الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التجربة السياسية وعقم الجدل البيزنطي

احمد ناصر الفيلي

2011 / 10 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


منذ سقوط الدكتاتورية وصفاء سماء البلاد من غيوم عبوديتهاووسائل استلاباتها النفسية والفكرية ، لم تتحرك سائر القوى السياسية نحو ترصين المواقع المنتهكة بفعل تلك السياسات المبتذلة ، وعلى عقود متعاقبة نخرت في العقول الذبيحة وشلت الطاقات المتعددة قرباناً لوتد السلطة التي من اجلها سملت العيون ، وتقطعت الابدان وخلفت آثار ومخلفات بحاجة الى جهود وطنية مخلصة وخالصة، لأن غسل أدران الماضي لهي من أولى الموجبات الوطنية .
وبرغم الماضي الثقيل الزاخر بالوان المعاناة، وشتى صنوف الالام والتي تشكل منعطفاً حيوياً من أجل قراءته بوعي لفك التلازم القسري بين سياسة الجبر والاكراه والتطلعات المشتركة للمكونات العراقية التي تعد أحدى ميزات تلك المراحل الغابرة .
فطنة النخب تغيب وتتغيب عن دروس كثيرة قريبة وبعيدة وتلك مواصلة شاذة لواحدة من أسوء ممارسات الماضي المفضية الى ضياع المشتركات المؤدية الى التلاحم ، والحوار ، والمنطق العقلاني الذي يذلل الصعاب ويفك العقد المزمنة ومواريثها الكريهة . افتقاد الأرضية المشتركة بين المكونات الاجتماعية العراقية مثلت حجارة سنمارفي بناء الدولة العراقية في آب عام 1921وحيث الحاضر الجديد حينها مثل أمتداداً لماضي تعسفي بغيض ، فعاشت دولة مهزوزة تمزقها الصراعات ، وحبلى بأشكال الموءامرات التي أكلت الموارد البشرية والاقتصادية وماتزال تداعياتها حد اللحظة وتساهم في تحطيم مجتمعي منظم ، الى جانب خسارة الطاقات الطبيعية والبشرية والتي شخصت العيون الى الخارج في كل الاحتياجات والموارد ، وتلك تبعية ذاتية بأمتياز لم يفرضها محتل أوغاز وساهمت في ضياع شىء من الاستقلال بالضرورة ، وقيدت الارادة بالحاجة . تلك أحدى محن الامس أترى تنفع الذكرى ؟!. بناء هيكل أرتكازي لأصول المفاهمات ، والحوار، والتواصل أمر ضروي من أجل أسقاط التطلع الى المشاورة الخارجية البعيدة عن الواقع وحركته ، والحاملة لمنظار يفتقر الى جوانب القراءة المتعددة ، كونها منطلقة من بعد أحادي بلغة المصالح والتي ماأكثرها في ظل سباق النفوذ المحموم ، وحسابات مجريات الصراع ، بعد أن اصبحت البلاد ساحة مكشوفة لشتى أشكال المطارحة . عقدة التشاور على طريقة استقدام آراء الآخرين لشجون داخلية تضيف منقصة جديدة لأستقلالية الرأي الحصيف ، وغياب النظرة الموضوعية ، ومراهقة سياسية تفتقر الى النضوج والتحسب ، فجوهر التشاور الخار جي في كل مكان أبداء وجهة النظر الوطنية أزاء قضايا أقليمية ودولية مشتركة ، ورحلة بحث عن رؤية مشتركة ، لكن تبني رأي لآخرين من خارج السور العراقي في قضية وطنيةهي لعبة خطرة ، بقدر ماهي مضحكة ، وهي أحدى العقد التي عاني منها العراق كثيراً ، وحيث عدد من ساساته في عهديه الملكي ، والحمهوري قد صرحوا بأنهم أقدموا على أتخاذ قرارات ظالمة لمكونات عراقية بناء على متطلبات سياسية تم أملائها من الخارج وآخرهم رأس النظام المخلوع. في تأريخ العراق السياسي ثمة أسلوب للتعبئة لأهداف تتنافى مع أهداف ومصالح المجتمع ، لكنها ظفرت بشيء من المقبولية والتدافع ، لأعتمادها العزف على أوتار العاطفة وشبوبها على أنغام أيديولوجية ، وطروحات فكرية ، ومواقف متصيدة في المياه العكرة ، فهل من مصلحة لتوظيفها مجدداً ونحن نتحدث عن عراق جديد ؟! وما الجديد أذ يتم بعث القديم بثوب مهلهل جديد لاتغيير فية سوى شخص الفاعل وهويته ، والتي ماعادت تتماشى مع الأيقاع السياسي المتغير دورانه في أرجاء المعمورة ، ألا يكفي أنها تذكر البلاد والعباد بماضي بغيض وفصل مسرحي مخادع .
في مجرى المشهد السياسي وتداعياتة المتدحرجة لاتلوح في الافق أية شاردة ، أو واردة على جهود متجهة نحو صياغة أرضية جامعة بمفردات وطنية تنأى بأوضاع البلاد المزرية ، وتتجه نحو درء مخاطر المهاترات الفوضوية ، والعنتريات البائسة ، والانتباه الى أوضاع البلاد التي مازالت تزرح تحت ثقل مواريث السياسات السابقة ، وآثار الحروب الكارثية، والتدمير والتي لم تمتد أليها يد الأعمار والبناء ، بل أضافت الأوضاع الجديدة بأخطائها ، وحداثتها ، ولغة السلطة ومكاسبها هماً جديداً لم تألفه من قبل ، ولاندري لم التهديد والوعيد في بيوت الزجاج ؟!.
غياب وحدة المواقف والأتفاق عامل في تعليق عديد القضايا الوطنية وملفاتها وتعريضها للتدويل والمحاكاة الخارجية التي لاتنظر بعين الوطن ، فضلا عن أساءتها الى تأريخ البلاد الحافلة أرضها بأرث حضارات مشهودة ، ومن هنا أهمية أدراك القوى السياسية لتولي معاولها شطر الحفريات السوسيولوجية والسياسية من اجل أنتزاع المشتركات من بطون التاريخ بدلا من صراع الديوكة ، فهذا أجدى وأنفع. .
.أرتهان الحاضر بأرادة محاصرة من شأنها جر البلاد الى أتون دوامات موجعة ، لاتستطيع منه فكاكا في المنظور القريب ، وآية ذلك لغة التهديد والخطابات النارية برهن المكاسب السلطوية ، والتي تتحدث عن الرجراج الذي سيطول الاستقرار السياسي ، وكأن الاستقرار المهزوز المتحقق قد أمتلك زمام المبادرة نحو بلاد أكثر أمناً ورخاء . لكن في لغة السياسة الدارجة لم يسمع أحد بأرتهان أمن المجتمع لغايات سياسية من قبل قواه السياسية وهي سابقة تسوقها الفصول المرة من التجربة العراقية الجديدة التي تفتقر في بعض مفرداتها من قبل البعض الى الحياء المجتمعي والخجل الأخلاقي . تتوالى الأشهر فيما الفرقاء السياسيون بانتظار نتائج القرعة عسى أن تميل الكفة لاحدهم وسط تناسي ساذج للمتطلبات الدستورية ومحدداتها العددية بشأن تشكيل الحكومة وما يتطلبه ذلك من تحالفات . لاشك بأن هنالك مساجلات منتظرة ، ومناظرات عقيمة حال ظهور النتائج، بدلا من التفكير الجدي لايجاد مخارج للحالة الراكدة التي تشيرالى توقف أستثنائي غير مقبول على طريق مواصلة المشوار الديمقراطي والسير الحثيث نحو أيجاد المزيد من فرص الحلول المتاحة والبدائل المقبولة ، كيما تستقيم حالة البلاد والعباد. أن تبني المواقف التصعيدية الصلبة ، والدخول في معمعات متواصلة، وتأجيج نيران التراشق السياسي ستولد أزمة سياسية تقود دوامة الدوران في الحلقات المفرغة ، والتي لاتعكس سوى اللامبالاة أتجاه مايجري على أرض الواقع من كوارث مزرية ، تتعلق بأبعاد سياسية ، وأجتماعية ، وأقتصادية حافزة لخلق أشكاليات معيقة لبناء الشراكة المفترضة بين المجتمع والنخب السياسية من أجل مصداقية المشروع السياسي ونيله الثقة المطلوبة والتي تفصح عن نفسها من خلال العزوف عن المشاركة في الانتخابات وبنسبة وصلت الى 40% بشكل تدريجي ومتصاعد . فقدان الثقة ، وضياع المعاييرمؤشر يستهدف ركن البناء الاساسي في العملية السياسية الديمقراطية وهو المجتمع وما يدفع ذلك الى تكسرات ، ومشكلات بعضها خارج عن السيطرة . أن البلاد بحاجة حقيقية الى تفهم وأدراك النخب السياسية الى متطلبات المرحلة وضروراتها وحساسيتها ، ومقابلة ذلك بما تقتضية من تضحية ، ففي خميرة الفوضى وأطنابها يخسر الجميع المباراة بحسرة وندم، ولينظروا في تواريخ الأيام السالفة ، ولغة البارحة ، وحجم الوعود، وعسى أن يستقيم الجدل وتصحو الحالة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دول عربية تدرس فكرة إنشاء قوة حفظ سلام في غزة والضفة الغربية


.. أسباب قبول حماس بالمقترح المصري القطري




.. جهود مصرية لإقناع إسرائيل بقبول صفقة حماس


.. لماذا تدهورت العلاقات التجارية بين الصين وأوروبا؟




.. إسماعيل هنية يجري اتصالات مع أمير قطر والرئيس التركي لاطلاعه