الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيانوني الاخوان والتماهي مع منظومة الاستبداد فكرا وثقافة

زارا صالح

2011 / 10 / 20
حقوق الانسان


المقابلة الاخيرة التي اجرتها قناة العربية ومن خلال برنامج ( نقطة نظام ) مع السيد البيانوني ( المراقب العام السابق للاخوان المسلمين في سوريا ) كشفت للعيان مرة اخرى مدى التركة الثقيلة التي خلفتها انظمة الاستبداد وتأثيرها الجمعي على سياسات وثقافة العديد من اطياف المعارضة السورية وبالاخص التي عاشت منذ عقود في الخارج وعايشت التجربة الديمقراطية في تلك البلدان ولكنها مع كل اسف ما زالت اسيرة تلك الثقافة رغم مطالبتها بالديمقراطية وتغيير النظام .
فكما هو الاستبداد ونظام البعث الشمولي والعنصري والذي اعتمد سياسة الالغاء والاقصاء بحق الشعب السوري عموما والكرد بشكل سافر من خلال المشاريع الشوفينية الاستثنائية بالاضافة الى اعتماد اساليب تؤسس لثقافة ( التأليه ) وترسيخ مفهوم العلاقة القطيعية بين الحاكم والمحكوم واعتبار كل ما يصدر من ( القائد ) كلاما ومراسيم وحتى الراتب الذي يحصل عليه المواطن من كدحه, بمثابة منح وعطاء ومكرمة من هذا الزعيم العظيم ليبقى الشعب مدينا له الى يوم الدين. والسيد البيانوني يحاول التكرم على الكرد والاقليات القومية والدينية في سوريا ( بمنحها ) المواطنة وكأنها امتيازا ويتناسى هذا الحق الطبيعي للانسان وكيف هو نفسه حصل عليها مع الجنسية وكامل الحقوق في بلد اجنبي , فكيف يكون الامر بالنسبة للسوريين انفسهم الذين يعيشون في وطنهم ومكون مختلف اخر مثل الشعب الكردي الذي يعيش على ارضه التاريخية منذ الاف السنين!!!
حقيقة تدعو الى الدهشة والاستغراب عندما يجري الحديث عن الديمقراطية والدولة المدنية التي ينشدها اصحاب هذا الفكر في حين ان الخطاب السياسي يؤسس لاعادة انتاج دكتاتورية من نوع جديد وبعناوين مدنية وديمقراطية. اذا كيف يمكن تفسير الدعوة الى سيطرة الاغلبية وضرورة انصياع الاقليات والمجموعات الدينية في الوقت الذي يتم الحديث عن صناديق الاقتراع, وهذه دعوة صريحة الى ترسيخ سياسات النظام السابقة من خلال الالغاء والاقصاء وفرض اللون الواحد والذي عانى من جراء ذلك عموم الشعب السوري واليوم يدفع بالالاف من الشهداء لينال حريته ويتخلص والى الابد من هذا الارث البعثي العفن ونظامه الاستبدادي.
ان المواطنة الحقيقية تكون عبر الاعتراف الدستوري بالتنوع القومي والتاريخي والثقافي والديني للمجتمع السوري وضمان ذلك الحق عبر المؤسسات الدستورية وليس فرض الهوية العروبية ( كما يفعل البعث ) على عموم المكون السوري واذا كان الله سبحانه وتعالى قد وهب الانسان هذا الحق ومنحه اسما ولغة وشكلا فكيف بكم تعارضون الارادة الالهية؟؟؟؟
ثم ما هذه الازدواجية والتناقض في المواقف عندما يجري الحديث عن شعب ظلم عبر التاريخ ويتعرض لحملات ابادة جماعية من قبل الطغمة الحاكمة في تركيا وقبلها من سلاطين العثمانيين واليوم احفادهم الجدد, هذا الشعب الذي انجب صلاح الدين والوحيد الذي حرر القدس يكون اليوم ارهابيا عندما يطالب بحريته وحقه في العيش والوجود؟ اذا ينطبق الحال ( حسب تفسيركم ) على كل شعب يطالب بحقه مثل الشعب الفلسطيني وكذلك العرب الاحوازيين !!ثم ماذا ستقول بحق الدولة التركية واحتلالها للواء اسكندرون وكذلك الامر في احتلال ايران للجزر الاماراتية وعن ( ارهابية ) الطلب الاماراتي لعودة هذه الجزر!! لاتنسى بان الشعب السوري البطل ايضا وعبر ثورته يطالب باسقاط النظام والعيش بحرية وكرامة فكيف تفسرون ذلك ؟ هل يمكن هنا التناغم مع المواقف الاردوغانية؟؟
اسئلة برسم السيد البيانوني عليه الاجابة عليها قبل ان يتهم الكرد بالارهاب لكي يعيد النظر في قراءته لهكذا مواقف لحركة تدعي الديمقراطية وتدعو لدولة مدنية لانعرف كيف ستكون اذا كانت هذه هي رؤيتكم لمستقبل سوريا والتعاطي مع القضايا الجوهرية وحقوق الانسان وحق الشعوب في تقرير مصيرها والعيش بكرامة بعيدا عن الاستبداد والدكتاتوريات الابدية والتي تكنس اليوم بدماء ثورة الشباب على اختلاف انتماءهم عربا كردا اشوريين وغيرهم من المكونات ليعيدوا بناء اوطان حرة تحتضن جميع ابناءها وتصون حقوقهم ليكون هذا التنوع عنوانا حضاريا لسوريا الغد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - ايديولوجيات الاستبداد وتخلف الاوطان !
درويش السيد ( 2011 / 10 / 20 - 12:52 )
لن تعبر سوريا بالبدائل الايديولوجية الاسلامية والقومجية والشيوعية عتبة الاستبداد الى الدولة المدنية الحديثة والمواطنة ... وهذا ما يشكل عقدة العقد ما لم تعبر تيارات الاستبداد المذكورة بنفسها وتقطع وتفكك كل ما مايربطها بامتلاكها الحقيقة المطلقة وتتخلى عن اهداف الهيمنة والاستقصاء ... والاخوان المسلمين هم اعقد عقدة كمنظومة استبدادية على الساحة الوطنية ماضيا وحاضرا ومستقبلا ..ولا اعتقد انهم في وارد مراجعة لمنظومتهم في سبيل مستقبل سوريا لكل مواطنيها وعلى كافة الوطنيين السوريين المنخرطين في الصراع القائم لازاحة الاستبداد اخذ ذلك بالحسبان وبجدية مطلقة والا فالبديل هو اعادة انتاج للاستبداد والبقاء مكانك راوح رغم ضخامة الفاتورة التي يدفعها المواطن السوري من اجل الحرية والكرامة وتوزيع ثروات الوطن بعدل على المواطنين.


2 - الاخوان
رائد الحواري ( 2011 / 10 / 20 - 19:43 )
لمعرفة حقيقة الاخوان المسلمن نذكر باحرية التي يتمع بها المواطنوت في غزة، فهناك تم السيطرة على نقابة الصحفين ، وتم اغراق العديد من المؤسسات التي تعمل ضد الاسلام والمسلمين، ومن باب التذكير تم العمل بكل جهد مستطاع للافراج عن الصحفي الانجليزي المختطف من قبل المتشددين الاسلامين، وفي المقابل تم الاعتداء بالضرب ومنع الصحفين الفلسطينين من تغطية اي اخبار تمس هيبة الامارة الاسلامية
اما بخصوص حق المواطنة للاكراد في سوريا فبما انهم الحاكمون بامر الله فمن حقهم عليكم ان تطيعوا الي الامر ، اتصح كل من يريد كشف حقيقة الاخون قراءة كتاب الحصاد المر لايمن الظواهري

اخر الافلام

.. شبكات | ماذا بعد طلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إ


.. تباين ردود الأفعال الدولية حول مطالبة -الجنائية الدولية- باع




.. محاكمة غيابية في فرنسا لـ 3 مسؤولين سوريين بتهمة ارتكاب جرائ


.. الحكم بإعدام مدرس الفيزياء قاتل طالب الثانوية العامة بالمنصو




.. بايدن يهاجم طلب الجنائية الدولية اعتقال نتنياهو وغالانت.. -أ