الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دور الحكومات الغربية في الأزمة المدنية السورية الراهنة و في الحل ؟!

فراس سعد

2004 / 12 / 13
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


رسالة إلى الحكومات الغربية و مثقفي سورية .
إذا كانت الحكومات الغربية تخشى ديمقراطية سورية لأنها تخشى صعود حالة قومية أو دينية متطرفة إلى الحكم نتيجة ديمقراطية ما , فنحن نطمئن تلك الحكومات الغربية بشدّة و نقول لها و لأصحابها السريين و العلنيين في الحكم و غيره في سورية , أن الشعب السوري فقد الأمل كلياً بقوة قومية أو دينية تصل الحكم عن طريق صناديق الأقتراع و بالتالي فإن مثل هكذا قوى لن تصل إلى حكم سورية كما أن القوى الشيوعية لن يكون نصيبها أفضل من نصيب أختيها القومية والدينية فكلهم في الهوا سوى .. هوا و...
لذلك على تلك الحكومات الغربية و سواها أن تشجع الحكم السوري على مزيد من الخطوات الديمقراطية التي ستؤدي إلى مزيد من الأنفراج الأقتصادي و مجيء استثمارات حقيقية إلى سورية عبر ألغاء القوانين المعيقة للأستثمار و هي كلها قوانين نشأت أيام الحرب الباردة و اكتوى بها الشعب السوري و ما يزال بحجة الأشتراكية رحمها الله و أسكنها فسيح جناته , و كذلك أصلاح القضاء و فصل السلطات و توصيف عمل الأجهزة الأمنية و تحديد مجالها الأختصاصي دون تطاولها على الحياة الأجتماعية المدنية و الأقتصادية و الثقافية الإعلامية للمجتمع السوري .
كما أننا نطمئن الحكومات الغربية أن الشعب السوري لن يصادر أملاك عملاءها السوريين الذين يديرون أمور البلاد و لن يهاجموا سفاراتها و لن يعتدوا على شركاتها فيما إذا ساعدت تلك الحكومات الشعب السوري للخروج من أزمته الراهنة الأقتصادية الأجتماعية , لكننا في الوقت نفسه نؤكد لتلك الحكومات أن العكس سيحصل فيما إذا بقيت راضية عن أداء النظام السوري و تلعب معه لعبة مسرحية سمجة مكشوفة للشعب السوري و قواه الحيّة و فيما إذا بقيت صامتة عن قمع الحريات و الكيل بمكيالين و التغاضي عن انتهاك حقوق الشعب السوري في العمل و السكن و الكلام و التعبير الحر .... إن صبر الشعب السوري المسحوق اجتماعياً يكاد ينفذ بسبب سياسات التجويع و الحصار الأقتصادي الذي تفرضه القوى التجارية المتحالفة مع الحكم البعثي المخابراتي و بسبب – زد على ذلك - سياسة كم الأفواه , و هما سياستان سببهما طرف واحد و تؤديان للأنفجار حتماً , و مهما كانت مصالح أوروبا و فوائدها من انفجار اجتماعي سياسي سوري– إذا افترضنا ذلك – فهي لن تكون أبداً بحجم فوائدها من ديمقراطية سورية محتملة و ممكنة إلاّ إذا دخلت اسرائيل أو أصدقاءها في الداخل و الخارج على الخط فعندها يصبح كل شيء ممكن عدى ديمقراطية سورية ... ذوي الحكمة يدركون ما أقصد !

إن ديمقراطية سورية وليدة ممكنة بمساعدة العالم الغربي فقط و هي ديمقراطية لن تكون بالضرورة معادية للمصالح الغربية كما يتوهم بعض المثقفين السوريين مثلما لم تكن الديكتاتورية السورية معادية للمصالح الغربية
, و الأسلاميين السوريين عموماً هم اليوم أكثر الفئات علمانية في سورية و أقلهم عنفاً و أصولية مقارنة مع بعض الفئات البعثية و الشيوعية ذوي الدم الحار و الذهنية الجامدة , نقصد بالأسلاميين هنا حزب الأخوان المسلمين كما يبدو في خياره السلمي الحضاري الجديد في مشروعه الأخير , و هو مشروع نضج في الأجواء اللندنية من قبل مثقف من وزن البيانوني , نتمنى للسيد قد ... و لعبد الحليم الأحمر شتاءات لندنية تستشرف هكذا مشاريع .
باختصار شديد هناك أعداد متعاظمة من السوريين تمد يدها لشعوب و حكومات الغرب لتتعاون معها و تعمل لمصلحة شعوب المنطقة بما يخدم قضية شعوبها و مصالح حكوماتها , فليس بالضرورة أن تبقى مصالح الحكومات متعارضة مع مصالح الشعوب , دعونا نجرّب الحاضر بكل ما هو ممكن وجديد و لا نأسر عقولنا و نفوسنا بآلام الماضي و أوهام منظّرين و متحزّبين و منطلقات نظرية و دساتير أحزاب و بيانات و خطب حزبية و أعمال كاملة لزعماء و مفكرين تجاوزهم الزمن من زمان , منذ أن قمقموا حاضرهم و مستقبلنا – حاضرنا – في صفحات مقدسة أين منها الكتب المقدسة ؟!


فراس سعد
كاتب سوري
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البنتاغون: أنجزنا 50% من الرصيف البحري قبالة ساحل غزة


.. ما تفاصيل خطة بريطانيا لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا؟




.. المقاومة الفلسطينية تصعد من استهدافها لمحور نتساريم الفاصل ب


.. بلينكن: إسرائيل قدمت تنازلات للتوصل لاتفاق وعلى حماس قبول ال




.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تهدم منزلا في الخليل