الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طريق الحقيقة رقم -28-

محمد تومة

2011 / 10 / 19
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


طريق الحقيقة رقم -28-
بيان
لماذا الدفاع عن الشعب الكردي؟
كثيرون من الناس سواء أكانوا من المعارضة أو على رأس السلطة في الوطن العربي يوجهون النقد لشخصية أبو إلياس وأفكاره كونه متبني الدفاع عن الشعب الكردي. والأقليات المتعايشة مع الشعب العربي والتركي والفارسي.
البعض من أصحاب النرجسية القومية والدينية يستغربون كوني عربي. وما أكثر القضايا العربية. فلماذا تبني القضية الكردية؟
ولفك شيفرة هذا اللغز المحير وكوني المسؤول عن طريق الحقيقة:
أقول إنني عربي أباً عن جد ومن أم عربية.. أحلم لأمتي العربية ولكافة أبناءها حياة سعيدة وراقية ومتقدمة والأمن والسلام.. وإنني عندما أدافع عن القضية الكردية إنما أدافع عن أمتي العربية وأحلم بأن تحتل مكانتها العالمية بين الأمم.
وقد يقول قائل: إن دفاعك عن الشعب الكردي في الحرية وحقه السياسي يعني ذلك تشجيع على الانفصال وتمزيق الوطن العربي ولكي لا يكون هذا يجب محاربة الشعب الكردي ومحوه من الموجود سياسياً واقتصادياً وثقافياً. وهكذا سنوحد الأمة العربية ثم نعيد مجد الأمة العربية للوصول إلى الأندلس غرباً وإلى حدود الصين شرقاً....
هذا هو تحليلهم وشعارهم وسياستهم ونظرتهم الاستراتيجية.. وللرد على هؤلاء الخائفين من الانفصال والتمزق نقول: إن هؤلاء لا يقرؤون التاريخ.. إنهم يركبون الحمار بالمقلوب, ولذا فإنهم يقرؤون التاريخ بالمقلوب.
إن تاريخ اليوم قد فرض على الشعوب والأمم العيش ضمن تكتلات اقتصادية إقليمية أو قارية. إن العيش ضمن دول ذات حدود مغلقة ستكون مصيرها ألعوبة بين أيدي التكتلات الاقتصادية الكبيرة.
وإني أسأل: لماذا نسيت أوروبا كل آلام الحربين العالميتين.. وهاهي شعوب أوروبا الآن تتحد مع بعضها البعض؟ وهاهو اليورو ينافس الدولار وجميع العملات الأخرى..!
يا أبناء أمتي العربية سواء أكنتم في المشرق أو المغرب. إننا اليوم نعيش في القرن الحادي والعشرين. لا أريد أن أخاطبكم بلغة أكاديمية ونحوية معقدة تحتاج إلى معجم لفهمها.. لكي تفهموا أبو إلياس وما يتبناه من أفكار إستراتيجية.. أقول لكم:
انظروا إلى شوارع مدينتكم سترون الألوف من السيارات بمختلف أحجامها وماركاتها.. زوروا الأرياف سترون الألوف من الجرارات الزراعية.. مدنكم منورة بالكهرباء.. بين أيديكم الملايين من الأجهزة الخلوية.. انظروا إلى بيوتكم ما تحويه من أجهزة ومعدات الكترونية وكهربائية.. كل هذا التكنيك وغيرها الكثير لا تستطيعون أن تعيشوا بدونها.
لقد تغير التاريخ بجانبيه المادي والروحي معاً.
ولنعود لنحلل ما أوردناه من أمثلة من الناحية الاقتصادية ونسأل: ترى كم من المال ندفع لشراء كل هذه التكنولوجيا من الدول المصنعة لها؟
فماذا لو صنعنا كل هذا التكنيك.. ترى كم من المال سوف نوفره؟
بإقامة معمل لتصنيع السيارات أو الطائرات أو القاطرات.. ترى كم من الأيدي العاملة يمكن تشغيلها للقضاء على البطالة؟
وعندما تقام تلك المنشآت وتوفر فرص العمل والدخل المحترم.. فلماذا يشتت أبناء أمتنا العربية في أصقاع الدنيا تاركين وراءهم أعز ما يملكه الإنسان وهو الوطن..!
ومن الناحية السياسية والثقافية والأيديولوجية والعقائدية.. لماذا تحول العامل السياسي إلى عامل ارتزاق؟
ولماذا يتمسك السياسي بالأسلوب الديكتاتوري ثم يبدأ كسب القرش الحرام؟
ولماذا لا نحل مشاكلنا إلا بالحروب الأهلية؟
ولماذا لا يحدث عندنا وحدة وطنية بعد مرور نصف قرن على الاستقلال ولا زال السني متمسكاً بسنيّته والعلوي بعلويته والمسيحي بمسيحيته والكردي بقوميته والعربي بعروبيته والعشائري بعشائريته؟؟ ثم تبدأ الحرب الأهلية الدموية.
ولفهم اللغز المحير نقول: إن نظرة طريق الحقيقة الإستراتيجية تكمن في الشعارات والأهداف لطريق الحقيقة كي تحتل أمتنا العربية مكانتها اللائقة بين الأمم الأربعة:
الديمقراطية للعربي والفارسي والتركي، والحرية للكردي.
إننا نقول أنه لا حل للمذهبية والطائفية والعشائرية والشوفينية القومية ولا حل كي نصنع السيارة والطيارة والحاسوب الإلكتروني و... إلا بالديمقراطية.
ولا يمكن أن تكون هناك ديمقراطية إلا بحل القضية الكردية وحقه الكامل في الحرية. إن النظام السياسي الديكتاتوري والثقافة الديكتاتورية هي التي تغذي الثقافة المذهبية والطائفية والقومية الشوفينية والعشائرية. كل هذه الثقافات تعني تدمير الأمة العربية والفارسية والتركية وتجعلها متخلفة عن العالم المتطور.
إن مستقبل شعوب الشرق الأوسط بأممه الأربعة العربية والفارسية والتركية والكردية هي في اتحادها لتشكل تكتلاً اقتصادياً.
وإن الذي سيقود إلى ديمقراطية هذه الشعوب العربية والفارسية والتركية هو الشعب الكردي.. وهذا ما بيناه في مسلسل طريق الحقيقة منذ انطلاقتها. وهاهي الأحداث التاريخية تبرهن صحة رؤيتنا الإستراتيجية.
وبناءً على ما قدمته من شرح مختصر شديد لرؤية طريق الحقيقة الإستراتيجية نوجه خطاب طريق الحقيقة بمناسبة الأحداث والزلازل الاجتماعية العاصفة بالمنطقة إلى المعارضة بكافة أشكالها الدينية والعلمانية واليسارية واليمينية:
ونقول: إن وطننا الحبيب سورية قد بدأ بطوفان نوح جديد يحل عليه.. ويوماً بعد يوم بدأت ترتفع المياه الحمراء.. وها أنتم الذين تحملون راية المعارضة والتغيير والإنقاذ وتعقدون المؤتمرات واللقاءات والنقاشات وتطرحون أنفسكم بدلاً من السلطة لخلاص وطننا الحبيبة سورية، ولكي لا تزيدون من مأساة الشعب السوري، فإننا نضع أمامكم الأفكار والمبادئ التالية:
1- لا حل لمشاكل الشعب السوري إلا بالنظام السياسي الديمقراطي.
2- ولا ديمقراطية إلا بحل القضية الكردية في سورية.
3- ولا حل للقضية الكردية إلا بالاعتراف الواضح والصريح بدون تأجيل بالشعب الكردي كقومية ثانية وشريكة في سورية.
4- لا تأجيل لا قبلاً ولا بعداً للقضية الكردية. إن كل وثيقة تصدر من أي مؤتمر ولم تتضمن وبكل صراحة اعترافاً بالقومية الكردية كقومية ثانية في سورية سوف لن يحظ بتأييد طريق الحقيقة. إن عدم الاعتراف بذلك يعني تدمير الشعب السوري وتفاقم مشاكله وفتح المجال أما التدخلات الخارجية الإقليمية والدولية.
5- إن الشعب الكردي هو عقدة الديمقراطية ليس في سورية فقط بل في الشرق الأوسط فإذا لم تحل وتفك هذه العقدة فلن يكون هناك ديمقراطية.
6- إن الديمقراطية ليست بضاعة مصنعة ولا آلة يمكن إخراجها من الصندوق وتركيبها... إن الديمقراطية ثقافة تزرع وتسقى وتخدم كي تنموا رويداً رويداً حتى تصبح شجرة عالية لتعطي ثماراً.
7- هكذا فهمنا الديمقراطية، والقضية الكردية. لقد اعتقدنا بأن كافة المشاكل والمفاهيم والإيديولوجيات المتطرفة لا يمكن أن تزول سواء أكان في تركيا أو الدول العربية أو إيران بدون حل مشكلة الشعب الكردي والأقليات المتعايشة مع هذه الشعوب. ولهذا ومنذ انطلاقة طريق الحقيقة بهذه النظرة الإستراتيجية بدأنا نزرع مع كل حلقة من مسلسل طريق الحقيقة - والتي بلغت حتى الآن ثمان وعشرون حلقة- القضية الكردية.
وهاهو اليوم الذي بدأت فيه القضية الكردية تودع على جدول الأعمال سواء أكانت من قبل المعارضة أو السلطة الحاكمة، ولا يمكن لأي أحد أن يغمض عينيه عن القضية الكردية على الإطلاق.
إن ظهور القضية الكردية ووضعها في جدول الأعمال لم يظهر بين ليلة وضحاها بل هي عملية زرع نظراً لأهميتها الإستراتيجية في حياة شعوب المنطقة. وهذا ما زرعناه عبر مسلسل طريق الحقيقة ذي الثماني وعشرين حلقة.. وإن من يريد التأكد من ذلك يمكنه الوصول إلى مسلسل طريق الحقيقة ليرى كافة حلقاته على موقع مدونة الحرية الإلكتروني: alhouria12.maktoobblog.com
8- إننا نحذركم إن كنتم تريدون الخير والسعادة والأمن والاستقرار لشعوب المنطقة أن لا تلعبوا بالقضية الكردية. اذكروا القضية الكردية في كل وثيقة تصدرونها. وازرعوا حلولها القانونية والسياسية والدستورية بكل وضوح وبدون تلاعب بالكلمات والألفاظ أو التأجيل.. أو بعبارات مثل الأخوة الأكراد ومشاركون معنا في الدين أو مواطنون متساوون معنا في الحقوق والواجبات.. أو أنهم من النسيج الاجتماعي السوري.. كل هذا التلاعب بالألفاظ والكلمات لا يحل القضية الكردية وبالتالي لن نرى الديمقراطية أبداً.
9- إن المرحلة التاريخية التي نعيشها هي مرحلة حقائق والتلاعب بالألفاظ والكلمات والعبارات لا يمكن أن يخدع أي إنسان.
والحقيقة هي أن الشعب الكردي موجود كقومية ثانية سواء أكان في الدول العربية أو تركيا أو إيران.
فما دام هو موجود فلا بد من ذكر ذلك في الدستور.
وما دام هو موجود فلا بد أن يكون له حق سياسي وثقافي.
وما دام له هذه الحقوق فعليه كافة الواجبات الوطنية.
وإذا لم يعط له حقه الدستوري والسياسي والثقافي يعني ذلك استبدال ديكتاتورية بديكتاتورية. ويعني ذلك دوران مسلسل العنف والإكراه والثقافة الديكتاتورية.. ويعني ذلك استمرار كافة العقائد والإيديولوجيات والأفكار الشوفينية.
وهذا يعني الطوفان والزلازل الاجتماعية ويعني الجهل والفقر والاستبداد والتخلف وختاماً نكرر تحذيرنا: إياكم والتلاعب بالقضية الكردية.. وقد أعذر من أنذر.. لأن التاريخ سوف لن يرحم وإن أي تلاعب بقوانين التاريخ وضروراته يعني طوفان نوح عليكم وعلينا جميعاً..
ودمتم..
محمد تومه – أبو إلياس
حلب في 18-10-2011








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الخارجية الروسية: أي جنود فرنسيين يتم إرسالهم لأوكرانيا سنعت


.. تأجيل محاكمة ترامب في قضية الوثائق السرية | #أميركا_اليوم




.. دبابة إسرائيلية تفجّر محطة غاز في منطقة الشوكة شرق رفح


.. بايدن: لن تحصل إسرائيل على دعمنا إذا دخلت المناطق السكانية ف




.. وصول عدد من جثامين القصف الإسرائيلي على حي التفاح إلى المستش