الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار متمدن: ليسار يكتب ولا يقرأ....!!!

محسن صابط الجيلاوي

2004 / 12 / 13
ملف - الصحافة الالكترونية ودورها ,الحوار المتمدن نموذجا


لمناسبة الذكرى الثالثة لانطلاقة الحوار المتمدن، راودتني أفكار كثيرة لعل أبرزها ذلك السؤال الهام والضروري حول جدوى أن تحاور، ومع من يكتسب الحوار أهميته ؟ هل مع يسار كما هو ماثل اليوم ؟ هل نحاور نقيضنا أم أعدائنا أم نحاور ذلك الداخل منا الذي يريد لجبهة اليسار إن تتطور وان تُبعث الحياة فيها بما ينطوي عليه الواقع من تغيرات هائلة عميقة المحتوى والمضمون ؟ أسئلة كثيرة تهز كامل مؤسسات اليسار كأحزاب ومنظمات وشخصيات وكذلك كفكر ونقاش وصراع أحيانا بين عالم مشدود ليسار مهزوم وبين قوى متطلعة لإعطائه روح جديدة تجعل من الناس تصدق بان ما نقوله قابل للتحقيق ومنسجم مع الحياة...لكن بتحري بسيط نكتشف أن مشكلة اليسار العربي عميقة جدا، والجميع يركض للهروب إلى الأمام ليس بحرص المجدد ولكن ( بالثعلبية) على النفس والواقع، الجميع يكتب دون تلفت ضروري وعميق إلى الوراء لذلك الركام الهائل من الإخفاقات والأخطاء، لكي تُحلل بعمق يضع مصالح الناس والوطن فوق كل شيء...أزمة اليسار في تلك البنيوية الهشة التي شاخت روحا وجسدا لأنها كانت في أغلب الأحيان تقف على مرتكزات عالمية وتابعة دون أن تُركز ذلك الثابت وطنيا وتترك التأثير الآخر كمتحول قابل للجدل والتغيير...اليسار اليوم يكتب بكثافة، مقابل هذا يقرأ قليلا...هناك لهاث ونحن نحتاج التأمل لكي نصل إلى حلول مشتركة، نحن نحتاج إلى الحب والشفافية ورؤية العالم بعين منفتحة، بعين ناقدة لا تخاف من الحقيقة حتى ولو كانت قاسية وموجعة...
وسط كل هذا المرتبك جاءت ولادة الحوار المتمدن لكي تفتح بابا جديدا يعتمد على تقنيات الحداثة في الشكل، والانتماء إلى العالم الذي لا يخاف الرأي الآخر في المضمون مما أكسبه تلك المصداقية والحضور والانتشار، لأنه خاطب عقل وضمير الناس ولامس تلك الإشكالات التي حاول البعض تحويلها إلى مقدس لكي نصاب بالتكلس والتخمة ولننام على الهزائم المتتالية وكأنها قدرنا الحتمي...نعم أقول إن الحوار المتمدن حرك هذا الساكن ولكن الحوار المتمدن لوحده لا يكفي لهذا فالمطلوب الإكثار من هكذا مجالات رصينة قابلة للبقاء والتجدد لكي تزرع أملا بمستقبل أفضل، فبدون يسار شاب واسع الانتشار والتأثير سنترك أوطاننا عرضة للسلفيات وللأفكار الغاربة وبالتالي سنبتعد عن هذا التطور الحاصل في العالم، فهم يدخلون الحداثة والرقي كل لحظة ونحن للأسف ندخل الظلام والتخلف وسيادة كل ماهو رجعي وقديم...

أتمنى أن يكون الحوار المتمدن مكانا لحوار تسوده الديمقراطية والتفاعل، مكانا لنبذ الراديكالية التي عرف بها اليسار سابقا، وان يساهم في بلورة يسار وطني يركز على ثوابت الأمة ( الوطنية ) بكل ذلك التنوع الجميل الذي تتميز به أوطاننا...أن نستفيد من سائر الفكر الإنساني في صياغة يسار عربي يبتعد عن قوالب الأيدولوجيا، وتلك الأصنام التي جعلتنا عراة أمام شعوبنا, أمام ضغط الواقع الذي لا يعترف إلا بذلك القابل للتحقيق، والذي يحقق مكسبا للناس عبر بناء نظام اجتماعي تسوده العدالة وتكافؤ الفرص والمنافسة، نظام قائم على العدل والحرية كثوابت يناضل من اجل تحقيقها الجميع...!
تحية لكل من أعطى لهذا الموقع من جهده ووقته...
فوسط هذه الظلمة واليأس أحيانا يبدو ان إشعال شمعة خير من أن تلعن الظلام
فما بالك ونحن لدينا ثلاث شمعات...لقد أزحنا العتمة قليلا ، تلك هي أعظم ما أراد أن يقوله الحوار المتمدن...!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تنفي التراجع عن دعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام مح


.. هيئة البث الإسرائيلية: نقل 300 طن من المساعدات إلى قطاع غزة




.. حزب الله اللبناني.. أسلحة جديدة على خط التصعيد | #الظهيرة


.. هيئة بحرية بريطانية: إصابة ناقلة نفط بصاروخ قبالة سواحل اليم




.. حزب الله يعلن استهداف تجمع لجنود إسرائيليين في محيط ثكنة برا