلاصنا الوحيد للاحتفاظ بإنسانيتنا، فالفن: يهدف أساساً إلى إبداع شيء جميل يؤثر لا على مشاعرنا ولكن على تكاملنا كبشر ... على خيالنا ... أليست هذه فلسفة الجمال ... وفي سياق التفسير الرمزي يندرج قول إيلينا روستروبوفيتش مؤسسة المشروع: "لنعطِ صوتاً لكل طفل، فإنهم يقبلون على العالم ليثبتوا أنفسهم، وليجدوا لأصواتهم ولأنفسهم مكاناً في هذا العالم".
ثمة ما يجمعنا الكثير مع روسيا نحن الفلسطينيين، أساطيرنا والأساطير الروسية القديمة، بدءاً من التفسير الرمزي لـ "عبادة الأرض"، فكل من شاهد باليه "تكريس الربيع" الروسي لـ "سترانفسكي" يسترعي انتباهه لغة الموسيقى ولغة الطبيعة الروسية، لغة الموسيقى لمفعول الربيع الكلي القدرة، الطاقات الحيوية وذروة التوهج، الفرح الغامر للطبيعة ... الفرح الغامر للطفولة الفلسطينية، الدماء الفلسطينية الفائرة ... زقزقات السنونو في الشرايين إيذاناً بانطلاق الربيع، الطبيعة والمياه التي تنفجر من الصخور؛ لنملأ الجرار ونعصر العناقيد، والتقاء الكائنات مع رقصة الأرض وتمردها على كل القوى الكابتة، والخصب والحنو على الجنين في الأحشاء، لذة الأمل والحياة، ويشبُّ الفلسطيني مبكراً كطائر الفينيق الذي يفنى ليبعث من رماده ...
نشترك معاً في هذه الأساطير الممتدة في القِدَمْ، وثمة غناء آخر نحو صورٍ لا يفقهها إلا الضالعون بتشابكات الترميز في كتاب الوهج، فالأحفاد إلى مسقط رؤوس الأجداد ... إنها "نوتة" موسيقى الوطن ...
في هذا الحفل تفاعل الحضور كثيراً، ولعل أجمل ما حققه الحفل؛ هو ما يجعلك تشعر أنك عشته تماماً، مشاعر جميلة تسمح بلحظات أشبه بالصلاة ... صلاة حميمية صادقة، هنا نستطيع القول أنه ليس غريباً توالد هذه المشاعر، حيث يلمس تطوراً متساراعاً في الكورال بعد أن كرس الفنان جوان قره جولي جهوده بهذا الجانب، واصبح (المدير الفني للمشروع)؛ وهو مؤسسة إبداعية ثقافية بذاته، بما يملك من إحساس إبداعي وخبرة، وبما يملك من أحلام متسعة بوسع اللون الأزرق في هذا العالم .. مسخراً وقته وجهوده الملموسة بوضوح في تطوير الأداء الكورالي، وافتتاح معهداً مرافقاً للتعليم على الأدوات الموسيقية، يشرف عليه نخبة من الاختصاص من خريجي معهد صلحي الوادي..
مع تصفيق الجمهور الحار ... نحييكم أيها المشرفون على منجزكم ... وعلى أول الدرب ... ونحييكم مضاعفاً وأنتم تعيدون لنا طفولتنا ... وتعيدوننا إلى ذاكرتنا وتراثنا ... وتسردون مشاعرنا ... وخطرات قلوبنا التي تكتسي بالمعنى ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا