الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دولة خائفة من الاسماء

ساطع راجي

2011 / 10 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


لا تنقضي نشرة اخبار ولا تطوى صحيفة ولا ينتهي خطاب الا وكان هناك تصريح لمسؤول عراقي في قمة الدولة او في سفحها او في قاعدتها ينص على "ان هناك دولة او جهة تقف وراء ما يحدث في العراق" سواء من اعمال ارهابية او خلافات سياسية، ولا احد من هؤلاء المسؤولين يشير الى اسم الدولة او الجهة تاركا الامر لفطنة المتلقي وتخمينه وهواجسه، والاشارة الى دولة او جهة بدون ذكر اسمها يأتي الى جوار عبارات مثل "بناء دولة قوية" و"الضرب بيد من حديد" و"تعزيز الوحدة الوطنية"..ألخ من العبارات التي تعبر عن نوايا القوة والبناء وكل ما يتناقض مع الخوف من ذكر اسم الخصم او العدو.
استمرار المسؤولين في الحديث عن دول وجهات لا يذكرون اسمائها إما يعني انهم يكذبون وهم بذلك يخترعون وهما ليعلقوا عليه فشلهم أو انهم خائفون فلا يتمكنون من ذكر اسم الدولة، واذا رفضنا فرضية الكذب عملا بحسن الظن في النوايا فلا يبقى امامنا الا فرضية الخوف، ولأن الكوارث الامنية والسياسية تضرب البلاد منذ عدة سنين ولأن تحميل دول وجهات لا تسمى مسؤولية ما يحدث في العراق متواصل ايضا منذ عدة سنين فليس امامنا الا الاستنتاج بأننا نعيش في دولة خائفة وترتعد فرائص مسؤوليها عندما يخطر على بالهم أسم الدولة أو الجهة التي تعيث فسادا في العراق او تحرض على الخراب فيه فأي دولة قوية هذه؟! وأي رعب يحيط بالعراق منها؟!، وأي مستقبل ينتظر بلادنا على يديها ما دام اسمها لوحده يثير كل هذا الرعب؟!، فما بالك اذا كانت دول لا دولة واحدة وجهات لا جهة واحدة؟!، أم إن قدر العراقي ان يخرج من دولة مخيفة ليدخل دولة خائفة فلا ينعم بالامن في الحالين.
علام او مم يخاف المسؤول السياسي والامني وخاصة اذا كان من الدرجة الاولى فلا يذكر اسم من يخرب ويضرب ويحرض منذ سنوات ستقارب العقد، وكيف يتوقع ان ينجح وهو لا يقوى على ذكر اسم خصمه او عدوه؟، وكيف يتوقع لبلده الاستقرار ومسؤوليه يخافون من الاسم مجرد الاسم فما بالنا بالمواجهة؟، واي معنى للحديث بعد ذلك عن البناء والتسليح والوحدة والمنعة، التي تتحول الى كلمات لا معنى لها مع ارتجاف المسؤول السياسي والامني هلعا فلا يقوى الا على الاشارة الغامضة العابرة؟.
سنقبل بالفرضية التي تقول ان الحكمة في السياسة تمنع من قول كل شيء بصراحة ولكن هذه الحكمة لاقيمة لها عندما يكون الخراب الناجم عن الصمت بمقدار ما نشهده في العراق، وسنقبل بالعذر الذي يرى انه لاضرورة لفتح مواجهة مع تلك الدولة او الجهة لكن هذا العذر لا معنى له لأن تلك الدولة أو الجهة فتحت أكثر من مواجهة دامية ومؤلمة في العراق، وسنقبل بالذريعة التي تذهب الى ان مفسدة الإشارة الغامضة أهون من هول المكاشفة ولكن السكوت عن الاثنين أرحم من الاشارة الغامضة التي تكشف أولا عن دولتنا الخائفة وتدفع ثانية الى فتنة التأويل وما تجر اليه من احتقان طائفي وسياسي، أم يظن المسؤول إن سلامة بدنه وكرسيه أولى بالعناية والحرص من سلامة البلاد، وحتى مع هذا يمكن للمسؤول مواصلة احاديثه اليومية المملة وغير المفهومة بدون لازمة " دولة تقف وراء ما يحدث في العراق" وهي لازمة تدميرية عندما تساق في عبارة فيها كلمات مثل "اشعال الفتنة الطائفية"، ومع كل ذلك للمواطن أن يسأل "ماذا فعلتم أو ستفعلون لانهاء ذلك التدخل الذي تتحدثون عنه رمزا منذ سنوات، أم انكم مرتاحون لهذه الشماعة ولهذا الوضع وتسعون للاستفادة منه، والا فهاتوا برهانكم؟".
كل ما يقال من نقد للاتهامات الملغزة التي يوجهها مسؤولون عراقيون لدول او جهات لا يعلنون اسماءها يقوم على اساس ان المسؤولين يقصدون ما يقلون وانهم ليسوا صرعى لهوس الكلام وانهم صادقون فيما يقولون والله اعلم بالسرائر وما تخفي الصدور.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استمرار البحث عن مروحية كانت تقل الرئيس الإيراني ووزير الخار


.. لقطات تحولت ا?لى ترندات مع بدر صالح ????




.. التلفزيون الرسمي الإيراني يعلن هبوط مروحية كانت تقل الرئيس ا


.. غانتس لنتنياهو: إذا اخترت المصلحة الشخصية في الحرب فسنستقيل




.. شاهد| فرق الإنقاذ تبحث عن طائرة الرئيس الإيراني