الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأبعاد السياسية (الدولية والعربية والمحلية) لصفقة تبادل الأسرى ( قراءة تحليلية )

ناصر اسماعيل جربوع

2011 / 10 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


الأبعاد السياسية (الدولية والعربية والمحلية) لصفقة تبادل الأسرى ( قراءة تحليلية ) بقلم د. ناصر إسماعيل جربوع اليافاوي
مما لاشك فيه ان مائدة السياسية مكتظة بالعديد من الطبخات الدولية والإقليمية ، وهذا بالطبع اجل عملية اتخاذ القرار إلى فترة من الزمن ، حتى يتسنى لطابخي السياسية الدولية أن ينظفوا المائدة أو جزء منها ، وكان ملف جلعاد شاليط إحدى هذه الملفات الموضوعة على المائدة السياسية الدولية ، لذا نلاحظ أن المجتمع الدولي وعلى رأسه أمريكيا كانت معنية ، بإنهاء ملف جلعاد شاليط وبهذه الفترة الزمنية بالذات .
مع اعتبارنا أن الصفقة كانت وطنية بامتياز ، وخروج المئات من الأسرى ، هو انتصار تاريخي للشعب الفلسطيني ، حيث قدم الفلسطينيين نماذج حية وراسخة من الصمود من ناحية ، ومن ناحية أخرى تحدوا اعتي النظم الاستخبراتية في العالم ، وهم يتحركون من مسافة لاتزيد عن بضع وأربعون كم مربع ، ومع إدراك المنظومة (الصهيو أمريكية) لهذا الانتصار الفلسطيني ، إلا أن قواميس السياسية العالمية لا تنظر إلى هذا الحجم الكبير لانها تنتظر الحجم الأكبر .
واليوم وبعدا تمام هذه الصفقة التاريخية ، أصبح لزاماً علينا أن ننتظر الواقع والمتوقع على الصعيد العالمي والمحلى :
فعلى الصعيد المحلى الفلسطيني :
-بالرغم من ضبابية الرؤى للعديد من المراقبين ، إلا أننا نجد أنه لم يعد أمام القيادة الفلسطينية في الضفة وغزة إلا سبيل المصالحة الوطنية ، للوقوف في وجه الغطرسة الصهيونية والحصار الأمريكي ، وما تشابك أيدى (ابومازن وعبد العزيز دويك وناصر الشاعر) وتلاحم الرايات والخطابات والهتافات (الفتحاوية الحمساوية مع كافة الفصائل الأخرى) إلا رسالة وجهها ابومازن وحماس للعالم ، وإسرائيل بشكل خاص ..
-بالرغم من الرسائل التي وجهها الأستاذ خالد مشعل ، والتي يشير إلى موقف قوة حركته التفاوضي في ملف شاليط وغيرها من الملفات التي قد تستطرئ مستقبلا ، إلا أن مضامين كلامه يدرك منه انه لاهروب من الوحدة وذلك انسجامًا مع الظروف الموضوعية والذاتية المحيطة بفلسطين ، ولاسيما حدود غزة الجنوبية التي لا تنسجم إلا مع أضواء المصالحة .

إقليميا وعربيا :
من المرجح حسب قراءتنا للمعطيات العربية ، أن المنطقة ستشهد حرباً إقليميه ، تبدأ من سوريا ( وستشمل إيران – سوريا- حزب الله- العراق ) وقد يكون المخطط أيضا شمول غزة ،إلا في حال فكت الأخيرة تحالفها المحوري مع هذه القوى ، خاصة بعد اتضاح الرؤية السعودية بعد مطالبة الرياض حماس بتحديد موقفها من حيث كونها مع العرب أم مع طرف آخر -في إشارة إلى إيران-.
حيث انه من الملاحظ أن المنطقة شهدت، مؤخرًا، العديد من التصريحات والتحركات، التي رأى فيها البعض قرع لطبول "حرب شاملة" ..
وجاء هذا الاستنتاج من المنعطفات الخطيرة التالية :
1-التلويح بـ "الحرب الشاملة" جاء على لسان أرفع المسئولين في "إسرائيل" وسوريا ولبنان وإيران، وفي هذا السياق تم التأكيد من بعض هذه الدول على قيادات فلسطينية بإطلاق يد المقاومة.
2-من ناحية أخرى اعتمد البنتاجون خطة عسكرية تتضمن القيام بأكثر من مواجهة في وقتٍ واحد، وفى هذا السياق تم الاتصال بالقيادة المصرية لإقامة قواعد عسكرية أجنبية على أراضيه ولكن القيادة المصرية رفضت وبشدة ..
3-اقترحت الجامعة العربية تأسيس قوات عربية مشتركة، وترددت أنباء عن إرسال قوات عربية إلى اليمن، لتحقيق استتباب الأمن والتفرغ إلى ملفات أكثر شمولية ..
4-زعم أمريكيا المتكرر أن"تنظيم القاعدة" يعلن عن سعيه للسيطرة على باب المندب، وسط تقارير استخباراتية أمريكية تحذر من هجوم وشيك "للقاعدة" على أمريكا خلال الأشهر القليلة القادمة ، لتقريب وجهات النظر التحالفية ضد ما يسمونه بالإرهاب ..
5- ذكرت وسائل إعلام أن فرنسا تشرع في إنشاء قاعدة عسكرية في الإمارات، لتكون قريبة من ارض المعركة وتقديم دعم لوجستى لقوى التحالف .
6- شهدت "إسرائيل" مناورات أمريكية - "إسرائيلية" مشتركة تحاكي مواجهات محتملة مع إيران، ومناورات تحاكي هجومًا على سوريا، وتحدثت تقارير عن مساعي أمريكية لنشر صواريخ ومضادات صواريخ في الخليج وتركيا.
7-قيام كل من رئيس أركان الجيش الأمريكي، ورئيس المخابرات المركزية الأمريكية بجولات مكوكية بين عواصم المنطقة.
8- اضطرار القوات السعودية للدخول على خط المواجهات اليمنية والبحرينية ، وتأزم العلاقة مع إيران بعد قضية محاولة اغتيال السفير السعودي في أمريكيا .
كل هذه الإرهاصات تدل وبشكل لا يقبل الشك أن منطقتنا العربية ، بانتظار شتاء ساخن ، وعواصف رمادية وأعاصير مدارية ، تقلب الأسس الجغرافية ،وتحول الرياح الباردة القطبية إلى رياح الخماسين والسويركو، والهمرطان ، والطوز الشرقية ..
ونحن كفلسطينيين ورغم هذه التخرصات الدولية إلا أننا سنكون رقما صعبا ، وسنصنع المصدات بوحدتنا ، ونحتفل مرة أخرى بجولات متتالية لكسر القيد عن الأسرى ، وستدوس أقدام أجيالنا الجلاد ، ورغم المؤامرات إلا أننا شعب حي لن يموت ، لأننا أملئنا إرادتنا من مداد الكرامة والحرية .. ناصر إسماعيل جربوع اليافاوي كاتب باحث فلسطيني الأمين العام المساعد لرابطة المثقفين العرب (وفاق)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موسكو تنفي اتهامات واشنطن باستخدام الجيش الروسي للكيماوي في 


.. واشنطن تقول إن إسرائيل قدمت تنازلات بشأن صفقة التبادل ونتنيا




.. مطالبات بسحب الثقة من رئيسة جامعة كولومبيا الأمريكية نعمت شف


.. فيضانات عارمة اجتاحت جنوب البرازيل تسببت بمقتل 30 شخصاً وفقد




.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات