الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كيف تكتب قصيدة نثر .. ؟!

عبد العظيم فنجان

2011 / 10 / 19
الادب والفن


كيف تكتب قصيدة نثر ؟ !

( صياغة اخيرة )

اشارة : في واحدة من نزواتها الغريبة تهبط اينانا السومرية / عشتار البابلية / إلى العالم الأسفل ( عالم الأموات ) وهناك تتلقى صنوفا من المذلة والمهانة ، بعد أن يتم تجريدها من الالوهة ، لكن تدخلا الهيا آخر يعيدها الى الحياة ، بَيدَ أن آلهة العالم الاسفل لا توافق على عودتها الى عالم الاحياء إلا بشرط تقديم البديل عنها ، لئلا يختل النظام ، وهكذا يُطلق سراحها مخفورة بكائنات فضة وقاسية كي تأخذ البديل عنها ، وهكذا ايضا ـ لسبب غير مقنع ـ تقرر أن ينزل بديلا عنها الى عالم الاموات زوجها وحبيبها " ديموزي " / تموز البابلي / الذي حاول ، عبثا ، الافلات من مصيره البائس ..

______________________

توسّد ذراعيكَ وابكِ لأن عشتار ، أين ما حللتَ ، بانتظاركَ ، فما حصل لديموزي ، وإن كان من تأليف الكتبة ، إلا أن مصيره يليقُ بشاعر مثلكَ .. لكن ، مع ذلك ، لا تتركَ لإسطورتكَ أن يصنعها أحدٌ سواك ، كما أن اوروك مقفرة فليس إلا هي : لا امرأة في هذه البلدة .

حاول ما أمكن أن تغفر، لأن المسألة هي أن تكون طيبا وهشا بما يكفي لأن تبدو مغفلا : أن لا تهتم بلمسة الآخرين على صدرها الفاتن ، فمن بين ثدييها فقط يمرُّ الخيطُ الذي يقودكَ إلى دلمون ، حيث تقاسُ الأعمارُ ، هناك ، بثقل اليأس ، وبغزارة القلق .

قـُلْ :
لعلها تلعبُ ، هذه الكاسرة القلب ، التي التقيتها في عالم من الخرائب : هواجس أهله وأحلامهم من الغبار .
لعلها لم تكن غير حلم راودني في يقظة الكتابة ، رغم ترانيمها في حنجرة الأغاني ، رغم عواطفها على زبد الماء ، و رغم دموعها في منامي .

اكتبْ :
لم أكن على بيّنة من أنها امرأتي المختارة إلا حين لم تعد امرأتي المختارة ، وتلك مسألة ليست لها علاقة بالشِعر الرديء ، إذ الكلمات معاول ، والجملة تضربُ رأس اختها الجملة ، فتطفرُ شرارة لا تجرّ وراءها إلا خيطا من السأم .

اصرخْ :
لا أعرفُ كيف أن عينيها ما زالتا مغروستين في عينيَّ ، ولا أفهم لماذا يخونُ المرءُ عينيه الجميلتين ..

حقا ،
مَن يجرؤ على الإساءة لعينيه الحقيقيتين ، وسط هذا العمى ؟!

ها أنتَ إذن :
عشتار التي اتضح أنها امرأة كنتَ تعاملها كآلهة ، لأنكَ بحاجة إلى مَن تعاملها كلؤلؤة ، كفيض من الدرّ ، وكإشراقة من ذهب ، إذ العالم من حولكَ منجم من الفحم : لا ضحكة بلورية ، ولا إبتسامة هي مصباح ، يضيء من دون شعلة ، ولا زيت .

آه ،
لو تفهم النبلة ُ أن القلبَ المثقوب لا يعبأ إلا بالثقب : لماذا هذا المكان ، وفي هذا التوقيت ؟
وهل يصلح القلبُ أن يكون بيتا لحبيب ، وهو مليء بالدم ؟

إن أتقنتَ نثرَ حِيرتكَ ، على الورقة ، وكأنها اكتشافات ، فتأكد أنكَ كتبتَ ، بطريقة ما ، قصيدة نثر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حبيها حتى لو كانت عدوتك .. أغلى نصيحة من الفنان محمود مرسى ل


.. جوائز -المصري اليوم- في دورتها الأولى.. جائزة أكمل قرطام لأف




.. بايدن طلب الغناء.. قادة مجموعة السبع يحتفلون بعيد ميلاد المس


.. أحمد فهمي عن عصابة الماكس : بحب نوعية الأفلام دي وزمايلي جام




.. عشر سنوات على مهرجان سينما فلسطين في باريس