الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اسلام اردوغان وعلمانية تركيا

عبدالله الدمياطى

2011 / 10 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


بدأ صعود أردوغان في السياسات التركية الداخلية بنجاحه في الانتخابات البلدية باسطنبول، حيث قضى سنواتٍ غير خلالها وجه المدينة التاريخية باتجاه التجدد والازدهار مع الاحتفاظ بالأصالة ، وإذا كان العنوان الإسلامي للحزب المتغير الأسماء دون تغيير الهوية هو الذي رفع من شعبيته في تركيا فإنّ التأييد الكاسح الذي ناله في العقد الأخير من السنين يعود للنهوض الاقتصادي الكبير الذي حققته تركيا في عهده، بعد كساد وتضخم وفساد طوال أكثر من عقدين، ففي السنوات الأربع الماضية ظلت نسبة النمو تتراوح بين 7 و10%، وزادت صادرات تركيا أربعة أضعاف، وارتفع متوسط الدخل للفرد من 1500 دولار إلى ستة آلاف دولار،
من المعروف عن إردوغان أنه يستخدم أسلوب خاص يساعده في تحقيق أهدافه داخل تركيا وخارجها أيضا، فمن مغادرة مقعده في أوسلو احتجاجا على العدوان في غزة، إلى طرد السفير الصهيوني من أنقرة نلمس أن اردوغان يتلمس مواضع قدمه قبل أن يضعها على الأرض وهذا يكسبه شعبية كبيرة داخل وخارج .
نرجع ألان إلى موضوعنا الاساسى

بعض الحركات الإسلامية هاجمت تصريحات اردوغان واعتبرته خروجاً غير مقبولا عن النص، خصوصا وأن تصريحاته جاءت في وقت احتدم فيه الجدال داخل مصر بين الإسلاميين وبين العلمانيين حول طبيعة الدولة الجديدة المنتظرة ورأى فريق آخر أنَّ تصريحات أردوغان محاولة للالتفاف على الفخ الذي نصبه الإعلام المصري إذ خيّر بين أمرين إمَّا أن يبشر بالفكر الإسلامي الذي يعمل به حزبه منذ 8 سنوات داخل تركيا، وحينها سيواجه مشكلات كبيرة بسبب مخالفته الدستور التركي الذي يؤمن بعلمانية الدولة وهذا حدث سابقا عندما غلبه الحماس وكان حينها عمدة اسطنبول عام 2002فقال مقولته الشهيرة ( ان قباب المساجد خوذاتنا وان مأذن المساجد حرابنا وان اهل المساجد جنودنا وإننا ندافع عن قلعه الإسلام ) فسجن لان هذا مضاد لقانون الدولة العلماني الذي هيمن على الساحة التركية، والذى زج قبل أردوغان صديقة ومعلمه أربكان ،والخيار الثاني أن يدافع عن العلمانية لكن في الشق المتعلق بالاقتصاد وإدارة الحكومة بعيداً على أن يتهرب عن الحديث عن الشق الديني في الموضوع .
زاد من الجدل الذي خلقه أردوغان احتفاء العلمانيين المناهضين للمنهج الإسلامي بهذا الطرح، واستخدامها في حالة الصراع السياسي المحتدم بين أبناء المنهج الإسلامي من ناحية، واليسار والليبراليين من ناحية أخرى، فحاولوا أن يقرنوا العلمانية بالتقدم والديمقراطية، وأن ما دون ذلك من دعوات إسلامية تدفع نحو التخلف، وكأننا لم نسمع ولم نفهم ما قال فكل يسمع ما يحلو له ويحرف الكلم عن مواضعه
قد حاول اردوغان أن يؤكد خلال حضوره في مصر أن الدستور التركي يعرف العلمانية بأنها تتعامل مع أفراد الشعب على مسافة متساوية من جميع الأديان، وأن الدولة العلمانية لا تنشر اللا دينية داعياً الشعب المصري ألا يكون قلقاً من العلمانية، مشيراً إلى أنَ الدولة العلمانية لا تعنى دولة اللادين، متمنياً وجود دولة مدنية تقوم على احترام جميع الأديان والشرائح في المجتمع في مصر، وهو المعنى نفسه الذي يؤكد عليه الإسلام، إذ يؤكِد الإسلام على المساواة في الحقوق بين جميع أبناء الدولة الواحدة.
وهذا المفهوم الجديد للعلمانية الذي يحاول أردوغان أن يعرضه كحل وسط يختلف تماماً عن العلمانية الموجودة في تركيا، حيث ينكر دعاتها البعث والنشور، وهو التيار الذي يقاومه أردوغان منذ وصوله إلى السلطة.
تأتي تصريحات أردوغان في مصر التي قال فيها إن تركيا دولة علمانية وأنا مسلم، بل استشهد خلال محاضرته في الأوبرا 7 مرات بالقرآن الكريم، ومن ثم لابد من التعاطي معه وسط هذه المعطيات جميعها، وأن يكون التقييم موضوعياً مع الوضع في الاعتبار أن لكل جواد كبوة، ولكل عالم هفوة، وأن أردوغان ليس منزهاً عن الخطأ، وليس نبياً مرسلاً من الله ليس له أخطاء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما حقيقة الاختراق الأمني الإسرائيلي للجزائر؟| المسائية


.. 5 ا?شكال غريبة للتسول ستجدها على تيك توك ?????? مع بدر صالح




.. الجيش الإسرائيلي يشن غارات على رفح ويعيد فتح معبر كرم أبو سا


.. دعما لغزة.. أبرز محطات الحركة الاحتجاجية الطلابية في الجامعا




.. كيف يبدو الوضع في شمال إسرائيل.. وبالتحديد في عرب العرامشة؟