الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الرّادود باسم الكربلائي أكثر عقلانيّةً منّي

أسعد البصري

2011 / 10 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


بعد عشر سنوات في الغرب فهمت ما معنى رأسمالية
هي تعني أن العقل نقود
عندك نقود يعني عندك عقل
بالنسبة لأصدقائي الكنديين ما أقوم به جنون
أقصد الكتابة والنشر بلا مقابل و بلا نقود
فهم لا يفهمون كيف يبذل أي إنسان أي مجهود أو وقت بلا مقابل
أعتقد أن جيل السبعينات كنديّ الأصل لهذا السبب
إن ما يجعل الرّادود الملا باسم الكربلائي أكثر علمانية مني
هو أنه رجل عقلاني يقوم بنشاط فني يدر عليه الكثير من النقود
أما رجل مثلي فهو بنظر الغرب فوضوي
وغير مفهوم لأنني أقوم بنشاط مجهول الدوافع وبلا منفعة
هكذا تُفكّر الرأسمالية الغربية
عزائي الوحيد أن الرّادود باسم يجني الذّهب
برأس رجل غير عقلاني أيضاً هو الحسين بن عليّ
في الحقيقة بدأت أتفهم فظاعة الواقع الثقافي
مثلاً رجل عاقل مثل الشاعر زاهر الجيزاني كان يكتب في جريدة الصباح
مقالاً مقابل (١٥٠) دولاراً للمقال ، يتكلم بهدوء وقد استحصل رواتبه المتراكمة طيلة سنين
غربته و قطعة أرض و منصب إعتباري ثقافي وهو صديق الجميع . رجل مثلي
يكتب مجاناً ، ولا يجني شيئاً من قول الحقيقة سوى المزيد من الأعداء ، . أعتقد أن
الشاعر زاهر الجيزاني أعقل مني بكثير و يفهم الدنيا و حقيقتها . ربما عليّ تغيير
صورة هادي المهدي المتهوّر إلى صورة حكيم ك زاهر الجيزاني
كل المثقفي ينصحونني بكلمة واحدة
يكررونها : كلاوات ، خايب كلاوات
خلّيك ناعم و سلس ويّة الجميع
أُكتب ضد الإسلام و مشِّي أمورك
أكتب ضد العرب و السنة و سوّي الروحك جاره
أكتب ضد الشيعة و إيران و آقبض جم فلس
أو إكعد و سكت بلا طلايب علخالي بلاش
خايب كلاوات
لو كنتَ سياسياً عراقياً ، لنأخذ السيد نوري المالكي مثالاً
تفيق في الصباح و مع الشاي تنظر في اللاب توب فترى
أحد المواقع قد شنَّ حملة ضدّك ، مقالات شتائم و سخرية و إساءات
لنفترض أن السيّد نوري المالكي أزعجه الأمر ماذا سيفعل ؟
سيتّصل بمستشاره الإعلامي و يقول له
إتصلوا بمسؤول الموقع و ألقوا له عظمة و اطلبوا منه أن يلجم كلابه
نعم وبمعنى الكلمة ( كلاب) يطلقها أصحاب المواقع ضد السياسي الكبير لآبتزازه . كلاب تنبح
عند الطلب و مجاناً و بالعدوى . كلاب عندها أزمة شخصية غاية
ما تطمح إليه أن يظهر إسمها في موقع ألكتروني و أن يرضى صاحب الموقع الذي
هو الآخر نوعية أخرى من الكلاب البريّة التي تركض و تصطاد لنفسها بنفسها . لهذا ترى
أحياناً حملات إعلامية ضد أحد السياسيين الكبار يرتفع صوتها بلا سبب
و ينخفض بلا سبب . حملات تفضح المحب من المبغض لدى
الحكومة العراقية . لهذا لاحظت أن أكثر المثقفين الشيوعيين مثلا ينشرون
في مواقعهم و صحفهم فقط . لأن رجلاً مناضلاً ويحترم نفسه لا يرضى أن يحوّله
صاحب موقع ألكتروني قميء إلى مجرّد كلب نشيط يجرّ عربة ثلج .
يقول لي صحفي عراقي
يا أخي لا تنشر مجاناً ، فربما أفكارك خاطئة و ربما المكان الذي تنشر
فيه مشبوه ، لكن تبقى حقيقة واحدة و أكيدة هي أنك قبضت (١٠٠) دولار مقابل
ذلك المقال . هذه المئة دولار تُحوّل الكاتب من ثرثار إلى شخص
محترم (على باب الله) . معظم الكتاب يأخذون نقوداً من أحزاب
و سفارات و وزارات خارجية . خذ مثلاً حملة الكاتب المعروف ابراهيم الزبيدي
في موقع كتابات الذي يديره السيّد ( أياد الزّاملي) ضد النظام السوري و إيران والمالكي . لماذا ؟ رغم
أنني أتفق مع طرحه لكن هؤلاء ذئاب لا تُهرول عبثاً أبداً.
في عصر الإنحطاط يصبح المخلص بصدق مثلي
مشبوهاً لأنه لا يقبض نقوداً و لا ينتمي لحزب
مشبوه في عقله لأن النقود عقل و مَن يرفضها لا عقل له
المأساة العراقية الحقيقية
هو أنك إذا لم تبع نفسك وظللت تتجول كما يتجول يوليوس قيصر بين الطعنات
دون مساومة . فإن أصحاب المواقع أنفسهم يبيعونك مقابل
حجب صوتك من مواقعهم . هذا يعني أنه في عصر الإنحطاط العراقي
إذا لم تبع نفسك بنفسك ، يبيعك الآخرون ويقبضون ثمنك
هذا ما حدث ل هادي المهدي

[email protected]












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المدرجات تُمطر كؤوس بيرة في يورو ألمانيا.. مدرب النمسا يُحرج


.. لبنان يعيش واقعين.. الحرب في الجنوب وحياة طبيعية لا تخلو من




.. السهم الأحمر.. سلاح حماس الجديد لمواجهة دبابات إسرائيل #الق


.. تصريح روسي مقلق.. خطر وقوع صدام نووي أصبح مرتفعا! | #منصات




.. حلف شمال الأطلسي.. أمين عام جديد للناتو في مرحلة حرجة | #الت