الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اسقاط الماديه على الاسلام

ادم عربي
كاتب وباحث

2011 / 10 / 21
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


اسقاط الماديه على الاسلام
اعلم ان كثير من الباحثين حاولوا تطبيق النظريه الماركسيه على الاسلام كمرحله تاريخيه مرت بها البشريه ، وانا هنا اتناول الموضوع من وجهة نظر ماديه ، اى اعتمد الفلسفه الماديه علما ان الدين يندرج تحت سقف الفلسفات المثاليه .
وكما ذكرت في مقالات سابقه ان الفلسفه عبر التاريخ نوعان اما ماديه او مثاليه مع احترامي لجهود الفلاسفه من اي نوع كانوا ,.
واساس الفلسفه الماديه ان كل ما هو موجود في الكون مستقل وخارج وعي الانسان ، وتعتبر الماده ازليه لم يقم احد بخلقها - تنسف جميع الاديان- والوعي في الماديه هو نتاج التطور التاريخي للماده ، اما المثاليه فتقوم على اساس كل ما هو في الكون هو اساسا موجود في وعي الانسان ، لذلك الوعي في هذه الفلسفه يسبق الماده ، وهناك كثير من الفلاسفه المثاليون مثل الذاتين والموضوعيين .
ان العرب في قبل الاسلام كانت قبائل متناثره ، تعتاش على الرعي والغزوات وكانت لذات السبب تمجد الفروسيه ، فهي اهم ظاهره لتحقيق القوه التي تستطيع الغزو او الدفاع ، الا انه ايضا وجد مجتمعات كما في مكه تعتاش على التجارة وما يؤم مكه من قبائل عربيه لمكانتها الدينيه قبل الاسلام ، ولا شك ان النظام السائد في مكه في تلك الحقبه كان نظاما قبليا بطريكيا ، يقوم على الولاء المطلق للقبيله والتغني بامجادها ،
حيث يقول الشاعر : اذا بلغ الفطام لنا رضيعا تخر له الجبابر ساجدينا .
هذا مراه لحياة العرب قبل الاسلام القائمه على القوة فقط والاعتداء على القبائل الاخرى الاقل قوه ، وحيث يقول الشاعر ايضا : ونشرب ان وردنا الماء صفوا ويشرب غيرنا كدرا وطينا ، هذه الابيات الشعريه تعطي انطباع لما كان سائدا في تلك الحقبه وهي تعبر عن طبيعة الصحراء القاحله فقيرة الموارد اختارت لهم اسلوب الحياه هذا كوسيله للعيش او البقاء على قيد الحياة وهذا سبب مادي بامتياز ، نابع من بنيه تحتيه كانتاج فوقي ، فلا يمكن ان يكون المجتمع غير ذلك ، وسادت قيم وسلوك تتماشى مع الطبيعه الثقافيه السائدة من ازدراء المراه وحتى وئدها ، لانها عبئ على القبيله سواء بالسبي او بعدم مشاركتها الغزوات .

الا انه وكما ذكرت كان مجتمع مكه مجتمعا قبليا بطريكيا يعتاش على التجاره وعلى الحجيج ، وظهر في ذلك المجتمع طبقة الاشراف وطبقة المستضعفين والمساكين والعبيد .
جائت الديانه المحمديه كثوره على العبوديه والاستغلال ومن اقامة دولة المساكين والمستضعفين ، على الرغم ان الرجل من بني عبد المطلب وهم من الاشراف ايضا لكنهم اقل قوه من باقي القبائل ، ولذلك كان اول من امن به هم اولائك المستضعفين والعبيد حتى الدهماء منهم .

اقام النبي دولة الاسلام الا انه فشل في اقامة دولة المساكين والضعفاء ، وكانت دولة النبي ثوره على ما هو سائد في تلك الحقبه ، لكنها لم تسنطع تغيير الثقافة المجتمعيه قط ، ولم تقم دولة المستضعفين ، بل تسيد الحكم الاشراف مره اخري ، وبقي اسيادكم في الجاهليه اسيادكم في الاسلام ، على الرغم من التعاليم الجديده ، الا ان الثقافه العربيه ظلت راسخه ، ولم تكن يوما دولة من اجل الله ، وما دموية النزاعات في صدر الاسلام الا اكبر دليل على ذلك ، العرب وجدت نفسها فجئتا في في دوله ، لذلك لم يهضم ما تم تقديمه من تعاليم جديده ، ولم تكن دولتهم كنتيجه لعنصر استقرار طور عبر مراحل تاريخيه مختلفه حسب طبيعة البنيه الاجتماعيه والاقتصاديه ، ولذلك لم تختلف عن دولة التتار من حيث ظروف النشئه التاريخيه ، لم تتطور كما تطورت الاغريق او الرومان على سبيل المثال .

اذن تعاليم الاسلام لم تستطع تغيير البنيه الفوقيه ، وهي تعبير عن النمط اللنتاجي في القبائل العربيه ، لذلك لم تتحقق دولة الفقراء والمساكين ,, وانما تحققت امبراطوريه قائمه على الغزو ، مستغله التشريعات التي تحاكي الثقافه العربيه السائده ، حيث ما اتى به الدين الجديد لم يخرج عن بناء فوقي ابن زمانه ومكانه .

ومع تطور الامبراطوريه الاسلاميه ، لم يحدث اي تغيير في بناء المجتمع الفوقي ، على الرغم من اتساع رقعة الدوله والانخراط والامتزاج مع مجتمعات اخري ، بل بقيت محافظه على طابعها القبلي ، ولم تستطع الافلات من قبضة الدين الذي حاكى الثقافه العربيه السائدة قبل الاسلام ، الى اخر خلفاء العثمانيين .
نجحت الامبراطريه الاسلاميه تحت مثالية الدين ، ولكنها لم تتطور تبعا لهشاشة نمط الانتاج السائد في جميع مراحل الدوله الاسلاميه .
من هنا يكمن التفسيير المادي لمسيرة الامبراطوريه الاسلاميه التي انتهت كما بدات .
هذا يجعلني دائما من انصار الماديه في تفسيير حركة التاريخ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - البقاء لله
عبد الله اغونان ( 2011 / 10 / 22 - 02:59 )
مايزال الاسلام مشرقا فاعلا بل جل الاحداث العالمية مردها الى صراع بين الاسلام واعداءه.منذ الفتوحات الكبرى الى الحروب الصليبية الىحروب مع الاستعمار الصليبي الى حروب الخليج بفعل الثورة الايرانية الى الصراع الفلسطيني الصهيوني واذكر حماس وحزب الله والجبهة الاسلامية للانقادوالصراع الدائر راهنا ومعارك حول الحجاب والماذن والارهاب واسلام اعلام كجارودي وهوفمان ومحمد علي كلاي وبوكاي ويوسف اسلام...ومظاهر التدين وفضائيات وشيوخ نجوم مؤثرين وقران يتلى ويحفظ وحج.وبنوك اسلامية....الخ
الاسلام حاضر بقوة بينما الماركسية الجدلية انتهت صلاحيتها في عقر دارها وتراجعت شعبيتها وانكمشت احزابها شرقا وغربا وسقطت رموزها وفقدت مبرر وجودا بنيويا وتاريخيا
الاسلام يجمع بين متطلبات المادة والروح فنحن لسنا ملائكة ولا بهائم.يلبي متطلبات الجسد ولكن ضمن ضوابط من حلال وحرام ومن اخطا وتاب تاب الله عليه.نومن ان الدنيا جسر الى دار البقاء نسال الله حسن الخاتمةااااااامين

اخر الافلام

.. هز عرش المحافظين.. معلومات عن زعيم حزب العمال كير ستارمر


.. الغارديان: حزب العمال أمام انتصار كاسح في وجه المحافظين




.. فرنسا.. بين قبضة اليمين المتطرف وتحالف -شبه مستحيل- للمعتدلي


.. فرنسا: هل تراجعت فرص اليمين المتطرف بالوصول إلى السلطة؟




.. هل الأغنياء يدخرون الأموال؟.. استشاري الاتصال المؤسسي علاء م