الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العم..داروين في عيده ..الخمسين بعد المئه

عبد الحسين طاهر

2011 / 10 / 21
كتابات ساخرة


العم دارون في عيده الخمسين بعد المائة

قرأنا مرة لسلامة موسى كتيّب كان بعنوان هؤلاء علموني ...وهؤلاء هم كل من ,تشارلز داروين وكارل ماركس وعمانوئيل كانت فتعلقنا بسلامة موسى وأحببنا هؤلاء لحبه لهم واصطبغنا, بصبغة الدارونيين والماركسيين والكانتيين ولكن تظل البذرة الأولى في تراكماتنا المعرفية إن وجدت يعود الفضل فيها لمعلمنا الأول والعم فيما بعد الأستاذ خلف ناصر (أبو عماد) رحمه لله في المدرسة الابتدائية وللمناهج الدراسية اللاحقة التي تتصف بالرصانة وبالعلمية وتتضمن دروس مفيدة علمتنا النظريات الحديثة ابتداءً بنشأة الطبيعة الأولى( الانفجار الأعظم) وتشكيل الكون الفسيح الذي ليس له حدود ولا سدود ومعه تكونت المجموعة الشمسية بما فيها كرتنا الأرضية العزيزة التي نشأت محترقة حامية تشب النار في أطرافها من كل مكان
وتكاد تنفرط أحشاءها من شدة الحرارة ومن حسن حظنا اتخذت لها حركتين الأولى دورانها حول الشمس لننعم معها بالفصول الأربعة والأخرى مرجحتها حول نفسها لتمتعنا بدفء الشمس وترينا مروج الكواكب الزاهرة وتهدهدنا...دللول يبني دللول ..عدوك عليل وماخذ الجول ....ولا نريد أن نحدثكم عن الدهور التي مرت حتى بردت كرتنا الأرضية ولا عن المياه التي تبخرت فتشكلت سُدم من الغيوم الكثيفة غطت كرتنا المسكينة بالظلام الدامس لدهور ايضا ولدهور أخرى أرعدت ثم أمطرت وفار التنور!! (فترعبلت) كرتنا الأرضية بفعل المياه المنسكبة عليها انهارا من السماء أحدثت لها انزلاقات طينية وانجرافات صخرية هائلة وعلى إثرها تشكلت المحيطات والبحار والقارات التي لا يعرف عددها ولكن أهم التكوينات التي ظهرت على جوانب المحيطات بروز الأوتادا !؟وعرفت فيما بعد بالجبال ولا أراني بحاجة لإعادة شرحها كما جاءت في النظريات العلمية والدراسات الجيولوجية الحديثة....
وتوالت الفتوحات وظهر (كيبر نيكوس) أولا الذي جعل العالم يضحك من الأسطرات القديمة سومرية كانت ام يونانية والتي تعتقد( بقرصية) الأرض قرص مسطح يُحمل على قرن ثور!!؟وبعدها... جاء غاليلو غاليلو الذي اثبت كرويتها"كروية الأرض" ودورانها حول الشمس ومن ثم.. ظهرت تفاحة صاحبنا المرحوم انيوتن...الذي اكتشف من خلالها الجاذبية وتلك التفاحة ذكرتنا بتفاحة أبينا ..آدم ...التي لم تفعل شيئا سوى إنها أخرجتنا من الجنة!!؟ كل هذا ومحاكم التفتيش وسلطة الكنائس وعموم المؤسسات (البابوية) كانت تقاوم وتحاكم وتسجن تحرق وتنفي وتكفر أصحاب هذه الكشوفات العلمية الفذة لكنها بعد حين تعود تعترف وتعتذر وفي كل مرة ولكن ليس قبل إن تحرج (وتمرمط بها الأرض)عندها تروح تتراجع وتدعي إن هناك إشارات في (كتبها المقدسة) تشير إلى كروية الأرض!! ودورانها حول الشمس !! بل والى صواريخ وكهرباء وطائرات وانترنت وبايسكلات (وستوتات )!! حتى وصل الأمر بأحدهم وهذه المرة ليس قسيسا المصيبة هو (شيخ لكنه ارهابي أمعدل تزيد لحيته على الذراع اسمه... اسامة بن لادن) مدعيا إن غزوته الإرهابية المجرمة التي أسماها غزوة منهاتن ودمرّ بواسطتها برجي التجارة العالمية وقتل الآلاف من البشر الأبرياء هي الأخرى موجودة في القرآن الكريم مشيرا إلى آية (جرف هار!!؟؟) أستغفر ربيّ
أما نظرية العم..دارون صاحب هذه المناسبة والذي نحتفي اليوم بعيده الخمسين بعد المائة ليست بأقل من تلك الكشوفات العظيمة لكنها جاءت في قرن التنوير القرن التاسع عشر.. فأحدثت إعصارا وعاصفة اهتزت لها شجرة الفكر الإنساني هزا عنيفا تطاير السوس على أثرها وتساقطت الأوراق النخرة وأجبرت الكنيسة والمؤسسات البابوية على الانحناء أمامها لتفتح لنا آفاقا للعلم والطب والتشريح حيث عكف علماء التشريح على دراسة جسم الإنسان وتمحيصه فوجدوا حلولا لمعظم العقد المستعصية التي كانت تحيرهم قبل دارون كتلك الأعضاء التي بَدتّ زائدة عن حاجة جسم الإنسان فصارت تذوي وتضمر وتختفي ....أو هي في طريقها للاختفاء أمثال الزائدة الدودية والذنب (الذيل) الذي تحول إلى اعسان* تلتصق في مؤخراتنا مكونة الفقرات العصعصية ونحن لا نحتاج الى مخاطبة اللذين يعرفون ولو القليل عن هذه النظريات العلمية ومنها نظرية العم دارون فهم أساتذتنا ومعلمونا بل الخطاب موجه للذين كونوا أفكارهم وجمدوا عقولهم على (الحملة الإيمانية سيئة الصيت ) والهجمة الوهابية التي رفعة شعار ـــ من اعتقد بالوصول إلى القمر فقد كفر!!؟) حولت أموال نفط الخليج لمحاربة العلم وإشاعة الدجل والخرافة وركزت على محاربة الأفكار المتنورة أفكار كيبر نكوس* وغاليوا وماركس ودارون وحتى مندل... قالوا إن هؤلاء ملحدون كفارا!! و دارون هو الأشد ألحادا لذلك عوقب وطمست نظريته بل نسخت ولم يعد لها من اثر في عالم اليوم!! وهذه ليس مدعاة للضحك وحسب بل ونظرة سطحية وقاصرة للأمور, فلماذا لا يقال إن الله هو الذي ركب الكون والطبيعة بهذه الشكل الذي كشفه لنا العلماء ؟لكنه أراد سبحانه إن نكدّ عقولنا ونكدح ونعيد قراءتنا في النصوص الدينية لنصل الى ما توصل إليه العلماء الأفذاذ....وحتى يطمئن بعض أصحابنا في (الرصيف الثقافي )أقول إن نظرية العم دارون لا زالت شامخة كالجبل وليس كما تقولون وهي تتعزز كل يوم في ظل المعطيات العلمية الحديثة وتترسخ أكثر فأكثر مثلها مثل المعادن الثمينة والأحجار الكريمة وهي تُدرّس اليوم في اوربا وامريكا وامريكا اللاتينية واسيا وافريقيا..وحتى استراليا صاحبة الكناغر ما خلا بعض البلدان المتخلفة التي لا زالت تدس رؤوسها في ...الرمال!!
*الاعسان..الآثار القديمة البائدة...
*من الطريف في وصية داروين انه اوصى بوجوب اشراك عدد من الحيوانات في تشييّع جنازته كالقطط والكلاب...... والبغال والببغاوات والقرود..أيضا...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم زهايمر يعود لدور العرض بعد 14 سنة.. ما القصة؟


.. سكرين شوت | خلاف على استخدام الكمبيوتر في صناعة الموسيقى.. ت




.. سكرين شوت | نزاع الأغاني التراثية والـAI.. من المصنفات الفني


.. تعمير - هل يمكن تحويل المنزل العادي إلى منزل ذكي؟ .. المعمار




.. تعمير - المعماري محمد كامل: يجب انتشار ثقافة البيوت المستدام