الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الغباء السياسي في تصريحات ايران العسكرية:

خالد عبد القادر احمد

2011 / 10 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


يرتفع منسوب اللغة العسكرية في الخطاب السياسي الاقليمي الى حد يعطي انطباعا ان المنطقة تعيش حالة طواريء اكثر مما تحيا علاقات جوار, ولم تفعل التصريحات الايرانية الاخيرة حول يسر قدرتها على اجتياح اراض المملكة العربية السعودية سوى ان زادت هذا الانطباع تشنجا, ووضعت الاصبع على زناد بندقية القرار العسكري استعدادا لاطلاق الحرب. الامر الذي يجعلنا نتسائل عن واقع ماهية الخلفية التي نحدد طابع القرار السياسي الايراني,
ان السلطة الثقافية الروحية في ايران المؤطرة بمقولة ولاية الفقيه, اخذت ديناميكية السياسة الايرانية نحو التدخل بالشئون الاقليمية, عبر الاحجام الدينية الشيعية الموجودة في مواقع متعددة في المنطقة, لتوظفها كادوات داخلية تستظل مقولة الربيع العربي, وترفع شعار العدالة الاجتماعية بمحتوى طائفي رجعي لهدف توسيع مشاركتها السلطوية والانحراف بالتوجه السياسي القومي لهذه المواقع من مساره الراهن تحت ظل النفوذ السياسي الراسمالي الغربي, لتضعه تحت مظلة النفوذ السياسي الايراني وجنوحه نحو التوسع الاقليمي, في محاولة لتوسيع حجم فاعلية النفوذ الجيوسياسي القومي الايراني في الصراع العالمي, وتضخيم عملية الانتاج الايرانية وقدرتها على المنافسة على حساب المقدرات الاقتصادية للقوميات الاخرى في المنطقة, وقد نجحت نسبيا بصورة ملحوظة في تحقيق ذلك بالعراق, او لابقاء اوضاع قومية اخرى في حال عدم استقرار وانهاك كما فعلت في يمن ما قبل الثورة في صراع الحوثيين مع النظام اليمني,
ان موقفنا من هذا التوجه الايراني هو نفس موقفنا من تدخل اي اجندة تدخل اجنبية في اي وضع قومي مستقل, بغض النظر ان كانت لغة هذه الاجندة الاجنبية, عربية او انجليزية او فرنسية او روسية او فارسية او صينية, وفي هذا السياق رفضنا اي مطالب اصلاحية فئوية اكانت طبقية او ثقافية, واتخذنا موقفا سلبيا من القوى التي ترفعها, فليس هدف الثورة الانتقال بمسار التطور الحضاري القومي من سياق سياسي رجعي الى سياق سياسي رجعي اخر, فنحن نعتبر ان مهمة الثورة هو دفع مسار التطور الحضاري القومي الى تجاوز معيقاته الرجعية الثقافية والطبقية ولذلك نرفض فئوية مطالب الانتفاض في البحرين وعشائرية وطائفية وانشقاقية مطالب انتفاضة اليمن, ومحاولات استعادة نظام مواطن من الدرجة الاولى ومواطن من الدرجة الثانية بمصر, ....الخ. كما نرفض محاولات تحديث اوضاع قومية اخرى من خلال مظلة التبعية لمراكز التفوق العالمي وعبر صيغة سيطرة وتسلط برجوازية الكمبرادور على النظام القومي, كما تجري المحاولة في ليبيا وسوريا.
ان التوافق بين الاجندات الاجنبية اثناء تدخلها بالاوضاع القومية الاقليمية انما يتم على ارض هذه الاهداف الاستعمارية, ولذلك نرفضه بغض لنظر عن تعارضاتها البينية او صلتنا العرقية والثقافية بها, لانها على تعارض مبدئي مع ضرورة الارتقاء الحضاري للعلاقات القومية الانسانية
واذا كانت السياسة هي فن تطبيق وتجسيد خصوصية الرؤية الثقافية بصورة عملية على ارض الواقع, فاننا سنلاحظ ان الخلاف الايراني الداخلي لا يتعلق بصورة اساسية بخصوصية الرؤية القومية الايرانية وتحديدا في مجال السياسة الخارجية, بل بين البراغماتية الثقافية المباشرة التي يجسدها رجل ولاية الفقيه الديني والبراغماتية الديبلوماسية السياسية التي يجسدها رجل الدولة الايرانية, وهو ينحصر في توقيت واساليب تجسيد الاهداف القومية في الواقع الدولي, لكنه لا يمس ابدا توحدهما على نفس الهدف التوسعي,
ان التلاعب بالشئون الداخلية للقوميات الاخرى والتلاعب على تناقضاتها العالمية هو مجال تدخلات الاجندات الاجنبية, وخير تجسيد للسياسة القومية التوسعية الايرانية بهذا الصدد هو تلاعبها بالشأن الداخلي الفلسطيني ولعبها على مقولة وواقعة الصراع الفلسطيني الصهيوني, حيث اسهمت الاجندة الايرانية بتوفير شروط انضاج الخطوة الانشقاقية وقيدت وتائر المقاومة الفلسطينية المسلحة وعطلت مسار التسوية السياسية للصراع,
ومن الواضح ان التصريحات الايرانية حول السعودية والتي تقوم على التفاخر بالتفوق القومي وتبطن التهديد والوعيد بالاجتياح. وان دلت على وجود دراسات واستعدادات مسبقة لمثل هذا الاحتمال, غير انها تحمل ايضا طابع المباشرة الثقافية التي لا تعدو ان تكون غباءا سياسيا, فاتجاهها _اذا افترضنا انها لن تستطيع الدفاع عن نفسها_ هو وضع السعودية في مسار طلب تحالفات دولية تحميها من العدوانية الايرانية, والذي يعني ضرب استقلاليتها وسيادتها القومية, كما انه يكشف زيف الادعاء الايراني بالاخوة الاسلامية ولا يفعل سوى ان يصب الزيت على نار الخلاقات بين البلدين. وكان الاجدى بحكام ايران السياسيين والروحانيين ان يعلنوا ان قوة ايران هي في خدمة تعزيز الاستقلال والسيادة السعودية لا عدائها والتفاخر بيسر القدرة على اجتياحها,
ان هذا التفاخر القومي الايراني يلقي بظلاله فورا على مقولة ممنعة النفوذ الاجنبي في المنطقة, حتى تنسحب هذه الظلال على حلفائها الرسميين والفصائليين في المنطقة, ويحمل العداء لتحالفاتها الاقليمية فيها, حيث من الواضح ان هذه التصريحات تلزم جنوب لبنان وقطاع غزة ان يوضحوا بلا لبس موقفهم منها, فبهذه التصريحات باتت المنطقة مهددة بالاجتياح الصهيوني من شرق المتوسط وبالاجتياح الايراني من منطقة الخليج, ويبدو ان من اطلق هذه التصريحات لا يعلم انه يسرع من وتائر السياقات السياسية المتحققة اصلا في المنطقة وانه يعجل في انفلات قرار الحرب الذي لا يعيقه في الواقع سوى انجاز الولايات المتحدة عملية سحب قواتها من العراق, حتى لا تتعرض لمذبحة بسبب قرار حرب متسرع, الى جانب ضرورة انجاز بعض المهام اللوجستية المنتشرة على اكثر من موقع قومي في الشرق الاوسط من مثل التدرب على نظام الانذار الصاروخي الذي نشر حديثا في تركيا وتعزيز قوة الجيش المصري الدفاعية في سيناء وعن قناة السويس,








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البقاع شرق لبنان: منطقة استراتيجية بالنسبة لحزب الله


.. بعد مقتل حسن نصر الله.. هل كسرت إسرائيل حزب الله؟




.. تباين| مواقف هاريس وترمب من العمل في ماكدونالدز


.. عواصف وفيضانات غمرت مناطق متعددة في ولاية فلوريدا جراء ضرب إ




.. أمين عام المجلس الإسلامي العربي يتهم إيران بتسليم إحداثيات -